أكد النائب الفلسطيني عاطف عدوان أن
غزة تعاني حصاراً عربياً وفلسطينياً بالإضافة إلى الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
وقال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس لـ"عربي 21": "إن الذي يشارك في حصار غزة ليس الاحتلال الإسرائيلي وحده، وإن كان هو من يقف في الواجهة، إلا أن هناك حصاراً عربياً وفلسطينياً أيضاً"، متهماً السلطة الفلسطينية بالتقصير في العمل على فك الحصار.
وأضاف "السلطة الفلسطينية جزء من منظومة الحصار والمؤامرة على غزة، والرئيس محمود عباس يلعب دوراً مركزياً في هذا الحصار".
واتهم عدوان الرئيس عباس بمنع حكومة الوفاق من أن تقوم بواجباتها تجاه غزة، مستشهداً بامتناع السلطة عن دفع رواتب موظفي غزة، وعدم حل أزمة الكهرباء ونقص الدواء، بالإضافة إلى تقصيرها في العمل على فتح معابر القطاع.
ورأى عدوان أن "الأمل الوحيد في هذه المرحلة هو المقاومة"، وقال: "نحن أمام طريق واحد؛ أن ننفجر بوجوه الجميع، وعليَّ وعلى من يحاصرني من إسرائيليين وفلسطينيين وعرب".
وأضاف "على الجميع أن يدرك أن القضية الفلسطينية تمثل ضمير الأمة ومركز اهتمامها، وما يمكن أن يحدث في غزة سينعكس على كل الصراعات في العالم"، متوقعاً "أن يؤدي
الانفجار في غزة إلى انفجار في كل مكان".
وبيّن أن الانفجار إذا وقع فإن المقاومة لن تكون مقاومة العسكريين فقط، وإنما مقاومة الشعب الفلسطيني بجميع فئاته"، موضحاً أنه "لا يمكن ترك شعب بأكمله محاصراً لا يجد قوت يومه، ولا يرى من يقف بجانبه ويخفف عنه".
ومضى عدوان بالقول: "الشعب الفلسطيني يمتلك خيارات محدودة، لكنها موجودة، ونضع الجميع أمام مسؤولياته، سواء مصر أو العدو الإسرائيلي، ومن يشارك في حصارنا بشكل أو بآخر من الفلسطينيين".
من جانبه؛ رأى النائب رضوان الأخرس، أن الواقع الذي يمر به القطاع هو نتيجة ما حدث عام 2006 من سيطرة لحماس على القطاع، محملاً حركتي فتح وحماس مسؤولية الحالة المتردية التي وصلت إليها غزة.
وقال العضو في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح: "يجب أن يدرك الطرفان فتح وحماس أنهما مسؤولان ومكلفان بإنقاذ غزة"، مؤكداً أن "إنقاذها هو إنقاذ لفلسطين".
وطالب الأخرس حركة حماس المسيطرة على غزة بحسب قوله، من تمكين السلطة الفلسطينية من إنقاذ غزة، حتى نكشف هل السلطة جادة في الإصلاح أم لا".
وأضاف لـ"عربي 21" أن "السلطة الفلسطينية مكلفة بأن تتبنى وتنفذ جميع الاحتياجات التي تفرضها الحالة القائمة في قطاع غزة"، مطالباً هذه الأخيرة بـ"فضح وكشف كل من يعيق ذلك".
وكانت حركتا فتح وحماس، قد اتفقتا قبل حوالي خمسة أشهر، على طي صفحة الانقسام وتشكيل حكومة وفاق وطني، فيما نقلت الحكومة الفلسطينية السابقة التي كانت تديرها حماس كافة المسؤوليات لحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها رامي الحمد الله.
بدوره؛ وصف النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني جمال الخضري، الوضع في غزة بأنه "كارثي للغاية"، مؤكداً أن "إنهاء هذه الكارثة يتطلب موقفاً دولياً عاجلاً لإنقاذ مليون و800 إنسان يعيشون في القطاع".
وأوضح الخضري الذي يشغل رئاسة اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن الاحتلال الإسرائيلي "أغلق المعابر دون أدنى سبب حقيقي، مما عقّد الوضع المعقد"، في إشارة منه إلى أن المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال حينما تفتح تعمل بشكل جزئي، فكيف حينما تُغلق بالكامل!
وأضاف أن ما يحدث في غزة "خرقٌ فاضح لمواثيق الأمم المتحدة"، محمّلاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن معاناة القطاع.
وطالب المؤسسات الدولية كافة بأن يكون لها "فعل حقيقي لإنهاء الحصار، وفتح المعابر بشكل كامل ودائم"، منادياً بـ"بحراك فلسطيني سريع على كافة الصعد، للضغط على الاحتلال لإنهاء هذا الحصار".
وأكد الخضري أن الاحتلال يعاقب الشعب الفلسطيني على صموده، مطالباً القيادة الفلسطينية بأن ترتقي لمستوى هذا الصمود.
وقال: "الاحتلال اليوم يواجه الكل الفلسطيني في وقت واحد، ولذلك لا بد من أن يواجه المشروع الإسرائيلي بتضافر جميع الجهود، وبتوحّد كامل لكافة القوى الفلسطينية".
يشار إلى أن السلطات الإسرائيلية فتحت الثلاثاء معبري غزة الوحيدين مع الأراضي المحتلة، "كرم أبو سالم" و"بيت حانون"، بعد إغلاقٍ دام ليومين متتالين لـ"دواع أمنية" وفق جيش الاحتلال.