صحيفة: السيسي جمع 2.3 مليار جنيه لـ"تحيا مصر"

 كشف رجل الأعمال محمد فريد خميس، النقاب عن أن إجمالي التبرعات التي تم جمعها فعليا لصالح صندوق "تحيا مصر"، منذ الإعلان عن تدشين الصندوق في الأول من تموز/ يوليو الماضي، بلغ حتى اليوم 2.3 مليار جنيه مصري فقط.
 
وقال خميس في تصريحات صحفية نقلتها جريدة "الوطن" الثلاثاء، إن رجال الأعمال الذين أعلنوا تبرعهم بإيداع أموال في الصندوق لم يقوموا بإيداعها فيه حتى الآن، مشددا على أن التبرع للصندوق واجب وطني على المصريين جميعا، وليس على رجال الأعمال فقط، على حد تعبيره.
 
وخميس هو أحد المشرفين على الصندوق الذي أنشأه الجنرال عبد الفتاح السيسي، كما أنه أحد رجال الأعمال الذين كونوا ثروتهم في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
 
وفي الوقت الذي وصل فيه إجمالي تبرعات البنوك للصندوق إلى ما يقرب من 355 مليون جنيه، صرح مصدر مصرفي، بحسب تقارير صحفية، بأن استبعاد البنوك الأجنبية العاملة في السوق المحلية، أو غير الحكومية، وعددها نحو 36 بنكا من المشاركة في التمويل بمشروع قناة السويس، جاء لموقف هذه البنوك السلبي من التبرع لصندوق "تحيا مصر".
 
وكان السيسي أعلن إنشاء الصندوق على أمل جمع أكثر من مائة مليار جنيه من رجال الأعمال، وأعلن تبرعه لصالحه بنصف راتبه، وكذلك بنصف ثروته، بما فيها ميراثه من والده، ووجه الدعوة لرجال الأعمال للتبرع للصندوق أكثر من مرة، وكشف مؤخرا عن أن تبرع الجيش المصري هو الأكبر، بمبلغ مليار جنيه.
 
وفي افتتاح مشروع تطوير قناة السويس خاطب السيسي المقتدرين ورجال الأعمال بقوله: "مصر أعطت القادرين من أبنائها الكثير.. هتدفعوا لصندوق تحيا مصر يعني هتدفعوا.. لأن البلد أعطتكم الكثير".
 
وأضاف: "بقول هتدفع يعني هتدفع.. خلي بالك يعني إيه صندوق أنا أشرف عليه يعني لو خدت جنيه مني يبقى لك الكلام".
 
وقال السيسي في 24 حزيران/ يونيو الماضي: "إن مصر وقفت على قدميها بسبب دعم الدول العربية، ولكن لا يمكن أن نستمر على ذلك.. إحنا بنحرج نفسنا، وبنحرج الناس، وقلت للوزراء: أنا مش ممكن أوافق على كده".
 
وكان إعلاميون معروفون بصلاتهم بأجهزة المخابرات والأمن هددوا رجال الأعمال بالكشف عن رصيد ثرواتهم، في حالة عدم تبرعهم للصندوق، وإدراج قوائم سوداء بأسمائهم، وهو ما أزعج عددا منهم.
 
وقال رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس إن التبرع ليس بالإجبار، لكنه يخضع لظروف كل شخص، مضيفا أن "كل واحد حر في قراراته".
 
وفي المقابل، روى الإعلامي عبد الرحيم علي أنه في لقاء الإعلاميين بالسيسي في قصر الاتحادية مؤخرا، سأله أحدهم عن صندوق "تحيا مصر"، والأموال التي تم التبرع بها، فقال إن الصندوق به مليار ونصف المليار جنيه من بينها مليار دفعها الجيش.
 
وقال مراقبون إن السلطة الحالية تجد نفسها في مأزق، مع عزوف رجال الأعمال عن التبرع لصالح صندوق "تحيا مصر".
 
وفي سياق متصل، تقدم المحامي أحمد عبد السلام الريطي، ببلاغ للنائب العام، ضد كل من: رئيس الوزراء، ووزير المالية، ومحافظ البنك المركزي، طالب فيه بإصدار قرار بالتحفظ على أموال صندوق "تحيا مصر"، وتسليمها لوزارة المالية.
 
وأكد الريطي أن الحساب الذي تم فتحه عن طريق البنك المركزي تحت اسم صندوق "تحيا مصر"، بهدف جمع أموال التبرعات المقدمة من المواطنين ورجال الأعمال لدعم الاقتصاد القومي، يخالف مواد الدستور المصري أرقام (124 - 125 - 126 - 127 - 128 - 219 - 220 – 221).