أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب
أردوغان أن حكومته عازمة على تعقب قضية "
الكيان الموازي"، بكل حزم، في الوقت الذي تجرى فيه حاليا تحقيقات حول أنشطة ذلك الكيان في سلك الأمن.
جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها أردوغان، في مقابلة تلفزيونية مشتركة أجراها مع بعض المحطات المحلية، والتي تناول خلالها عددا من القضايا والملفات الساخنة.
وتابع أردوغان قائلا: "نحن مضطرون لتعقبهم وتتبعهم، لأنهم خطر على أمننا القومي، وليس هناك أي مزاح في هذا الأمر، لكن مع الأسف هناك قصور قانوني بيّن".
وعلى جانب آخر انتقد أردوغان"، كلا من "كمال قليتشدار أوغلو"، رئيس حزب "الشعب الجمهوري"، و"دولت بهتشه لي"رئيس حزب "الحركة القومية"، لاتهاماتهما للحكومة باستمرار بدعم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وإمداده بالسلاح.
وأكد رئيس الحكومة التركية، عدم صحة الاتهامات التي يوجهها زعيما
المعارضة التركية، بين الحين والآخر للحكومة، لافتا إلى أن الهدف من إطلاق هذه الاتهامات بهذا الشكل "هو إثارة ضوضاء، فإن لم تكن حقيقة، فإنها ستؤدي إلى بلبلة".
وفي شأن آخر رد "أردوغان" على ما يدعيه "قليتشدار أوغلو" بخصوص كون محطة رادار "كوره جيك" محطة تخدم إسرائيل، فقال في هذا الشأن: "هو يقول - في إشارة إلى قليتشدار أوغلو - إن هذه المحطة تتنصت من خلالها إسرائيل، ويطالب بإغلاقها، وأنا أقول له هذه قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولا علاقة لها بإسرائيل لا من قريب ولا من بعيد، لأن إسرائيل ليست عضوا بالحلف. كما أن إسرائيل ليست بحاجة إلى هذه القاعدة، لأن لديها إمكانيات للتنصت أعلى من تلك المحطة بكثير".
وفي سياق آخر، أكد "أردوغان" أن الحكومة تتابع عن كثب وبحساسية مفرطة أوضاع الدبلوماسيين الأتراك المحتجزين في الموصل، وعددهم 49 دبلوماسيا، "حتى لا تتخذ خطوة خاطئة فيلحق بهم الضرر، فأوضاعهم طبيعية، وأمورهم بخير".
وأعرب عن استغرابه من قيام زعيم المعارضة التركية بين الحين والآخر "بالإدلاء بتصريحات غير مسؤولة، بخصوص هذه المسألة، ليوضح للرأي العام أن الحكومة لا تهتم بأمر المختطفين، هو ومن على شاكلته مثل دولته بهتشه لي، دائما ما يعملون على إثارة الرأي العام بشكل قد ينعكس ضرره على المختطفين من الدبلوماسيين".
وبخصوص الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها
تركيا الأحد المقبل، قال "أردوغان"، إن استطلاعات الرأي التي جرت الأسبوع الحالي، قد حصل فيها على 56.7% من إجمالي المشاركين في التصويت، وأن المرشح التوافقي للمعارضة "أكمل الدين إحسان أوغلو" حصل على 34.9%، بينما حصل "صلاح الدين دميرطاش" مرشح حزب الشعوب الديمقراطية على 9.4%.
وشدد على ضرورة عمله خلال الفترة المقبلة من أجل الاستعداد بشكل أكبر للانتخابات، مضيفا أنه "بالرغم من ارتفاع النسب بيني وبين المرشحين الآخرين، إلا أنه علينا أن نبذل أقصى جهودنا خلال الفترة المقبلة".
ونفى "أردوغان" مزاعم أحزاب المعارضة التي أُثيرت مؤخرا حول قيام السلطات بطباعة ما يقرب من 18 مليون ورقة انتخابية إضافية أكثر من العدد الأصلي، وقال: "بالفعل هناك زيادة في أعداد أوراق الانتخابات، وذلك لأن أعداد الناخبين زادت حوالي 6 ملايين و105 آلاف و532 ناخبا، أي أن الأوراق الانتخابية الزائدة كانت بعدد الناخبين الجدد، وليس كا تذكر المعارضة".
وفي سياق آخر أكد أن تركيا الحالية تختلف كلية عن تركيا القديمة، "فتركيا الآن تمد يد العون للآخرين، ولا تطلب العون من أحد. تركيا الآن تدين الآخرين، ولا تستدين".
وتابع قائلا: "تركيا الجديدة أصبحت مثار افتخار لمواطنيها الذين أضحوا يثقون بها أكثر من ذي قبل، بينما تركيا القديمة لم نر فيها أي شيء سوى الأزمات، والفوضى. تركيا الجديدة بها الاستقرار والأمان اللذان كان لهما انعكاس كبير على الأداء الاقتصادي".
وأوضح أن تركيا حاليا تحتل مكانا مهما بين مجموعة الـ20 الاقتصادية الكبرى، مشددا على ضرورة إدراك المجتمع التركي للمكانة الكبيرة التي تتمتع بها بلاده حاليا، والتي "وصلت إليها بعد جهود مضنية قمنا بها على مدار 12 عاما منذ أن وصلنا للسلطة في نهاية العام 2002".