أكد رئيس الوزارء التركي، رجب طيب
أردوغان، أن بلاده تتخذ كافة التدابير اللازمة لمنع مرور مواطني دولة ثالثة إلى سوريا، بغية الانضمام إلى المجموعات المتطرفة، مشيرا إلى أن
تركيا منعت في هذا الإطار (5) آلاف و(300) شخص من دخول أراضيها.
وقال أردوغان في كلمة له أمام سفراء دول الاتحاد الأوروبي في تركيا: "هناك محاولة لاستخدام بلدنا، كنقطة عبور للمقاتلين الأجانب إلى سوريا، هؤلاء الأشخاص يمثلون مصدر تهديد لتركيا في المقام الأول، ويبدأ تهديدهم ضد الدول التي خرجوا منها بمجرد عودتهم إليها، فيما ينشأ تهديدهم إزاء تركيا، اعتبارا من مغادرة هؤلاء لدولهم".
وأضاف أردوغان: "نحن أمام مسألة عالمية، تتطلب تضافرا مكثفا للجهود الدولية، وتزايد وجود العناصر المتطرفة في سوريا، والتي تميل لإدامة حالة عدم الاستقرار، تشكل مصدر تهديد لمنطقة واسعة، تشمل تركيا إلى جانب سوريا".
وتطرق "أردوغان" للكيان الموازي المتهم بالتغلغل في أجهزة الدولة المختلفة، لا سيما في مؤسستي الأمن والقضاء، كاشفا عن تحضيرات قوية لمواجهته في إطار القانون، مضيفا أنه "لم يعد بإمكان ذلك الكيان إخفاء وجهه المخيف، حتى وهو يتعاون مع أحزاب المعارضة التركية، لقد بدأت الموارد المالية للكيان في النفاد، وفقد تماما سمعته بين الناس. لقد نجح ذلك الكيان في إنشاء علاقات دولية، عبر المدارس التي فتحها".
ونوه رئيس الوزاراء إلى أن "الكيان ليس جماعة تربوية إغاثية، وإنما هو أداة اسُتخدمت في الأعمال القذرة، بدءا بالسياسة الخارجية، وحتى المخابرات الدولية".
وأوضح أردوغان "أن أتباع هذا التنظيم (الكيان الموازي)، يروجون في الغرب من خلال العديد من الافتراءات، أن حكومتنا تحابي القاعدة وإيران، ولا بد من أن المطلعين على هذه الأمور يعرفون أن كلا الأمرين لا يستقيمان معا، يروجون الأكاذيب حول دعمنا لمنظمات متضادة. يحارب بعضها البعض، أطالب بتوخي الحذر الشديد، إزاء نشاطات هؤلاء (الكيان الموازي)، لاسيما الدعاية السوداء التي يمارسونها، إذا كنا نريد حقا أن نكون أصدقاء داخل الاتحاد الأوروبي، وأن نخلق تضامنا، علينا أن نعلم أن تركيا لا تقدم تنازلات لأي منظمة إرهابية، والذي يعرف تركيا جيدا، يدرك مكافحتها لتنظيم القاعدة".
وفي معرض تعليقه على التطورات في العراق أشار أردوغان إلى أن "غض الطرف عن سياسات المالكي إلى هذا الحد منذ البداية، أدى للأسف للوصول إلى هذه النتائج"، لافتا إلى "أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، هو تشكيل حكومة ائتلافية في العراق".
وفيما يتعلق بالتحول إلى النظام الرئاسي في تركيا قال أردوغان: "تعذر تعديل الدستور في المرحلة السابقة، حال دون ذلك. نعتقد أن النظام الجديد سيطبق بشكل ناجح في تركيا، وسيزيد الأمن، والاستقرار في البلاد، واعتبارا من مطلع أيلول/ سبتمبر المقبل سيبدأ عهد جديد في تركيا، يشهد مزيدا من السرعة، والتصميم، في إجراء الإصلاحات".
وخلال كلمته اعتبر "أردوغان"، أن مصر تلعب دورا محوريا في مستقبل الشرق الأوسط، معربا عن تمنياته بأن تنعم مصر، وشعبها بديمقراطية فعالة، تشمل الجميع، مؤكدا عدم تغير الموقف التركي
إزاء المسألة المصرية، والذي وصفه بأنه "إنساني وديمقراطي"، منتقدا تجنب العالم وصف ما جرى في مصر بأنه "
انقلاب"، والقبول بنتائج الانتخابات الرئاسية "الصورية" التي جرت مؤخرا.