قال الملك السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إن بلاده "لا تزال ماضية في حصار
الإرهاب ومحاربة التطرف والغلو، ولن تهدأ نفوسنا حتى نقضي عليه وعلى الفئة الضالة ".
جاء ذلك بكلمة ألقاها نيابة عنه، الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي، خلال حفل الاستقبال السنوي لقادة الدول الإسلامية وكبار الشخصيات الإسلامية الذين أدوا فريضة
الحج هذا العام، في الديوان الملكي بقصر منى اليوم، ونشرت نصها وكالة الأنباء
السعودية.
حضر الحفل عمر حسن البشير رئيس السودان، وحسن شيخ محمود رئيس الصومال، ومحمد عبدالحميد رئيس بنجلادش، وعبدالله يمين عبدالقيوم رئيس المالديف، ورستم مينيخا نوف رئيس تتارستان.
كما حضر الحفل جميل جيجك رئيس البرلمان التركي، وحمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية السابق ومولاي ولد محمد الأغطف، والوزير الأول السابق الموريتاني وانير حسين بخاري، ورئيس مجلس الشيوخ الباكستاني، وكبار المسؤولين في عدد من الدول الإسلامية.
وشدد الملك السعودي في الكلمة التي وجهها نيابة عنه، ولي العهد السعودي، على أهمية الحوار، مؤكدا على استمرار بلاده في محاربة الإرهاب والفئة الضالة، في إشارة إلى تنظيم القاعدة ومن يعتنق أفكارها.
وقال: "لا سبيل إلى التعايش في هذه الحياة الدنيا إلا بالحوار، فبالحوار تحقن الدماء وتنبذ الفرقة والجهل والغلو، ويسود السلام في عالمنا".
وأعرب عن أمله أن "يؤتي مركز الحوار بين أتباع الأديان أكله في دحر الإرهاب الذي اشتكى منه العالم كله ورزئ به عالمنا الإسلامي اليوم".
وأكد أن بلاده "لا تزال ماضية في حصار الإرهاب ومحاربة التطرف والغلو، ولن تهدأ نفوسنا حتى نقضي عليه وعلى الفئة الضالة التي اتخذت من الدين الإسلامي جسراً تعبر به نحو أهدافها الشخصية، وتصم بفكرها الضال سماحة الإسلام ومنهجه القويم".
ودعا إلى تكاتف الجميع لمواجهة الإرهاب، قائلا :"إن الغلو والتطرف وما نتج عنهما من الإرهاب يتطلب منا جميعاً أن نتكاتف لحربه ودحره، فهو ليس من الإسلام في شيء، بل ليس من الأديان السماوية كلها، فهو عضو فاسد ولا علاج له سوى الاستئصال".
واستطرد مضيفا:"وإنا ماضون في استئصاله بلا هوادة بعزم وبعون من الله عز وجل، وتوفيق منه بإذنه تعالى، حماية لأبنائنا من الانزلاق في مسارب الأفكار المتطرفة والانتماءات الخاصة على حساب الأخوة الإسلامية".
وانتقد الملك السعودي الصمت الدولي تجاه "سفك للدماء البريئة وتشريد للمستضعفين في الأرض وانتهاك للحرمات" .
وقال في هذا الصدد :"إن ما يعيشه العالم من تناحر وتباغض وتباعد وفرقة ليندى له جبين الإنسانية، وتفرق له النفوس السوية، وسيشهد التاريخ في يوم ما على هذا الصمت الدولي بكل مؤسساته ومنظماته، حينما يدون ما يحدث في بعض أجزاء هذا العالم من سفك للدماء البريئة وتشريد للمستضعفين في الأرض وانتهاك للحرمات".
وبين أنه "لا سبيل إلى حقن دماء إخواننا وأبناء أمتنا وصوان أعراضهم إلا بالوقوف في وجه الظلم، وجهر الصوت بالحق لرأب الصدع الذي أصاب الصف الإسلامي، ولم شتات الأمة والإبحار بها نحو بر الأمان ووحدة الموقف وجمع الكلمة، وإخماد بؤر الصراع والتناحر، وإطفاء مشاعل الفتنة، ومكامن التشرذم، ليحيا هذا العالم في أمن وسلام ومحبة".