قال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه بحث مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فترة انتقالية في
سوريا لا يشارك فيها الرئيس بشار
الأسد وذلك خلال اجتماع استمر أربع ساعات في اسطنبول اليوم السبت.
وتشارك تركيا على مضض في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق وتدفع من أجل استراتيجية أكثر شمولا تتضمن إزاحة الأسد عن السلطة.
وقال بايدن في مؤتمر صحفي مع أردوغان "فيما يتعلق بسوريا بحثنا... ليس فقط حرمان تنظيم الدولة الاسلامية من ملاذ آمن ودحره وهزيمته لكن أيضا تقوية شوكة المعارضة السورية وضمان فترة انتقالية بعيدا عن نظام الأسد".
من جهته قال أردوغان: "أريد أن أعبر عن امتناني؛ للتوافق في وجهات النظر بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا؛ حول كثير من القضايا التي بحثناها ".
وأشار أردوغان إلى انَّ اللقاء الذي جمعه بنائب الرئيس الأمريكي؛ "أتاح الفرصة بالدرجة الأولى؛ لبحث التطورات الجارية في سوريا والعراق، والتطرق بشكل موسع للمخاطر التي يشكلها داعش"، مضيفا "نحن عازمون على تفعيل وتعميق تعاوننا مع الولايات المتحدة الأميركية؛ من أجل حماية السلم والأمن الإقليميين والدوليين، ولقاؤنا اليوم مهم للغاية من هذه الناحية، وستتواصل لقاءاتنا على أعلى المستويات وبنفس الكثافة".
وأوضح الرئيس التركي أنَّ العلاقات التي تربط تركيا بالولايات المتحدة الأميركية؛ مبنية على أساس من الاحترام والقيم المشتركة، والمصالح المتبادلة، وتتطور بما يتلاءم مع الظروف الاستراتيجية الحالية. قائلاً: " أنا أؤمن بأنَّ تلك العلاقات أصبحت اليوم أشمل وأقوى من أي وقت مضى ".
ولفت أردوغان إلى أنَّ علاقات بلاده مع أمريكا تجاوزت بنجاح مرحلة الأخوية والاستراتيجية؛ إلى مرحلة العلاقات النموذجية، والتعاون حول قضايا عديدة، في أفغانستان والبلقان والحوض الشرقي للبحر المتوسط والقوقاز.
اتهامات روسية
وفي ذات السياق أعلن وزير الخارجية الروسي
سيرغي لافروف أن واشنطن تسعى، "بعيدا عن الأضواء"، إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، في حين يلتقي الرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل في موسكو وفدا سوريا رفيع المستوى.
وفي موجة جديدة من التصعيد الكلامي، اتهم لافروف الغرب بأنه يسعى إلى التسبب في "تغيير النظام" في
روسيا عبر العقوبات التي فرضها بعد النزاع في اوكرانيا.
وقال لافروف إن "الغرب أثبت بما لا يقبل الشك أنه لا يسعى إلى إرغام روسيا على تغيير سياستها، بل يريد التوصل إلى تغيير النظام".
وقال لافروف إن العملية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة أميركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية قد تكون تمهيدا للإطاحة بنظام دمشق.
ونقلت وكالة أنباء ايتار-تاس عن لافروف قوله أمام منتدى خبراء سياسيين في موسكو "من المحتمل ألا تكون العملية ضد الدولة الإسلامية، بقدر ما هي تمهيد لعملية لتغيير النظام، بعيدا عن الأضواء تحت غطاء هذه العملية لمكافحة الإرهاب".
كما انتقد الوزير الروسي ما وصفه بـ"المنطق المنحرف" لواشنطن.
وقال لافروف "يؤكد الأميركيون أن نظام الأسد قطب مهم يجذب الإرهابيين في المنطقة؛ لتبرير عزمهم على الإطاحة به. أعتقد أن ذلك يدل على منطق منحرف".
كما ذكّر لافروف نظيره الأميركي جون كيري الذي قال له إن التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية لا يريد تفويضا من مجلس الأمن الدولي؛ لأن ذلك سيرغمه "بطريقة ما على تسجيل وضع نظام الأسد".
وقال لافروف "بالطبع سوريا دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة. هذا أمر غير عادل".
وتساءل لافروف "إن الأميركيين تفاوضوا ويتفاوضون حتى مع طالبان. عندما يستلزم الأمر يصبحون براغماتيين جدا. ولماذا عندما يتعلق الأمر بسوريا تصبح مقاربتهم أيديولوجية إلى أقصى الحدود؟".
وقال لافروف إنه أجرى الجمعة مع كيري اتصالات هاتفية بحث خلالها معه في ضرورة "تحريك البحث عن حل سياسي ودبلوماسي للأزمة السورية وتوحيد الجهود لمحاربة الإرهاب على أساس القانون الدولي، في أسرع وقت ممكن".
ويتوقع أن يلتقي وفد سوري يقوده وزير الخارجية السوري وليد المعلم بوتين في 26 من الجاري في موسكو للبحث في تحريك مفاوضات السلام بين النظام والمعارضة.