اعتبر نقاد فنيون
مصريون أن صورة أعضاء جماعة
الإخوان المسلمين في
المسلسلات الرمضانية المصرية هذا العام مقحمة، وتتسم بالسطحية، وتفتقد إلى المصداقية، وتدخل تحت بند تصفية الحسابات السياسية، محذرين من أن المشاهد عندما يطالع مثل هذه المبالغات فإنه سينقلب إلى التعاطف مع الإخوان، وليس العكس.
وقالت صحيفة "الوطن" الداعمة للانقلاب، الخميس، إن الأعمال الدرامية هذا العام امتلأت بشخصيات الإخوان سواء كانت أساسية وفاعلة فى الأحداث الرئيسية فى العمل، أو ثانوية، وأبرزها مسلسل "تفاحة آدم" بطولة خالد الصاوي، الذى قدم منذ حلقاته الأولى محاولات اختراق الإخوان لوزارة الداخلية، والوصول إلى الملفات الأمنية السرية.
وأضافت الصحيفة أنه فى جانب آخر يتعلق بفساد الإخوان (المزعوم) يأتى مسلسل "الإكسلانس" ليقتحم عالم البيزنس "الإخواني"، واقتصاد "الجماعة"، إذ يجد رجل الأعمال سيف الدسوقي، الذي يجسد دوره أحمد عز، نفسه محاصرا بمافيا رجال الأعمال "الإخوان" الذين يسعون للسيطرة على السوق، وخلال حلقات العمل ظهر الرئيس (المعزول) محمد مرسي، خلال حلف اليمين للوزارة الجديدة، فى إشارة واضحة إلى وزارة هشام قنديل.
أما مسلسل "شارع عبدالعزيز 2"، فقد رصد -وفقا للصحيفة- تعاون "عبدالعزيز" مع المتغيرات التى طرأت مع سيطرة "الإخوان" على السوق، واضطراره للتعامل معهم.
وإلى جانب ذلك، يأتي مسلسل "عد تنازلي"، الذى يقوم فيه عمرو يوسف بدور شاب اسمه سليم يتورط في عملية اغتيال مساعد وزير الداخلية التى قامت بها جماعة إرهابية.
ولكن يبقى السؤال -بحسب "الوطن"- حول مدى قدرة تلك الأعمال على تصوير الواقع بشكل صحيح، وهل قامت بتوظيف وجود "الإخوان" من خلال أحداثها بشكل منطقي، ومقبول أم لا؟
هنا استعرضت الجريدة آراء عدد من النقاد الفنيين.
فقال الناقد طارق الشناوي إن وجود الإخوان فى الدراما بات مثل التركيبة المعلبة المأخوذة من الأعمال السابقة، ويتم تقديمها حاليا، أقرب لما يسمى "أكليشيه"، ولم تعجبني هذا العام التركيبة التى تم تقديم شخصية الإخواني، أو رجل الدين من خلالها، وأسوأهم على الإطلاق "دلع بنات" و"الإكسلانس" و"تفاحة آدم"، إذ ليس بها من الصدق ما يمكن أن يجعل المشاهد يتواصل مع ما يطرحه بشأن الإخوان.
وأضاف الشناوي: "رأيت في العام الماضي، وحتى قبل ثورة يناير أعمالا كثيرة بها انتقادات لشخصية رجل الدين أو الإخوان بها المزيد من الصدق، وأذكر أن العام الماضي كان هناك شيء من البطولة فى تقديم الإخوان فى الأعمال الدرامية، وخاصة أنهم كانوا فى الحكم، أما الآن فليس هناك أي شيء من هذه البطولة.
وقالت "الوطن" إنه يتفق مع الشناوي فى الرأي السابق الناقد مجدى الطيب بالقول: "تناول الجماعة فى الدراما التليفزيونية فرض نفسه من واقع الأحداث التى جرت فى الفترة الماضية، ومن الانطباع الأول أقول إن ما يحدث على الشاشة من وجود الإخوان يعتبر تصفية للحسابات من الدرجة الأولى، فلا مبرر موضوعي لوجودهم فى الدراما إلا فى حالات قليلة، وما عدا ذلك فهو مبالغ فيه، وأخشى أن يؤدى ذلك فى وقت ما إلى التعاطف معهم، وعدم تهميشهم، كما يتصور البعض".
وأضاف الطيب: "بمجرد أن يشتمَّ أحد أن هناك محاولة للشماتة، وتصفية الحسابات ستكون النتيجة مضادة تماما، وفي "تفاحة آدم" على سبيل المثال، كان هناك بعض الواقعية فى بعض اللحظات فى المعالجة، والتناول، ولكن فى بعض الأحيان كانت الجرعة تزيد بشكل مبالغ فيه، وهو ما تكرر أيضاً فى «عد تنازلى»، الذى احتوى على شكل من أشكال العنف فى التعامل مع الشيخ جابر، بقدر قد يسمح بوجود حالة من التعاطف".
وأخير، تحدث الناقد رامى عبدالرازق ل"الوطن" قائلا: "فى الحقيقة أن الدراما تعانى مما يمكن أن نطلق عليه موضة، فمثلا عقب ثورة يناير ظهرت الكثير من الأعمال التي تتناول رجال الحزب الوطني، وأمن الدولة، بشكل مبالغ فيه، وهو ما تم تكراره هذا العام مع الإخوان، وللأسف الشديد الأعمال المتواضعة هى التى تسعى خلف الموضة، وتعمل على طريقة من الذى لا يقدر على الرد، وتتعرض له بالنقد؟".
وتابع: "لو –مثلا- قدموا الإخوان فيما قبل 2011 أو بعد 2013، لكانت هناك مساحة للتحليل، والنقد لهم، ولكن ما يتم تقديمه من خلال المحتوى الدرامي الحالي مقحم، وفاتر، وسطحي، وتقليدي، ويصبح وجودهم فيه أشبه بـ"خيال المآتة" الذي يتم إلقاء كل التهم عليه، بحسب ما أوردت الجريدة.