قال رئيس الكنيست يولي ادلشتاين، الأحد، إن رسالة رفض الخدمة التي وقعتها مجموعة من أفراد الاحتياط في وحدة الاستخبارات العسكرية 8-200 هي تصريح سياسي بحت يتحدى جيش الدفاع، في الوقت الذي تتعرض فيه إسرائيل لانتقادات لاذعة في العالم.
وأضاف ادلشتاين أن ما قامت به هذه المجموعة يخدم مآرب أعداء إسرائيل، وفقا للإذاعة الإسرائيلية.
وبحسب الإذاعة فقد اتهم رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية زئيف الكين مُوقّعي رسالة رفض الخدمة، بغرس سكين في ظهر جيش الدفاع بأسره.
كما قال النائب إلكين في حديث إذاعي إن مُوقعي الرسالة لم يشاركوا في عملية الجرف الصامد وإنهم غير ملمّين بالحقائق.
وأكد أن المعايير المتبعة في جيش الدفاع بما في ذلك الوحدة 8-200 أكثر صرامة من تلك المعمول بها في دول الغرب.
من جهتها قالت النائب العمالية ميراف ميخائيلي إن رفض الخدمة ليس الطريق الصائب ولكنها رأت أنه يجب فحص ماذا جعل خريجي الوحدة يشعرون بضائقة، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
أما الكاتب الإسرائيلي دان مرغليت فحمل المسؤولية عن "تمرد المدللين" للآباء الإسرائيليين الذين فشلوا في تربية أبنائهم تربية صهيونية صحيحة، ووزراء التربية الذين لم ينشئوا شبابا يفرقون بين واجبهم الديمقراطي في أن يخدموا بالجيش الإسرائيلي مهما طلب منهم، وبين وجهة نظرهم الشرعية التي ترفض الاحتلال.
وأضاف في مقالته بـ"إسرائيل اليوم"، الأحد، أن معارضة استمرار الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية شيء؛ لكن معارضة حماية حياة الإسرائيليين من الإرهاب في غزة شيء آخر.
وشدد مرغليت على أنّ الخدمة في الوحدة 8200 خدمة جليلة وضرورية للجيش الإسرائيلي وليست خطرا أيضا على الجندي في الجبهة الداخلية.
ونوه إلى أنّ هؤلاء "الأولاد العجيبين" لو أُرسلوا لقضاء ثلاثة أشهر دوريات وكمائن على حدود غزة قبل أن يجلسوا بالقرب من طابعة الحاسوب لكان عدد الرافضين منهم أقل كثيرا.
ورأى شمعون شيفر أنّه لا يوجد مكان لرفض الأمر العسكري في الجيش، لكن يحسن الحد مما يفعله الإسرائيليون في المناطق ولا سيما الدخول إلى حياة الفلسطينيين الخاصة.
واقترح في مقالته لصحية يديعوت، الأحد، عدم الاستهانة بما حصل وأن يحضر متخذو القرارات أمام الموقعين على رسالة الرفض وأن يُبينوا لهم لماذا لم يوجد بعد أكثر من 45 سنة سيطرة على حياة الفلسطينيين، صيغة الانفصال عنهم أو الحياة المشتركة معهم.
وطالب شيفر بالتوقف عند نقطة أخرى تثيرها رسالة الرافضين وهي التأثير النفسي للخدمة. وهي أن التنصب له تأثير مباشر في سلوك مئات آلاف الجنود ممن وقفوا عند الحواجز أو تغلغلوا في حياة الفلسطينيين.
وأكد أنّه لا يجوز تجاهل الدمامل التي يحتاج المجتمع الإسرائيلي إلى مواجهتها اليوم ويحتاج إلى مواجهتها في المستقبل. ولا يمتلك خريجو 12 سنة دراسة الأدوات المطلوبة لمواجهة نفسية لهذا النشاط، على حد وصفه.
وقال شيفر يجب أن نأمل إثر نشر الرسالة أن يدخل جهاز الأمن إلى عمق هذا الأمر وأن يفحص عما يحدث في الحقيقة في الوحدة 8200؛ فهل من المقبول أن يُترك للجنود الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي من قريب أن يحفروا في الحياة الشخصية للفلسطينيين؟ وهل يجب عليهم أن يجنّدوا عملاء لابتزازهم؟.
من الجدير بالذكر أنّ الناطق باسم الجيش الإسرائيلي البريغادير موتي الموز قد عقب على رسالة الرفض بالقول إنها تشكل استغلال الخدمة العسكرية لإبداء موقف ذي طابع سياسي، الأمر الذي تنظر إليه سلطات الجيش بخطورة.
وأكد أن إجراءات انضباطية ستتخذ بحق موقعيها، وفقا للإذاعة العبرية.
وكان عشرات من جنود الاحتياط في وحدة التنصت الإلكتروني العليا في
إسرائيل رفضوا
التجسس مستقبلا على الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال في خطوة تعنيف غير مسبوقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ووقع على رسالة الاحتجاج 43 جنديا من الوحدة 8200 وأرسلوها إلى نتنياهو وكبار قادة الجيش كما نشرت أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا مقتطفات منها الجمعة.
وقال الجيش إن هذه الرسالة حيلة دعائية تقودها أقلية صغيرة بين أفراد الوحدة.
وفي ذات السياق سارع مئات من الجنود والضباط القدامى في وحدة الاستخبارات العسكرية الخاصة في إسرائيل للدفاع عن وحدتهم الأحد بعد إعلان أكثر من أربعين جنديا احتياطيا في الوحدة رفضهم الخدمة متهمين الجيش بارتكاب "انتهاكات" بحق الفلسطينيين.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية قال 200 من جنود وضباط الاحتياط في الوحدة في رسالة نشرت صحيفة يديعوت احرونوت مقاطع منها الأحد "نريد ان نعبر عن صدمتنا واشمئزازنا وننأى بأنفسنا بالكامل عن تلك الرسالة المؤسفة من رفاقنا في الوحدة".
وأضافوا "نحن الذين نخدم في هذه الوحدة منذ سنوات لا يمكننا قبول اتهامات حول انعدام الأخلاقيات في الوحدة 8200".