أثار إعلان الجيش
المصري نيته إقامة
منطقة عازلة على الحدود مع
غزة تخوف سكان مدينة
رفح الحدودية من احتمال أن يكون ذلك القرار جزء من مخطط سري للتهجير القسري للسكان تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
ووفقا لموقع أل مونيتور فقد قال أحد المسؤولين المطّلعين على الخطة المصرية أن تنفيذها سيستغرق عامين، وأنها سوف تتطلب إزالة المنازل الواقعة على بعد كيلومتر من معبر رفح. ويشمل المخطط كذلك إنشاء حاجز كبير مزود بكاميرات مراقبة وإضاءة، ونشر أجهزة استشعار عن بعد لإحباط إي محاولة فلسطينية لحفر الأنفاق أو تهريب الأسلحة.
وقال مسؤول مصري للموقع إن هناك العديد من الدول التي ستساعد في تمويل المشروع من منطلق اهتمامها بتحقيق الاستقرار في المنطقة، ولكنه لم يذكر اسم تلك الدول.
وأوضح أن الحكومة هي الطرف المخول بتعويض السكان وليس الجيش.
وأضاف: "إنشاء منطقة عازلة على الحدود هو ضرورة فعلية لحماية الأمن القومي المصري، وخاصة مع تنامي مخططات تصدير القضية الفلسطينية إلى الأراضي المصرية بعيدا عن سياقها الطبيعي. لذلك لا يمكننا أن تتعامل بشكل عاطفي مع مسألة تهجير السكان".
وقال مصدر من قبيلة السواركة المقربة من السلطات في سيناء أن عمليات هدم المنازل على الحدود تهدف إلى السيطرة على المنطقة التي تفرض فيها حماس نفوذها من خلال الأنفاق.
وقد قالت إحدى سكان رفح وتدعى أم إبراهيم في حوار مع أل مونيتر أن الجيش المصري فجر منزلها تحت ذريعة وجود نفق أسفله. وقد قالت لأحد ضباط الجيش وقتها: "لو كان هناك نفق بالفعل ففجرونا نحن أيضا مع المنزل". فرد عليها الضابط قائلا: "لا تقلقي، فكل المنازل في الجزء المصري من رفح سيتم تدميرها وإزالتها. انسي هذه المنطقة وابحثي لنفسك عن مكان آخر للعيش. فهذه مسألة أمن قومي مصري".
ولكن أم إبراهيم تقول أنه "لو كان الدافع بالفعل حماية الأمن القومي المصري فليعطونا منازل أخرى نعيش فيها".
ويقول موقع أل مونيتر وفقا لسكان المنطقة الحدودية أن محاولات تهجير السكان بدأت منذ سيطرة حماس على قطاع غزة. فقد حاول الرئيس المخلوع حسني مبارك في عام 2009 بناء جدار عازل من الصلب في المنطقة الحدودية ذات الكثافة السكانية العالية. كما كانت هناك محاولة لحفر ممر مائي بطول 10 كم على طول الحدود مع غزة.
وقد برر النظام المصري آنذاك بناء السور بأنه يهدف لحماية الأمن القومي المصري ووقف عمليات التهريب عبر الأنفاق، ولكن المشروع لم يتم بسبب الاعتراضات التي واجهتها في مصر وفلسطين حيث اتهمت الفصائل الفلسطينية النظام المصري بمحاولة تشديد
الحصار على غزة.
علاوة على ما سبق، يقول سكان رفح المصرية إن عمليات الحفر تهز الأرض بشكل يؤدي إلى تصدعات في منازلهم، وأن بعض المنازل يوجد تحتها أنفاق مما يزيد من ضعف الأراضي. ويقول أحد سكان رفح ويدعى محمد البراهيمي والذي يعيش على بعد أمتار من الحدود: "منذ عام 2009 حاولت الحكومات المصرية المتعاقبة إقامة منطقة عازلة بين مصر وغزة على حساب السكان هنا وبدون تعويض وبدون توفير أماكن بديلة للسكن". وأضاف أن مبارك فشل في تهجير سكان رفح لأنهم نجحوا في ترويج قضيتهم، "ولكن الآن يتم تنفيذ مخططات قاسية لتهجير السكان ويتم خداع الرأي العام المصري بتصوير ما يحدث أنه جزء من الحرب على الإرهاب".