أظهرت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع
غزة المحاصر حجم
التأييد الشعبي الواسع للمقاومة في شوارع
الضفة الغربية المحتلة، عبر تمجيدها بشتى السبل والوسائل المتاحة، فأينما حل المواطن في كافة مدن وقرى الضفة يجد ما يذكّره بالمقاومة وبانتصاراتها التي سطرها صمودها خلال أيام العدوان.
وشهدت محافظات الضفة الغربية خلال العدوان على القطاع، حالة من التبدل والتغير في المزاج الشعبي العام نحو نصرة
المقاومة بكافة تفاصيل الحياة، ففي حين غابت الكثير من
المظاهر الحياتية التي كان الكثير من المواطنين يقومون بها، طغى حب المقاومة على كل تلك المظاهر.
ويعبر المواطنون في الضفة الغربية بصور وأشكال عديدة وشتى عن تأييدهم للمقاومة الفلسطينية، فقد انتشرت الشعارات التي أطلقتها المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام على القمصان والألبسة التي يرتديها الشبان والأطفال، كما انتشرت صور المقاومة ورموزها على أدوات القرطاسية الخاصة بالمدارس كالحقائب والدفاتر وأغلفة الكتب والأقلام.
ويستغل حكمت صادق صاحب إحدى المكتبات في مدينة البيرة هذه الحالة لترويج بضاعته، قائلا أن الطلب تزايد بقوة على أدوات القرطاسية التي تحمل صور المقاومة وشعاراتها.
وأضاف صادق أن المنتجات التي تحمل صور الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة الملثم بالكوفية الحمراء هي الأكثر مبيعاً مع قرب افتتاح عام دراسي جديد يقبل فيه الطلبة والأهالي على تجديد مستلزمات القرطاسية.
ويجد من يدخل مكتبات الضفة ومطابعها شعارات تمجيد المقاومة على الميداليات وطوابع الدفاتر والكتب والأختام التي يشتريها الأطفال عادة بصور الدمى والألعاب.
كما انتشرت صور تأييد المقاومة على ألعاب الأطفال التي سُجّل إقبال كبير على شرائها، فيما استبدل عدد كبير منهم ألعابهم التقليدية بتلك القتاليّة التي تحاكي الواقع الذي فرضته المقاومة على الأرض.
ويركز عماد القاضي من مدينة رام الله كل جهده في تصميم لعبة فيديو تظهر جولات الحرب البرية التي استمرت لنحو عشرة أيام على تخوم قطاع غزة، تكبد فيها الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة.
وأعرب القاضي عن قناعته بأن هذه اللعبة ستلقى رواجا وانتشارا كبيرين بين فئات المراهقين والشباب، مشيرا إلى أنه يعتمد إلى حد كبير في تصميمها على الصور والفيديوهات التي تم بثها في وسائل الإعلام عن عمليات اقتحام المعسكرات الإسرائيلية واستهداف الدبابات وإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون، وعمليات التسلل بالأنفاق.
وبابتعاد الشارع العام في الضفة الغربية عن الأبطال الوهميين الذين يحاول الإعلام صنعهم، من ممثلين ومغنيين ورياضيين، وباستبدال كل ذلك بشخصية المقاوم القسامي الملثم الذي يحمل سلاحه، يدلل على مستوى الوعي الذي وصل إليه المواطن الفلسطيني.
فبتصفح الصفحات الشخصية للغالبية العظمى من فئة الشباب في الضفة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن العامل المشترك بها هو تبني عبارات المقاومة ونصرتها، كـ" غزة نبض العزة، والمقاومة تمثلنا، وغزة تنتصر، وكلنا مقاومة، وM75 فخر الصناعة الوطنية، والعصف المأكول طريق التحرير".
وقد أوجدت إنجازات المقاومة ومفاجأتها، حالة من الفخر الشديد بها لدى أهالي الضفة، فأمسى جلّ حديثهم وتغنيهم بتلك المفاجآت التي فجرتها خلال الحرب، من الصواريخ الجديدة والمتطورة، إلى طائرات أبابيل بأنواعها، عدى عن عمليات الإنزال النوعية التي نفذها مقاتلوها.