كشف موقع "موندويز"، أن أحد محرري صحيفة "
نيويورك تايمز" الأمريكية، حاول التعتيم على خدمة ابنه في الجيش
الإسرائيلي.
ففي مقابلة مع إيثان برونير، نائب رئيس تحرير الشؤون المحلية للـ"نيويورك تايمز" مع موقع "مومينت"، وهو موقع إخباري للأخبار والسياسة اليهودية، قال برونير إنه عندما كان مديرا لمكتب صحيفة "نيويورك تايمز" في القدس انتقل الضغط عليهم كمراسلين من الجماعات المؤيدة لإسرائيل إلى تلك الناقدة لها.
وقال "حتى عام 2007 جاء النقد الحاد لتغطية (نيويورك تايمز) من القوى المؤيدة لإسرائيل. ومن بداية هذا العام وخاصة أثناء عملي كمدير للمكتب، نشأت جماعة ضغط قوية على الجانب الآخر، وهذا بسبب تطور الإنترنت وتطور قدرات المنظمات المؤيدة للفلسطينيين، ولهذا جاء الهجوم من الطرفين بشكل لم يشبه الحال في الثمانينات من القرن الماضي، عندما كان توم فريدمان مراسلا هناك حيث كان يسمع من اليهود، ولم يكن الوضع كذلك بالنسبة لي، فأنا قد تلقيت الضرب من الطرفين".
وينظر برونر لنقاده نظرة اشمئزاز ويصفهم بأنهم "بارعون في الصياح" ولهذا السبب قرر أن يخفي خبر انضمام ابنه للجيش الإسرائيلي.
ويقول: "عندما أخبرني ابني أنه سينضم للجيش، عرفت أنه لن يكون خبرا جيدا. ولكنه كان في الـ 20 من عمره وشعرت أنه يجب السماح له بعيش الحياة التي يريدها، وفكرت أن الخبر سيعرف في النهاية، ولكنه قضى في الجيش عاما وأربعة أشهر، وكنت على أعصابي من عدم انتشار الخبر سريعا. وما يثير الدهشة أن الخبر عرف بعد انضمامه للجيش بأسابيع".
"ووصلتني رسائل إلكترونية من موقع "إلكترونيك انتفاضة" و"موندويز"، وهو ما زاد من غضب الفلسطينيين وقوى فكرتهم حول عدم تغطية أخبارهم بما فيه الكفاية في الإعلام الأمريكي، وكان هذا مثالا واضحا لتوجيه لكمة لنا على الرأس".
وكان موقع الانتفاضة الإلكترونية قد كشف عن القصة في نهاية كانون الثاني/ يناير 2010. وكان رد محرر الشؤون الأجنبية في "نيويورك تايمز" غامضا على السؤال الذي وجهه له موقع الانتفاضة الإلكترونية وأن ابن إيثان برونر كبير في العمر، ويتخذ قراره بشكل مستقل، وأن الصحيفة لديها الثقة بما يكتبه برونر.
وبعد أسبوع أو أسبوعين قرر محرر الشؤون العامة كلارك هويت أن من حق الناس معرفة خبر خدمة ابن برونر في الجيش الإسرائيلي، وكان هذا سببا في نقله. وقاله هويت أيضا "أعلم برونر المحررين المسؤولين عنه كما تقتضي أخلاقيات الصحيفة وتعليماتها".
وبعدها قرر المحرر التنفيذي بيل كيللر أنه يجب بقاء برونر في القدس، ولكنه وافق على أهمية معرفة الناس عن خدمة ابنه في الجيش و"علاقة عائلته بإسرائيل" كما قال كيللر، ورأى أهميتها حتى لا يتأثر عمله.
ويقول غريغ ميتشل إن رغبة برونر إخفاء خبر خدمة ابنه في الجيش يعتبر إثما أخلاقيا فاضحا. وارتكبت "نيويورك تايمز" نفس الإثم عندما أخفت الأخبار عن قرائها.