يستعد رئيس النظام السوري بشار
الأسد لأداء اليمين الأربعاء لولاية رئاسية جديدة وسط لامبالاة واضحة من المجتمع الدولي المنشغل عنه بالقلق مما يصفه بـ"خطر الإرهاب" المتنامي في المنطقة مع تصاعد نفوذ "الدولة الإسلامية".
فخلال الأسابيع الأخيرة، شنت "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (سابقا) هجوما على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق وتمكنت من السيطرة عليها. في الوقت ذاته، كانت توسع بقعة انتشارها على حساب
المعارضة السورية المسلحة في الجانب الآخر من الحدود (شمال وشرق
سوريا)، قبل أن تعلن إقامة "الخلافة الإسلامية".
في موازاة ذلك، كان النزاع السوري المستمر منذ اكثر من ثلاث سنوات بين قوات نظام بشار الأسد وفصائل المعارضة يتراجع في سلم الاهتمامات الدولية، لينصب التركيز على كيفية "مواجهة الإرهاب". كما برزت إلى واجهة الإعلام أخيرا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورد المقاومة على الاعتداءات الإسرائيلية بالصواريخ.
ويرى الخبراء أن عوامل كثيرة لعبت في صالح استعادة الأسد شرعية ولو عبر انتخابات رئاسية اقتصرت في الثالث من حزيران/يونيو على المناطق التي يسيطر عليها النظام، وندد بها العالم الغربي والأمم المتحدة.
هذه الشرعية يحرص الأسد على تسليط الضوء عليها عبر عشرات الدعوات التي وجهت إلى عدد كبير من الشخصيات لحضور القسم الأربعاء الذي سيتخلله خطاب يلقيه الرئيس في مطلع ولايته الثالثة، يحدّد فيه "ملامح المرحلة المقبلة لسبع سنوات قادمة بتوجهاتها وخطوطها الأساسية سياسياً واقتصادياً"، بحسب ما ذكرت صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية على موقع "فيسبوك".
وتقول مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط لينا الخطيب أن "ضعف المعارضة السورية وغياب الدعم الأميركي والأوروبي القوي للمعارضة والسياسة الروسية (الدعمة لدمشق) وبعض دول الشرق الأوسط لعبت كلها لصالح الأسد".
وتضيف "في وقت تعاني المعارضة السورية وداعموها من التفكك والانقسام وتفتقد إلى استراتيجية سياسية وعسكرية قابلة للحياة، استخدم النظام السوري الدعم المحلي والإقليمي والدولي للاستمرار".
وغابت المطالبة برحيل الأسد من قاموس الدول الغربية التي كانت تعتبر هذا الأمر شرطا أساسيا لحل الأزمة السورية.
في المقابل، ومنذ بداية
الثورة في منتصف آذار/مارس 2011، لم يقر النظام السوري بوجود حركة احتجاجية ضده، بل هو يتحدث عن "مؤامرة" تنفذها "مجموعات إرهابية" بدعم من الخارج.
ومع التقدم الذي حققته أخيرا "الدولة الإسلامية"، سيكون في إمكانه أن يغرف من التطورات ليواصل الخطاب نفسه، مجددا دعوة العالم ليتعاون معه في "مكافحة الإرهاب".
وتقول الخطيب "سيقدم الاسد نفسه للعالم شريكا محتملا لمحاربة الارهاب"، مضيفة ان "الغرب لم يقم بما يلزم لمنع الاسد من تثبيت سلطته. ويفترض الا يتعاون معه في مسألة مكافحة الارهاب".
ويرى الباحث في معهد "ايريس" الفرنسي كريم بيطار ان "بعض اجهزة الاستخبارات الغربية قد تستأنف الحوار مع سوريا، بسبب خشيتها من عودة الجهاديين الى اوروبا".
وأعلنت فرنسا اخيرا عن خطة لتعزيز قوانين مكافحة الارهاب على ارضها ومنع توجه الجهاديين منها الى سوريا للقتال. كما شدد مسؤولون اميركيون على اهمية دعم الجهود والقوانين المناهضة للارهاب في الولايات المتحدة والعالم.
على الأرض، ياتي اداء اليمين وسط تراجع لقوى المعارضة التي تحارب على جبهة القوات النظامية وحلفائها وعلى راسهم حزب الله وعلى جبهة الدولة الاسلامية.
وخسرت المعارضة مساحات واسعة في ريف دمشف وفي الشمال والشرق والوسط خلال الاشهر الاخيرة لصالح هذا الطرف او ذاك.