قدمت صحيفة يديعوت الإسرائيلية، الجمعة، روايتها حول
اغتيال اليهودي المتطرف يهودا غليك على يد أسير محرر، وكيف تم التوصل إليه بسرعة وقتله.
معتز حجازي، مطلق النار على يهودا غليك، أسير محرر، قال في مقابلة صحفية عقب الإفراج عنه عام 2012: "ليتني أكون شوكة في حلق المشروع الصهيوني لتهويد
القدس".
كيف تمكن "الشوكة" من إطلاق النار على غليك وإصابته، وكيف تمكنت قوات
الاحتلال من التوصل إليه وقتله خلال ثمان ساعات.
هذه هي الرواية على ذمة يديعوت:
"لم تشرق الشمس على ساحة محاولة الاغتيال للنشيط اليميني يهودا غليك، وإذا بالرجل الذي حاول تصفيته قد عثر وأطلقت النار عليه وقتل". هكذا تبدأ يديعوت.
وتضيف "بعد وقت قصير من تصفية المخرب، معتز حجازي، تبين أن الرجل كان نشيطا في الجهاد الاسلامي وتحرر قبل سنتين من السجن الإسرائيلي. ورغم ماضيه الأمني نجح حجازي في أن يقبل للعمل في مطعم في مركز تراث بيغن، المكان الذي يستضيف زوارا كثيرين وكذا غير قليل من كبار الشخصيات. وقد استغل هذا الموقع الحساس أول أمس في محاولة اغتيال غليك، الذي وصل لحضور المؤتمر لإعادة اليهود إلى الحرم".
وتتابع يديعوت "في الساعة 21:40 ترك حجازي ورديته في المطعم وتوجه إلى دراجته في حديقة الجرس المجاورة. وكان يخفي في الدراجة المسدس الذي سيستخدمه بعد دقائق. فلبس الأسود واعتمر الخوذة وانتظر ضحيته. في الساعة 22:00 خرج غليك من مركز تراث بيغن وسار وهو يتحدث مع اثنين من المشاركين في المؤتمر".
يديعوت التقت من تقول إنها شاهدة عيان، حيث روت "موريا حلميش التي كانت تسير إلى جانب غليك: فجأة اقترب منا شخص وبدا وكأنه يريد هو أيضا أن يشارك في الحديث. وقال: "إسمع يا يهودا، أنا متأسف جدا، أنا ملزم بأن أفعل ذلك. أنت تزعجني جدا وتثير أعصابي جدا". فاستدار يهودا مبتسما وسأل: ماذا حصل. ولكن في هذه اللحظة لاحظ شاي بأن الرجل يحمل مسدسا في يده وهتف لا. وكل شيء حصل في لحظة سريعة. نظرت إلى شاي لأرى ما حصل فسمعنا رصاصة أولى، وهتف شاي لي: "أهربي أنتِ شاهدة على جريمة قتل". "وبدأ الثلاثة الذين لم يكونوا مسلحين بالهرب".
وتمضي يديعوت في نقل شهادة حلميش: "نظرت كل الوقت إلى الوراء ورأيت شاي يركض ووراءه يهودا يركض، وعندها سمعنا رصاصة ثانية. فسقط الحاخام يهودا وعندها توقفت. وواصل شاي يهتف لي أركضي. وفي هذه الأثناء سمعت الدراجة بدأت تسافر، وبحثت مكانا أختبىء فيه. ولكن حجازي لم يعتزم إطلاق النار على شخص آخر. كان له هدف واحد: الحاخام يهودا غليك، وبعد أن أطلق النار وأصابه ثلاث مرات في القسم العلوي من جسده، عاد إلى دراجته وهرب".
ثم تأتي يديعوت بالقسم الثاني من الرواية التي انتهت باستشهاد حجازي على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.
تقول يديعوت "ولكن حجازي لم يتمكن من الهرب لزمن طويل. ففي الفجر وصل إلى بيته رجال وحدة "يمم" الخاصة. وقد أتيح حل اللغز بسرعة بعد أن استجوبت شرطة القدس والمخابرات عاملي المطعم وراجعوا كاميرات الحراسة. ومنذ الفحص الأول فهم المحققون بأن أحد العاملين في المطعم هو سجين أمني محرر وأنه أنهى في ذاك المساء عمله في وقت مبكر. وراجعوا الكاميرات لمعرفة مسار فرار مطلق النار. وما رأوه أدى بهم إلى حي الثوري".
وتضيف "وقبل الساعة السادسة صباحا بقليل وصلت إلى بيت حجازي قوة من مقاتلي "يمم" الخاصة. فسارع للصعود إلى سطح بيته وبدأ يطلق النار نحو المقاتلين. فرد هؤلاء النار عليه فأصابوه وقتلوه".