أعلنت قيادة الجيش
الجزائري، حالة الاستنفار القصوى، بمجالاتها الجوية، إثر حصولها على تقرير أمني أوروبي، يحذرها من هجمات جوية محتملة تقودها مليشيات ليبية مسلحة، استحوذت على 11 طائرة مدنية، بعد المواجهات الدامية التي شهدها مطار طرابلس الدولي الأسبوع الماضي.
وقالت مصادر من الجيش الجزائري، لـ"عربي 21" الأحد: "إن قيادة الجيش الشعبي الوطني، أخذت تحذيرات وردت من الدول الأوروبية، السبت 26 تموز/ يوليو، مأخذ الجد والصرامة، تتضمن تحضيرات تقوم بها عناصر جهادية ليبية، من أجل استهداف مراكز ومواقع اقتصادية ومؤسساتية وعسكرية حيوية بالجزائر".
وأضافت المصادر أن "الميليشيات الجهادية الليبية، التي تحتجز 11 طائرة مدنية بمطار طرابلس، غيرت مواقع هذه الطائرات، وقد تكون قد أدخلتها إلى مراكز الصيانة من أجل تلغيمها، والتحليق بها على أساس أنها طائرة تحمل ركابا مدنيين، لتتجه فيما بعد نحو أهداف اقتصادية أو عسكرية، سواء بالجزائر أو المغرب أو تونس، وتشن هجماتها هناك".
وكانت مجموعة "درع
ليبيا"، دخلت بمواجهات ضارية ضد مليشيات منطقة "الزنتان" التي تسيطر على مطار طرابلس بليبيا، وتمكنت من احتجاز 11 طائرة مدنية.
و يتعرض مطار طرابلس الدولي منذ أسبوعين إلى اشتباكات مسلحة عنيفة بين متمردي الزنتان السابقين الذين يسيطرون عليه وقوات غرفة عمليات "ثوار" ليبيا وبعض من متمردي مصراتة ومدن الغرب الليبي في محاولة لإخراج الزنتان من المطار.
وتسببت الاشتباكات المسلحة في توقف مطار طرابلس الدولي عن العمل تماما، وكبدت خسائر الملاحة الجوية والمطار بنحو 2 مليار دولار .
واستفيد من المصدر ذاته، بأن قوات الدفاع الجوي عن الإقليم بالجزائر، جهز طواقيم مختصة عديدة، لتسهيل التعامل مع أي هجمة إرهابية، من شاكلة استخدام الطائرات في الهجمات الإرهابية، حيث يريد الجهاديون بليبيا محاكاة هجمات
11 سبتمبر 2001 بنيويورك.
ووضع مطار طرابلس الدولي، تحت المراقبة عن بعد من قبل كل من الجزائر وتونس و المغرب، وتتابع مناظير هذه البلدان التحركات بهذا المطار حتى يسهل عليها تحديد وجهات الطائرات.
بدوره أفاد محمد خلفاوي، الضابط السابق بالمخابرات الجزائرية، لـ"عربي21" الأحد، بأن "الانفلات الأمني في ليبيا يزداد خطورة على الجزائر"، وتابع: "المشكلة أنك لا تجد خطوط اقتراب بين الميليشيات الليبية قصد إقناعها على التفاوض فيما بينها.. نحن تحت طائل حكم الميليشيات أمام ضيق أفق حكم النظام".
وأضاف خلفاوي أن "الأمر يتطلب يقظة كبيرة من طرف أفراد الجيش الوطني الشعبي من أجل ضمان أمن البلد وحماية وحدة التراب الوطني".
يذكر أنه تطور التعاون الأمني بين الجزائر وتونس بشكل لافت، من أجل تحييد المجموعات المسلحة، وأعطت الجزائر، ضمانات لتونس، خلال الاجتماع الذي عقد بين الوزير الأول الجزائري، عبد المالك سلال، ونظيره التونسي مهدي جمعة، بمحافظة تبسة الحدودية، الثلاثاء 24 تموز/ يوليو، ضمانات بتزويد الجيش التونسي بكل ما يطلبه من تجهيزات وعتاد عسكري.
من الجانب الليبي، سبق للجزائر أن أغلقت حدودها البرية، منتصف أيار/ مايو الماضي، بعد أن أحبط الجيش الجزائري، محاولة تسلل ميليشية ليبية مسلحة عبر الحدود، حيث قتل خلالها خمسة جنود جزائريين.
وأغلقت الجزائر السبت، ممرات جوية من وإلى طرابلس، كانت تستعملها طائرات النقل المدني كإجراء احترازي من أي احتمال لهجمة إرهابية عبر الجو، تستخدم بها طائرات مدنية للتمويه بأنها تحمل مسافرين مدنيين.
وليس دول المغرب العربي الثلاثة الجارة لليبيا، فقط من استنفر للرد على التهديدات الآتية من الميليشيات المسلحة، فقد ثبتت أجهزة المراقبة الجوية بكل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا ومالطا واليونان، ومصر، أنظمة الرادار صوب مطار طرابلس الدولي وكل الفضاء الجوي الليبي، لوضع الطائرات الليبية تحت المراقبة الدائمة المتابعة مقربة، منذ إقلاعها، والرد السريع في حال ثبت محاولة استغلال أي طائرة في عمل إرهابي.
وكانت قيادة أركان الجيش الجزائري، قد دعمت فرقها المرابطة على الحدود مع ليبيا بخمسة آلاف عسكري، منتصف حزيران/ يونيو الماضي، كما أنها قررت إنشاء "قطاع عملياتي" بالمنطقة الحدودية، في محافظة إيليزي أقصى الجنوب، من أجل ضمان التعامل مع أي طارئ بالمنطقة الحدودية المشتعلة بنيران المليشيات الليبية.