أحدث الحكم الذي صدر بحق الصحافي الأسترالي الذي يعمل مع "
الجزيرة الإنجليزية" بيتر غريست والذي حكم عليه بسجن سبعة أعوام مع زميله محمد فهمي، فيما حكم على الثالث باهر محمد بالسجن عشر أعوام
صدمة في الأوساط الشعبية والسياسية الأسترالية.
وعبرت وزيرة الخارجية جولي بيشوب عن صدمة الحكومة ورعبها من قساوة الحكم.
فيما رد والدي غريست جوريس ولويس على الحكم مصدومين، وقالا: "يا إلهي، يا إلهي .. هذا جنون".
ونقل مراسل شبكة "إي بي سي" الأسترالية في الشرق الأوسط هايدن كوبر والذي كان في قاعة
المحكمة، أن نظرة من اليأس بدت على وجه شقيق بيتر أندرو، ووصف كوبر المشهد "بالفوضوي"، و"دق بيتر غريست على جدار قفص الاتهام".
وقال كوبر: "لم نستطع سماع ما قاله القاضي، ولكن ظهر في النهاية الحكم الذي صدر عليه".
ويقول كوبر إن رد الفعل "كان فظيعا والجميع أخذوا بالصراخ، وصعقت العائلة من الحكم.. كان مشهدا يصعب وصفه حيث حاولت العائلة فهم ما حدث".
وكان شقيقي غريست، أندرو ومايك في قاعة المحكمة لمعرفة الحكم.
وقال أندرو إن المشهد كان فوضويا، ولم يكن قادرا على الحديث مع شقيقه، مضيفا أن عائلته لن تتخلى عن المعركة، وستبحث عن كل الخيارات للاستئناف.
ووصفت قناة "الجزيرة الإنكليزية" الحكم بأنه يبتعد عن المنطق أو الحس ولا يقترب من العدالة.
وقال مدير القناة: "بيتر، محمد وباهر وستة من زملائنا تم الحكم عليهم على الرغم من عدم وجود أي دليل لدعم الاتهامات الباطلة ضدهم".
وفي المقابل قالت وزيرة الخارجية بيشوب: "من الصعب تقديم الثناء لمحكمة توصلت لهذا الحكم.. وهذا الحكم لا يعطي شيئا ليدعم مزاعم
مصر أنها تعيش ديمقراطية انتقالية، وتدعو حكومة
أستراليا الحكومة المصرية الجديدة للتفكير حول الرسالة التي فهمها العالم عن الوضع في مصر".
وقالت بيشوب إن الحكومة الأسترالية تدرس إن كانت هناك طرق للتدخل.
وقالت: "تحدثت طويلا مع عائلة غريست التي تدرس خياراتها القانونية بما في ذلك الاستئناف على الحكم".
وعبّر زعيم المعارضة وحزبه العمل عن صدمته للحكم والأخبار الفظيعة، قائلا إن "حزب العمل سيعمل مع الحكومة لتصحيح المشكلة في أقرب وقت ممكن".
وجاء الحكم رغم مناشدة رئيس الوزراء الأسترالي توني آبوت، الجنرال عبد الفتاح السيسي إطلاق سراح الصحافي الأسترالي بيتر غريست، مضيفا أن الإفراج عن الصحافي سيكون بمثابة "خبطة" علاقات عامة للسيسسي وحكومته الجديدة.
وقال آبوت في تصريحات نقلتها عنه شبكة أنباء "إي بي سي" الأسترالية قبل الحكم أنه واثق من تفهم السيسي لقضية الأسترالي غريست.
وقال: "ناقشت مع رئيس مصر عددا من القضايا بما فيها تدهور الوضع الأمني في منطقة الشرق الأوسط.. هنأته على عمل حكومته الجديدة وما فعلته لملاحقة وقمع الإخوان المسلمين، والتي تعتبر إن أحبت الأم والأب لعدد من هذه الجماعات الراديكالية".
وأضاف رئيس الوزراء الأسترالي: "ولكن قمت بطرح موضوع غريست، الصحافي الأسترالي، وأكدت له، بصفتي صحافي سابق، أن بيتر غريست كان يعد تقارير عن الإخوان المسلمين ولم يكن يدعمهم، لأن هذا ما يقوم الصحافي الأسترالي بعمله في العادة".
ويعتقد آبوت أن السيسي يتفهم موقف أستراليا، مضيفا: "أعتقد أنه يعرف أنها ستكون خبطة علاقات عامة للحكومة الجديدة لو تم التعامل مع غريست بطريقة غير قاسية".
وأضاف متحدثا عن السيسي: "هذا جنرال درس في الولايات المتحدة وبريطانيا وهو يعرف بالتأكيد حكم القانون".
وكان نواب فدراليون من جانبي المعارضة والحزب الحاكم دعموا مشروعا تقدمت به النائبة عن الحزب الوطني الليبرالي في كوينزلاند جين برينتس التي وصفت المحاكمة التي جرت لغريست بأنه ضد حرية التعذيب.
وعبر نواب الحزب في المقاعد الخلفية ووزير الهجرة السابق فيليب رادوك عن رغبته بتحقق العدل لغريست، مؤكدا أنه لا يريد التدخل في الشؤون الداخلية لمصر.
وقال: "أتحدث لتشجيع المصريين ليس من أجل حماية سيادتهم، ولكن القيام بعمله بطريقة عادلة واحترام المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان".
وكانت وزيرة الخارجية تحدثت مع وزير الخارجية المصري الجديد، وطرحت معه مظاهر قلق حكومتها حول محاكمة غريست وسجنه، وقالت: "قمت بالتأكيد من جديد على مظاهر قلقنا حول غريست وحقيقة كونه في السجن منذ العام الماضي.. أشرت إلى أن الصحافي الأجنبي الوحيد في المحاكمة وقدمت عرضا طلبت أننا نريد عودته لبلده قريبا".
وأشارت أن الوزير المصري "تفهم ما قلت، وهذه هي رسالة أوصلناها لكل المستويات التي تحدثنا معها في الحكومة المصرية، الحالية منها والمؤقتة".