تحدث هادي البحرة، رئيس الوطني لقوى الثورة والمعارضة
السورية، عن "
مبادرة" للحل السياسي في سورية، في ظل ما اعتبره عجزا من النظام والمعارضة عن الحسم العسكري.
وأشار البحرة في حديث نشرته صحيفة "العرب" الصادرة في لندن؛ إلى أن
الحل السياسي في سورية لا يزال مطروحا، في ظل استحالة الحسم العسكري، مشيرا إلى المبادرة المطروحة تستند إلى مبادئ "
جنيف2" وأن الائتلاف بانتظار موقف النظام منها.
وفي وقت لاحق، نفى الناطق الرسمي باسم الائتلاف سالم المسلط؛ وجود أي مبادرة جديدة من جانب الائتلاف، وقال إن ما أوردته وسائل الإعلام بهذا الخصوص "تحريف أو التباس وقعت فيه".
وقال المسلط: "المبادرة الوحيدة التي قدمها الائتلاف كانت أثناء انعقاد مؤتمر جنيف2"، وقد تم حينها تسليمها إلى المبعوث الأممي آنذاك، "ولم يقدم الطرف الآخر (النظام) أي رد بخصوصها".
وجاءت تصريحات البحرة بعد لقائه مع وزير الخارجية المصري سامح شكري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة.
وكان البحرة قد وصل الخميس على رأس وفد ضم ثلاثة آخرين من قيادات الائتلاف، لكن السلطات المصرية منعت عضو الهيئة السياسية للائتلاف خالد الناصر من الدخول بحجة عدم حصوله على الموافقة الأمنية، رغم حصوله على تأشيرة دخول من القنصلية المصرية في اسطنبول.
وقال البحرة: "النظام لن يستطيع حسم الأزمة السورية عسكريا، والائتلاف المعارض لن يتمكن كذلك، ولهذا نحن نحاول إيجاد مخرج يجمع كل الشعب السوري، ويسمح بعملية انتقال سياسي، دون إراقة مزيد من الدماء".
وتتضمن المبادرة إعلان وثيقة سياسية بين الأطراف السورية تكون بمثابة إعلان دستوري مؤقت، وإنشاء هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة وتكون هي المخولة بتمثيل سورية، وانسحاب جميع الجهات العسكرية الأجنبية من سورية.
واعتبر البحرة أن "مصر تدعم الائتلاف، وتسعى للوصول بسورية إلى بر الأمان، وتحقيق حل سياسي في أقرب وقت ممكن"، رافضا ما تردد عن "ضبابية" في الموقف المصري، فيما سرت معلومات عن تغير في الموقف المصري من النظام السوري بعد الانقلاب.
كما رفض البحرة الحديث عن ارتباك في الموقف الأمريكي، وقال: "ليس هناك أي ارتباك في الموقف الأمريكي من نظام بشار (الأسد)، ولا وجود للأسد في مستقبل سورية السياسي، وهذا الموقف أعلن رسميا من الخارجية والبيت الأبيض"، وقال إنه تبلغ هذا الموقف من المسؤولين الأمريكيين الذين التقاهم مؤخرا.
وحسب البحرة، فإنه لم يحدث أي تبدل أو تغير في المواقف الدولية والإقليمية من الثورة السورية، وقال إنها لا تزال ثابتة على مبادئها، وأن هناك فرصة لإعادة تنظيم صفوف الثورة وإعادة مؤسساتها وإدارة المناطق عندما ينتهي تحريرها من "داعش" والنظام السوري، وفق تقديره.
وفي المقابل، انتقد البحرة الحكومة اللبنانية، معتبرا أنها عاجزة عن اتخاذ التدابير اللازمة لمنع الميليشيات الطائفية التي تنطلق من أراضيه لقتل الشعب السوري". وأعرب عن أمله في "أن يكون هناك دور إيجابي أكثر من الحكومة اللبنانية حتى لا تُستفز أطراف أخرى"، رافضا دخول أي مقاتلين سوريين إلى الأرضي اللبنانية.
وقال البحرة "إن الائتلاف حريص كل الحرص على وحدة الأراضي اللبنانية، وعدم انتقال عدوى الصراع في سورية إلى لبنان"، مؤكدا عدم وجود أي محاولات من جانب الائتلاف للاتصال بجبهة النصرة، وأضاف: "موقفنا واضح من التنظيمات المتطرفة مثل داعش وجبهة النصرة".
وفي شأن آخر، نفى البحرة المعلومات عن خلافات داخل الائتلاف، وأوضح أن عملية انتخاب رئيس الحكومة المؤقتة مؤخرا كانت "مثار خلاف في وجهات النظر فقط، في إطار الممارسة الديمقراطية".
وأكد البحرة أن الإخوان المسلمين "أحد مكونات الائتلاف، وليسوا مهيمنين كما يتصور البعض"، في إشارة إلى ما ردده المنسحبون من اجتماعات الائتلاف خلال التصويت لاختيار رئيس الحكومة بأن الإخوان يريدون السيطرة وإبقاء أحمد طعمة على رأس الحكومة المؤقتة، علما بأن الكتلة المحتجة (الكتلة الديمقراطية) هي التي ينتمي إليها البحرة.
وذكر البحرة من جهة أخرى؛ أن "الائتلاف تقدم منذ ثلاثة أشهر إلى مجموعة أصدقاء سورية بخطة بعنوان "العودة إلى سورية"، تدعو لإقامة منطقة آمنة وحظر لطيران النظام السوري بالمناطق التي ستحرر من تنظيم الدولة الإسلامية"، لمنع عودة قوات بشار الأسد إلى هذه المناطق.