علماء المسلمين: إيران تتدخل بالعراق لتقسيمه طائفيا
بغداد - عربي2118-Jun-1407:16 PM
0
شارك
(تعبيرية)
أكدت هيئة علماء المسلمين في العراق، أن الحكومة الإيرانية تتخذ من الأحداث الجارية في العراق اليوم ذريعةلإعلان تدخلها المستمر منذ عام 2003، وأعلنت أن هذا التدخل السافر الذي أصبح رسميا يهدف إلى الهيمنة على هذا البلد بشكل كامل أو تقسيمه على أسس طائفية وعرقية.
وأشارت الهيئة في بيان لها الأربعاء، إلى أن مسؤولا في الحكومة الحالية كشف النقاب لصحيفة "غارديان" البريطانية يوم السبت الماضي، عن أن إيران أرسلت (2000) عنصر من قوات الحرس الثوري إلى العراق خلال الأيام المنصرمة، موضحا أن (1500) منهم اجتازوا الحدود بين البلدين عبر مدينة "خانقين" بمحافظة ديالى، فيما دخل (500) من تلك القوات منطقة "بدرة وجصّان" بمحافظة واسط.
وكانت وكالات الأنباء الصحفية قد أكدت في وقت سابق أن قاسم سليماني قائد "فيلق القدس"، وصل إلى بغداد للاطلاع على جهوزية الحكومة الحالية في الدفاع عن العاصمة، فيما نقلت قناة "سي أن أن" الإخبارية عن مسؤول أمني في حكومة نوري المالكي ـ رفض الكشف عن هويّته ـ قوله: "إن ثلاث وحدات من "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني، تتمركز الآن في محافظة ديالى، وإن عناصر الحرس انضمت بالفعل إلى القوات الحكومية في معاركها ضد المسلحين (ثوار العشائر)".
وخلصت هيئة علماء المسلمين في ختام بيانها إلى القول: ما تقدم كله يؤكد التصريح الذي أدلى به الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء والذي قال فيه، إن بلاده ستبذل كل ما بوسعها لحماية الأماكن المقدسة في العراق، لافتة الانتباه إلى أن تصريح روحاني، سبقه تصريح مماثل قبل أيام أعلن فيه عن نية طهران التدخل عسكريا في العراق لدعم حكومة المالكي.
الفيضي: مايشهده العراق هو ثورة شعبية
وفي سياق متصل، أكد الشيخ الدكتور محمد بشار الفيضي الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين، أن ما يجري في العراق اليوم هو ثورة شعبة ضد سياسة الظلم والتهميش والإقصاء التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة في ظل الاحتلال الغاشم ومنها حكومة المالكي الحالية.
وأوضح الفيضي في حوار أجرته معه صحيفة الرياض السعودية، أن هذه الحكومة مارست طيلة السنوات الماضية أقسى سياسات الظلم والفساد ضد العراقيين جميعا، كما أنها انتهجت سياسة التهميش الطائفي والإقصاء المتعمد لشريحة تعد الأكبر في المجتمع العراقي.
ولفت إلى أن النصر الكبير الذي حققه الثوار والانهيارات المتلاحقة لمنظومة المالكي العسكرية والأمنية في محافظة نينوى ليست وليدة الساعة، وإنما هي نتيجة العمل المسلح العنيف للثوار الذي بدأت فعالياته الأولى عقب التظاهرات السلمية التي شهدتها 16 محافظة عراقية في الخامس والعشرين من شباط عام 2011، والتي قمعها المالكي بالحديد والنار..
وأشار إلى أن بدايات الثورة الشعبية كانت متواضعة، وذلك لأنه لم يكن هناك نية لدى أبناء العراق الذين قاوموا الاحتلال السافر في مهاجمة الحكومة آنذاك، بغض النظر عن ظروف مجيئها، لكن تعنت تلك الحكومة واستمرارها بسياسة القتل والظلم ولدت قناعة لدى الجميع بأن أجندات هذه الحكومة خارجية محضة، وأن مواجهتها صبحت مشروعة.
وعن مستوى القتال وحجم الخسائر في صفوف الثوار، قال الناطق الرسمي باسم الهيئة "إن أبرز ما في هذه المعركة أن خسائرها البشرية لا تذكر، فالمواجهات التي حصلت قليلة، والهزيمة من خلال ارتداء القوات العسكرية والأمنية والميليشيات للملابس المدنية كانت هي الفعالية الطاغية في المشهد العراقي".
وأوضح أن عدد الجثث التي وصلت إلى دائرة الطب العدلي في مدينة الموصل ـ التي كان فيها أكبر تجمع عسكري لحكومة المالكي ـ هو (120) جثة فقط معظمها للعسكريين، فيما وصف هزيمة القوات الحكومية وتركها لأسلحتها ومعداتها العسكرية ـ التي أصبحت غنيمة بيد الثوار ـ بأنها فاجعة كبيرة لحكومة المالكي تصل حد الكارثة.
وبشأن التدخل الإيراني في العراق، أكد الفيضي أن إيران خسرت محطة مهمة بهذه الثورة، ولم يعد باستطاعتها استخدام نفوذها في هذا البلد كورقة ضمن سياساتها الدولية ومنها المحادثات النووية. ..
وتوقع أن تعمل طهران بشكل استثنائي وأن تقدم كل ما بوسعها لدعم حكومة المالكي في محاولة لإجهاض الثورة الشعبية، وإبقاء العاصمة بغداد تحت سيطرتها، لا سيما بعد أن سلم المالكي مقاليد الأمور إلى "قاسم سليماني" قائد الحرس الإيراني.
وحول موقف هيئة علماء المسلمين الرسمي إزاء ما يجري في العراق الآن، أشار إلى أن الهيئة أصدرت قبل ثلاثة أيام بيانا أوضحت فيه موقفها من الانتفاضة الشعبية التي يقودها الثوار ضد نظام الحكم الإقصائي والطائفي، وأكدت أن تعميم مصطلح الدولة الإسلامية في العراق والشام على المشهد الأمني في عدد من المدن العراقية هو عملية مكشوفة تهدف إلى إجهاض هذه الثورة، وأن المتظاهرين العراقيين هم أصل الثورة ومادتها الرئيسية وحاضنتها. كما أن الهيئة رفضت الدعوات بالذهاب إلى كربلاء والنجف ووصفتها بأنها دعوات غير مسؤولة، وفقا للفيضي.