امتدح
مركز أبحاث يديره دوري غولد، كبير المستشاريين السياسيين لرئيس الوزراء
الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائمة "التنظيمات الإرهابية" التي أعلنتها دولة
الإمارات العربية؛ منتقداً كيفية تعاطي الغرب معها.
وأثنى "مركز يروشاليم لدرسات المجتمع والدولة" في ورقة بحثية صدرت عنه، -نشرت مساء الأحد، على موقعه- بشكل خاص على حرص الإمارات تضمين القائمة التنظيمات التي تمثل "الإسلام السني"، لاسيما جماعة "
الإخوان المسلمين"، وجمعيات إسلامية في أوروبا.
ولإبراز التقاء المصالح بين "الإمارات" وإسرائيل، أشار الدبلوماسي تسفي مزال معد الورقة، إلى أن جماعة "الإخوان المسلمين" هي التي تدير "ماكنة الكراهية والتحريض على إسرائيل واليهود في العالم"، علاوة على دورها في التخطيط للاعتداءات على اليهود، قبل الإعلان عن الكيان الصهيوني وبعد ذلك.
ومما استوقف مزال، الذي شغل في الماضي منصب سفير إسرائيل في القاهرة، حقيقة أن قائمة الإمارات حرصت على ذكر المؤسسات الإسلامية التي تعمل في أوروبا، التي تعدها "إرهابية" بالاسم.
وأشار مزال إلى أن المعيار الرئيسي الذي وجه حكومة الإمارات عند إصدار القائمة، هو "اعتبار كل تنظيم أو مؤسسة لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بجماعة الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً".
وعلى الرغم من احتفاء مزال باتخاذ الإمارات هذه الخطوة، إلا أنه أوضح أن الكثير من المنظمات والجمعيات الإسلامية في أوروبا قد أسست في خمسينيات القرن الماضي، على أيدي مهاجرين عرب ومسلمين، وبهدف الحفاظ على حقوق وتراث المسلمين في أوروبا، وللحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية في بلاد المهجر.
وامتدح مزال بشكل خاص حقيقة أن قائمة الإمارات تضمنت مؤسسات إسلامية تحافظ الولايات المتحدة وحكومات أوروبية على التعاون معها، وإجراء اتصالات بها بشكل وثيق، لاسيما منظمة "CAIR"، التي تعد الإطار الذي يمثل المؤسسات الإسلامية في الولايات المتحدة، ومنظمة "MAS"، التي تعد الإطار الذي يضم المؤسسات الإسلامية العاملة في فرنسا.
ويستدرك مزال قائلاً إن أهم قرار اتخذته الإمارات بتضمين قائمتها "فيدرالية المنظمات الإسلامية في أوروبا"، التي مقرها في بروكسل، والتي تضم 1000 منظمة ومؤسسة إسلامية في 30 دولة، وتضم منظمات تعنى بشؤون المرأة والطفل، والطلاب، والعمال، والجمعيات الخيرية، وغيرها.
وأوضح مزال أن "الفيدرالية" على علاقة مع حكومات الدول الأوروبية، وتحديداً مع الاتحاد الأوروبي.
وأشار مزال إلى أن الإمارات اتخذت هذا القرار على الرغم من أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ترى في جماعة "الإخوان المسلمين" والمنظمات القريبة منها، منظمة "إسلامية أصيلة ومعتدلة، وتعنى بتحديث العالم الإسلامي".
ودافع مزال عن قرار الإمارات، مدعياً أن جماعة "الإخوان المسلمين" تمثل في الواقع "النبع الذي تفرعت عنه التنظيمات الرديكالية المتطرفة"، وضمنها تنظيمات "القاعدة" وغيرها.
وحث مزال الغرب على دعم التوجه الذي تقوده الإمارات، محذراً من أن الهدف الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين، هو تدشين دولة خلافة إسلامية على أنقاض الغرب.
وحذّر مزال من أن التنظيمات الإسلامية العاملة تسعى إلى تدمير الغرب والقضاء على حضارته، زاعماً أنها ستستغل التحولات التي تعصف بالعالم العربي لتحقيق هذا الهدف.
وفي الوقت الذي هاجم فيه مزال دول الغرب بسبب موقفها من الإخوان، أثنى على جامعة الدول العربية، حيث أعلن أمينها العام نبيل العربي تأييداً غير متحفظ لقائمة الإمارات.
وأعاد مزال إلى الأذهان قرار كل من السعودية ومصر باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية.
وكان قد شدد في ورقة بحثية سابقة، على دور المؤسسات الإسلامية العاملة في أوروبا، على الدور المركزي الذي تؤديه المؤسسات الإسلامية في أوروبا، في نزع الشرعية عن "إسرائيل" من خلال دورها الكبير في حملة المقاطعة الدولية.