بعد يوم فقط من الهجوم الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجيش
المصري في شمال
سيناء، واستباقا لأي تحقيقات في الحادث، طالب خبراء عسكريون وإعلاميون وسياسيون مؤيدون للنظام الحاكم بالتدخل العسكري في
غزة وضرب حركة "حماس" للقضاء على الإرهاب.
وشهدت مصر يوم الجمعة الماضي هجوما بشمال سيناء استهدفت نقاطا عسكرية، أسفر عن مقتل 31 جنديا وإصابة 41 آخرين وفق آخر إحصائية رسمية، فيما أعلنت مصر بعدها حالة طوارئ لمدة ثلاثة أشهر في شمال سيناء وحظرا للتجوال طوال ساعات الليل، كمار قررت غلق معبر رفح وإقامة منطقة عازلة بين سيناء وغزة.
وفي كلمته عقب اجتماعه بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة يوم السبت، قال الرئيس عبد الفتاح
السيسي إنه سيتم اتخاذ إجراءات كثيرة على الحدود مع غزة لإنهاء مشكلة الإرهاب من جذورها.
وردا على تلك الاتهامات، قال "خليل الحية" عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، إن دماء المصريين عزيزة على قلوب الفلسطينيين، نافيا أي دور لفصائل غزة في استهداف الجنود المصريين في شمال سيناء الجمعة الماضية.
وأضاف الحية في مقابلة مساء السبت مع قناة "الأقصى" الفلسطينية: حركة حماس تدين ما جرى، ودماء المصريين عزيزة، ونحنُ لا يمكن أن نسمح أن تذهب لمصر لأي شر".
كما أكدت وزارة الداخلية في غزة أن الحدود بين القطاع ومصر مضبوطة وتشهد إجراءات أمنية مشددة، مشيرة إلى أن الأمن القومي المصري يعد من أهم الأولويات الفلسطينية.
ضرب حماس بات ضروريا
ونقلت صحيفة "اليوم السابع" عن مصدر عسكري قوله إنه ليس لديه شك في أن هذه العملية نفذتها عناصر من حماس تأتمر بأوامر قيادات الحركة رغم نفى قيادات حماس ذلك خلال الاتصالات التي جرت معها عقب المذبحة، مضيفا أنه لا يستبعد أن تكون عناصر جهادية لها اتصال بالقاعدة وجبهة النصرة قامت بالمشاركة في العملية بتسهيلات معلوماتية ولوجستية من عناصر فلسطينية في غزة بعضها غير خاضعة لحماس.
وكشف عن أن رسالة شديدة اللهجة أبلغت لحماس بما تعتزم مصر القيام به من إجراءات من بينها عمليات عسكرية مكثفة وواسعة تشمل استهداف بؤر الإجرام والإرهاب في الشريط الحدودي داخل قطاع غزة، مشيرا إلى أن القاهرة ستنسق مع السلطة الفلسطينية في هذا الشأن.
واتهمت مصادر رسمية مصرية بشكل مباشر فصائل فلسطينية في غزة بالتواطؤ ضد الأمن القومي المصري، حيث أكد مصدر أمني أن العملية التي استهدفت جنود الجيش يوم الجمعة الماضي نفذها مسلحون دخلوا الأراضي المصرية من غزة عبر الأنفاق، ثم عادوا إلى القطاع عقب تنفيذ العملية دون أن يتم ضبط أي منهم.
وأوضح المصدر لصحيفة "الشروق" المصرية أن طريقة تنفيذ العملية تؤكد أنهم على درجة عالية من الاحتراف والتدريب على استخدام الأسلحة المختلفة وكأنهم تابعون لجيش أو منظمة محترفة، ولم يستبعد أن يكون المنفذون تابعين لحركة حماس أو على الأقل تقدم الحركة دعما لوجستيا لهم بفضل سيطرتها على غزة.
وفي سياق ذي صلة، قال اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري والاستراتيجي إن تدخل الجيش المصري في غزة وضرب حركة حماس بات أمرا ضروريا ولا بديل عنه للقضاء على الإرهاب في سيناء.
واستغرب عبد الرافع - في تصريحات صحفية - ما أسماه "تأخر الجيش المصري في توجيه ضربات استباقية لحماس" في ظل تساقط العشرات من رجال القوات المسلحة على أيدي الإرهابيين الذين يأتون من غزة عبر الأنفاق.
إشمعنى إسرائيل
وفي حلقة مساء السبت من قناة "القاهرة والناس" طالبت إعلامية مصرية مغمورة تدعى "ريهام نعمان" الجيش المصري بشن حرب مفتوحة ضد حركة "حماس" وجميع الفصائل الإسلامية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن حماس فصيل إرهابي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وتتلقى الأوامر من قطر وتركيا، وهي مصنوعة داخل أروقة جهاز الموساد الإسرائيلي.
وأضافت "نعمان": "يجب التعامل مع كتائب عز الدين القسام كفصيل إرهابي، وأطالب مصر بتقديم الأدلة التي تثبت أن حماس جماعة إرهابية إلى مجلس الأمن لتحصل على موافقته لدك القسام وجيش الإسلام وكل الجماعات المتطرفة في غزة".
وأضافت: "اشمعنى إسرائيل لما بتحب تضرب حماس علشان صاروخ لا يساوي مليم بتضربها وتمشي، إسرائيل مش أحسن مننا".
وأكد اللواء سامح سيف اليزل - اللواء السابق بالمخابرات المصرية - أن لديه معلومات تؤكد مشاركة كتائب عز الدين القسام في تنفيد العملية الأخيرة.
وأوضح - في لقاء مع قناة "سي بي سي" مساء السبت - أن عناصر إرهابية دخلت عن طريق الأنفاق بين شطري رفح المصرية والفلسطينية ثم استخدمت سيارة مفخخة بها عدد من الانتحاريين وقذائف صاروخية لتنفيذ العملية، مشيرا إلى أن غلق الأنفاق وبناء سور محصن ومنطقة عازلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة هو الحل الوحيد لحماية سيناء والأمن القومي المصري.