قال نائب رئيس الحكومة
العراقية صالح
المطلك إن تبادل الزيارت الرسمية بين العراق والمملكة العربية
السعودية تعيد "
العلاقات الأخوية" إلى وضعها الصحيح وتطوي صفحة جفاء سياسي ماضية.
وقال المطلك في تصريح لـ"عربي 21": "لا يمكن للمنطقة أن تنعم بالاستقرار المنشود ما لم تكن العلاقات بين بغداد وشقيقتها الرياض متطورة، حيث تتواصل الزيارات على صعيد رئيسي الجمهورية والبرلمان، وهنالك رغبة لدى الأشقاء في المملكة بالانفتاح على العراق"، مضيفا: "من جانبنا، في غاية الاعتزاز نقترب منهم ونثمن مواقفهم الإيجابية خلال فترة الحكومة الحالية التي تشكلت قبل شهرين".
وأكد المطلك أن "الإرهاب الآتي من الجماعات المتطرفة والميليشاوية السائبة يحتاج تعاونا بين بلدان المنطقة، وتحديدا العراق والسعودية لدورهما وإمكاناتهما في تحييد ذلك، والقيام بحملة دولية للتخلص من هذا الخطر الظلامي" حسب تعبيره.
وتشهد علاقات البلدين تطورا إيجابيا ملحوظا منذ التغيير السياسي الأخير على صعيد الحكومة والبرلمان في العراق، مع تولي حيدر العبادي رئاسة الحكومة، حيث لم تكن الرياض على انسجام مع حكومة نوري المالكي السابقة، بل نالت قدرا كبيرا من انتقادات المسؤولين السعوديين، وانسحب هذا التوتر على علاقات بغداد والرياض على كافة الصعد.
واعتبر مراقبون سياسيون زيارة رئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم للرياض قبل أيام، بدعوة من ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز، خطوة للانطلاق الصحيح بعهد جديد من التفاهم والشراكة في المجالات الأمنية والاقتصادية، والبدء بتنسيق أمني مفروض عليهما في محاربة "الجماعات المتطرفة" وضبط حدودهما.
بدوره، قال المحلل السياسي سرمد العلي إن إعلان المملكة العربية السعودية فتح سفارة لها ببغداد يمثل عهدا جديدا لعلاقات بغداد والرياض، وربما جاء هذا التقارب بسبب المخاطر التي يتعرض لها البلدان وبلدان المنطقة إجمالا، وقد يكون خطوة
دبلوماسية سعودية لسحب البساط من تحت طهران التي تهيمن على مصدر القرار السياسي بالعراق، أو على الأقل إحداث شيء من التوازن.
وأردف العلي قائلا: "قد يكون التقارب ناتجا عن ضغط غربي على السعودية للتقرب من العراق الذي يمثل فيه السنة نسبة تشاركية متقاربة مع الشيعة، وشعروا بالظلم والتهميش من حكومة المالكي المقرب من إيران".
ولاقت خطوة الرياض بفتح سفارة في بغداد ترحيبا دبلوماسيا عراقيا عبر أهم المنابر الدبلوماسية الدولية. وقال سفير العراق في الأمم المتحدة محمد علي الحكيم، خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدت في الثامن عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر لبحث الأوضاع في العراق: "إننا نرحب بإعلان السعودية فتح سفارة لها في بغداد".
وكانت السعودية قد كشفت في وقت سابق أن الإجراءات الخاصة بفتح السفارة السعودية في بغداد دخلت مرحلة التنفيذ، وأعطت زيارة رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري للرياض، بدعوة من رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله آل الشيخ، دفعا كبيرا في تمتين علاقات البلدين، ورغبة السعودية بالانفتاح الحقيقي على العراق.
وأكد الجبوري خلال زيارته للرياض، وهي الزيارة الأولى لرئيس برلمان عراقي منذ عام 2003، أن "محاربة الإرهاب والوقوف بوجهه أولى أولويات العراق، وهذا يتطلب تعاونا غير محدود، وتواصلا غير مقطوع، من شأنه أن يضع الساعد على الساعد، والجهد على الجهد، والفكرة على الفكرة، لتتكامل مقدراتنا، وتتضامن عزيمتنا"، حسب قوله.
وقال الجبوري إن "العراق والسعودية يمثلان القوة الأهم في المنطقة لمواجهة الإرهاب وتحجيمه والقضاء عليه، لما يمتلكانه من مقدرات مادية ومعنوية وجغرافية وتاريخية تضعنا في مقدمة الركب لتحمل هذه المسؤولية الحرجة والحساسة والخطيرة".
من جانب آخر، قال رئيس مجلس الشورى السعودي إن الزيارة التي قام بها الرئيس العراقي ولقاءه بالعاهل السعودي "كانت مثمرة ولها الأثر الكبير في تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين" وفق تقديره.