يتطلع المزارع الفلسطيني، سليمان
زعرب (55 عام) إلى أرضه التي تقع في مدينة رفح جنوب قطاع
غزة، متمنيا أن تهبه المساحات المزروعة بمحصول الخيار، كميات وفيرة ليتمكن من تصديرها إلى الخارج وإعالة أسرته.
وأمنية زعرب المتمثلة في تصدير محصوله الذي نضج، قاسم مشترك ما بين مزارعي قطاع غزة، الطامحين لتصدير محاصيلهم إلى الخارج لحصد أرباح أكبر مقارنة ببيعها في السوق المحلية.
وقال زعرب: "بدأنا بتصدير جزء من محاصيلنا الزراعية (الخضراوات) لأول مرة منذسبع سنوات للضفة الغربية، وهذا يفتح لنا أبواب رزق جديدة، ويمكننا من الحصول على أرباح وفيرة".
ويعاني قطاع غزة، الذي يقطنه نحو 1.8 مليون نسمة، من إغلاق المعابر وحصار إسرائيلي شديد منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة في حزيران/ يونيو 2007، الأمر الذي أثر على جميع نواحي الحياة في القطاع.
ومنذ أن فرضت إسرائيل حصارا خانقا على غزة في منتصف حزيران/ يونيو 2007 وهي تمنع تصدير محاصيل غزة الزراعية إلى
الضفة والسوق الإسرائيلي، ولم يتم السماح إلا بتصدير أصناف محددة من المنتجات الزراعية إلى الأسواق الأوروبية.
وأضاف زعرب: "اليوم حصدنا محصول الخيار، ونحن مطمئنون لأنه لن يباع بأسعار زهيدة، في الأسواق المحلية".
وأشار زعرب إلى أن بيع
الخضروات في أسواق غزة يحقق للمزارعين أرباحا محدودة، بخلاف بيعه في أسواق الضفة وإسرائيل حيث يباع بأسعار ممتازة.
وأوضح أن المزارعين بدأوا تصدير أصناف قليلة من الخضروات كمرحلة أولى، وذلك تبعا لما تحتاجه أسواق الضفة الغربية.
وسمحت إسرائيل بتصدير خمسة أصناف من الخضروات التي ينتجها مزارعو غزة إلى الضفة، وهي الخيار والبندورة (الطماطم) والباذنجان والفلفل الحلو والكوسا، إضافة إلى السماح بتصدير الفراولة والأسماك.
وأشار زعرب إلى أن تصدير الخضروات لن يؤثر على السوق المحلية، بسبب تحقيقه اكتفاء ذاتيا، ووجود فائض من إنتاج الأراضي الزراعية بالقطاع.
وقال زعرب إنه يأمل في أن تزداد كميات إنتاج محصول هذا الموسم الزراعي، لتزداد كميات التصدير، فأرضه المزروعة بالخيار، هي مصدر رزق له ولعائلته.
وأضاف زعرب: "إن فتح أسواق الضفة وإسرائيل لخضروات غزة سينعش القطاع الزراعي، ويشغل المئات من الأيدي العاملة".
وقال مدير عام التسويق في وزارة الزراعة الفلسطينية، تحسين السقا، إن تصدير المنتجات الزراعية من غزة إلى الضفة الغربية سيؤدي إلى تحقيق وحدة اقتصادية شاملة.
وأضاف السقا "إن تصدير الخضروات من غزة، إلى أسواق الضفة الغربية، سينعش القطاع الزراعي بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع".
وأشار السقا إلى أن القطاع الزراعي بغزة تعرض لخسائر فادحة، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، مشيرا إلى أن تصدير المنتجات الزراعية إلى الضفة، كفيل بإعادة الحياة للاقتصاد المدمر وإغاثة آلاف الأسر التي تعتمد على الزراعة كمصدر رزق وحيد.
ويعمل بالقطاع الزراعي، وفق السقا حوالي 11% من القوى العاملة في قطاع غزة، أي ما يُقارب نحو 44 ألف عامل.
ووفقاً لمركز الإحصاء الفلسطيني، فقد ارتفع معدل البطالة، في قطاع غزة إلى 40% في الربع الأول من عام 2014.
ويشير السقا إلى أن حجم صادرات غزة إلى أسواق الضفة قبل الحصار الإسرائيلي، في عام 2007 من مختلف أنواع الخضار كان يبلغ 10 آلاف طن سنويا، وخلال سنوات الحصار كان رصيد الصادرات إلى الضفة صفر، فيما يتم تصدير كميات قليلة إلى الأسواق الأوروبية.
ووفق وزارة الزراعة الفلسطينية، فإن الحرب التي شنتها إسرائيل، واستمرت لـ51 يوم، تسببت بخسائر في القطاع الزراعي، وصلت إلى 550 مليون دولار.
وتؤكد الوزارة، أن أكثر من 80 في المئة من العاملين في القطاع الزراعي، و40 في المئة من العاملين في صيد الأسماك، توقفوا عن العمل بعد أن فقدوا مصدر رزقهم الوحيد، جراء قصف المزارع وتجريف الأراضي الزراعية.