يعتقد الكاتب والمفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين أن الهدنة التي وقعت بين الفلسطينيين والإسرائيليين أدت إلى ترطيب العلاقات
المصرية الفلسطينية وخاصة مع حركة "
حماس"، مؤكدا أنه بعد زوال هذا التوتر، غير المبرر، أصبح الباب مفتوحا لتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي تسوية كريمة.
وأضاف ياسين، في حواره مع موقع "الشروق" الجزائري، إن إسرائيل كانت تحسب لمصر ألف حساب في زمن الرئيس الشرعي
محمد مرسي.
ولفت إلى أن الوضع الطبيعي بين مصر وفلسطين، أن فلسطين قضية مصرية، وأن مصر تقاتل في فلسطين دفاعا عن مصر، وأن مستقبل مصر راهن بمستقبل فلسطين دائما، فالملك الفرعوني أحمس، عندما طرد الهكسوس وصل حتى الأهواز جنوب غرب العراق، ومن هنا تبدأ حظوظ مصر، وإبراهيم باشا عندما احتل الأراضي السورية كلها، وصل عند جبال طوروس على حدود تركيا، وهنا يبدأ الأمن القومي المصري، فالأمن القومي المصري، يبدأ عند منابع النيل في الجنوب، وجبال طوروس والأهواز في الشمال وفي الشرق، وفلسطين في قلب خط الدفاع الأول عن مصر.
وأوضح أن "أبناء
غزة قاتلوا دفاعا عن كل الأمة العربية عموما، وعن مصر خصوصا، فلم يكن يجوز أن يسود هذا التوتر مع هذه العلاقة، ثم أنا أربأ بأي دولة عربية بأن تلعب دور الوسيط بين الشقيق الضحية وبين العدو المجرم، لا وسطاء. يعني عندما يأتي وسيط خارجي هذا شيء طبيعي، لكن بوليفيا تأخد موقفا أشد، والارجنتين أشد، وتشيلي أشد، وأين باقي الدول العربية، وأنا أسجل هنا موقف الجزائر، والذي أدى إلى تعرض علاقتها بدولة عربية إلى التوتر بسبب قطاع غزة، لأنها بعثت مساعدات، أوقفت عند الحدود، وهذا عمل توتر بين مصر وبين الجزائر، واقتضى الأمر اتصالا بين الرئيسين الجزائري والمصري".
ويقول: "أنا أرى أن مصر لن تكون مجرد وسيط فقط، ينقل بين الطرفين، فالمفاوضات لن تكون مباشرة، مصر ستقوم بنقل المطالب والحقوق الفلسطينينة للجانب الإسرائيلي، هذا الدور كنت لا أتمناه لمصر، أما أنها ستأخذه، فأنا لا أعتقد بأنها ستكون محايدة، أو هي متحيزة للطرف الإسرائيلي هذه المرة".
وأبرز المؤرخ والسياسي الفلسطيني أن "إسرائيل حسبت ألف حساب لمصر في زمن الرئيس محمد مرسي، لأن مرسي أرسل على الفور رئيس الوزراء آنذاك الدكتور هشام قنديل وبعض الوزراء والمساعدات لقطاع غزة، وخشيت إسرائيل لو أنها استمرت في عدوانها أن تعيد مصر النظر في اتفاقية "كامب ديفيد"، وفي معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، لذا سارعت إلى التوصل لحل كان يميل لصالح الفلسطينيين إلى حد بعيد، فمن جهة انسحبت إسرائيل 300 متر على نطاق كل شرق وشمال قطاع غزة، وسمحت بالصيد 12 ميلا في البحر، وهذا الأمر لم يكن موجودا في السابق، وهذه الحقيقة دور مصر لعب الدور المرجح لنا في ميزان القوة".
وأكد أن "التوتر الذي كان موجودا هذه المرة، وهو توتر أنا أرى أنه كان مفتعلا ولا مبرر له وغير مفهوم على الإطلاق، بين الحكم المصري وبين حماس بالذات، ومردوده على الشعب الفلسطيني".
وأوضح أن "دور مصر دور مهم جدا، سلبا أو إيجابا على القضية الفلسطينية، ولو تخلت مصر عن دورها القومي والإنساني والقانوني والأمني القومي فستخسر هي وسنخسر نحن الفلسطينيين".
وأشار إلى أنه "عندما قامت إسرائيل بشن هذه الحرب على قطاع غزة قالت صحيفة "معاريف" الصهيونية، إن رجلا وحيدا يتحكم في مصير نتنياهو هو محمد الضيف، ومحمد الضيف قائد القسام، وهو رجل قعيد "مشلول"، لا يستطيع التحرك، لكن هذا الرجل المشلول يتحكم بمن يمتلك أقوى ترسانة عسكرية في العالمية، الترسانة الأمريكية".
وندد بالوقاحة الأمريكية التي "وصلت إلى حد أن تعرض وساطتها وتفتح مخازن أسلحتها للإسرائيليين".
ولم يغفل ياسين عن شجب سلوك "بعض الإعلاميين الأمنجية -الذين ينتمون إلى الآلة الأمنية- وفلول مبارك، إذ شمتوا بالشعب الفلسطيني لما يلاقيه، وامتدحوا
الأداء الإسرائيلي، وبعضهم شكر علنا نتنياهو على أنه سيخلصهم من حماس".