بدا الرئيس
اليمني عبد ربه
منصور هادي قويا، بعد قرار إزاحته من الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه سلفه السابق علي
صالح، حيث نجح في إقناع الوزراء المحسوبين على حزب صالح، بعدم الاستجابة لقرار رفض الحزب مشاركتهم في حكومة خالد
بحاح المعلنة في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
ويكاد يجمع العديد من المحللين السياسيين أن "معركة
كسر العظم بين رئيس اليمن الحالي، والرئيس الأسبق صالح، بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات جديدة ضد صالح واثنين من حلفائه في جماعة "أنصار الله" الحوثيين، بالإضافة إلى تصاعد الخلافات داخل حزب المؤتمر على خلفية قراره الأخير ضد هادي ومستشاره عبد الكريم الأرياني.
إبعاد هادي من حزب صالح صب في مصلحته
وقال رئيس مركز الدراسات والبحوث بمجلس الشورى اليمني أحمد الشرعبي أنّ "المعركة بين الرئيس هادي وسلفه السابق بدأت في وقت مبكر من تولي الأول الحكم في البلاد، وخصوصا عندما طالب الرئيس هادي بتنفيذ قرارات هيكلة الجيش أثناء رفض شقيق صالح قائد القوات الجوية محمد صالح الأحمر التنحي عن منصبه العسكري".
وأضاف في حديث خاص لــ"عربي 21" أن "مؤشرات الصراع الحقيقي بين هادي وصالح سُجّلت بعد تنامي رغبة الأخير الوقوف مع خيارات الضد لمرحلة التحول السياسي، واستهداف ما تبقى من المساعي الرامية لإخراج اليمن من حالة الترهل التي تمر بها".
واعتبر الشرعبي "قرار إبعاد الرئيس هادي من حزب المؤتمر الشعبي العام يصبُ في صالحه، ويخدم توجهاته في العبور نحو اليمن الجديد، التي تتطلب أن يكون الرئيس اليمني شوكة ميزان وعلى مسافة واحدة من الجميع"، منوها إلى أنه "كان الأولى بحزب صالح تسوية الخلافات مع الرئيس هادي بطريقة دبلوماسية بدلاً من إعلانه بذلك الشكل".
وقال رئيس مركز بحوث مجلس الشورى اليمني إن "مستقبل رئيس اليمن الحالي ليس مرتبط بحزب المؤتمر، لكونه لم يتول الرئاسة كمرشح وحيد للحزب، بل كان مرشحا توافقت عليه كل القوى السياسية في البلاد، غير أن مستقبل حزب صالح يلفه الغموض، لكونه ارتبط بالسلطة ونشأ في كنفها، ولا يستطيع أن يواصل مسيرته بدون سلطة"، على حد قوله.
وتوقع الشرعبي أن "تكون تداعيات عزل شخصيات سياسية من العيار الثقيل من مناصبها بحزب المؤتمر الرئيس هادي النائب الأول لرئيس الحزب، والأمين العام للحزب، وكذلك عبد الكريم الأرياني النائب الثاني في الحزب صعبة، وستفاقم أعبائه السياسية في هذه المرحلة"، مشيرا إلى أن "الوزراء الذين رفضوا الاستجابة لقرار حزب المؤتمر بعدم المشاركة في حكومة بحاح، كانوا أدرى من الحزب نفسه بطبيعة المرحلة بدليل القرارات العقابية التي اتُخذت ضدهم "، على حد تعبيره.
حزب صالح لم يعزل الرئيس هادي
من جهته، أكد عضو الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام حسين حازب أن "حزب صالح، لم يعزل الرئيس هادي من منصبي النائب الأول لرئيس الحزب والأمين العام للحزب، بل إن ابتعاد هادي عطل العمل التنظيمي للحزب، لارتباط الإدارة التنظيمية والمالية والإدارية بالأمين العام الذي تم إبعاد الرئيس اليمني منه".
وقال لــ"عربي21" إن "اللجنة الدائمة الرئيسة للحزب، تحملت الكثير من الأعباء السياسية، نتيجة انشغال هادي بقيادة الدولة، وكان لازماً عليها تكليف أمين عام متفرغ، بديلا لهادي، الذي لازال عضوا في حزب المؤتمر"، على حد قوله.
وأوضح حازب أن "مستقبل حزب صالح، مرهوناً بتجاوز شخصنة الإجراءات التي اتخذها الحزب، التي لاشك ستكون تداعياتها إيجابية للرئيس هادي من جهة، ولحزب المؤتمر الشعبي العام من جهة أخرى".
ونفى وجود أي أجنحة داخل حزب المؤتمر سواء تابعة لصالح، أو للرئيس هادي، وذلك لأن المؤتمر مؤسسة حزبية واحدة" على حد تعبيره.
مستقبل الرئيس اليمني السياسي انتهى
وفي السياق ذاته، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحديدة نبيل الشرجبي أن "هناك غموضا كبيرا يلف حالة التوتر المتصاعدة بين الرئيس هادي، ورئيس اليمن السابق علي صالح، كون الأزمة الحالية المفتعلة من حزب صالح، ما زالت أسبابها مجهولة "، على حد قوله.
وذكر في حديث خاص لــ"عربي 21" أن "مستقبل هادي سياسياً، انتهى فعلاً، ليس لأنه راجعا لقرار عزله من حزب المؤتمر التي تزامن وتصاعد خلافاته مع صالح، بل لأن أغلب الشعب اليمني لم يعد يثق كثيرا بقيادته، التي أظهرت ضعفه الشديد في معالجة كثير من الإشكاليات التي عصفت باليمن، فضلا عن فشله في فتح حوار مع أي طرف سياسي، وذلك لقناعته بعدم قبوله من كثير من الأطراف السياسية في البلاد"، على حد تعبيره.
وتوقع الشرجبي أن "الفوضى ستكون العنوان الأبرز في المرحلة المقبلة، خصوصا بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة خالد بحاح، والتي تتحفظ بعض المكونات من توزيعها الوزاري "، بحسب وصفه.
هذا ويتردد الحديث في الأوساط اليمنية أن جماعة "أنصار الله" الحوثيين وحزب صالح، يتجهان لإشهار تحالفهما علنا، من خلال توقيع اتفاق سياسي للتنسيق في قضايا البلاد، بعد أن كان هذا التحالف سرا لأكثر من عامين، ونتج عنه سقوط مدن كثيرة وتسليمها للحوثيين.