لماذا استقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل من منصبه، وبعد أقل من عامين؟
السبب المعلن هو استنتاج الرئيس الأميركي باراك
أوباما أن اسلوبه لا يتناسب مع المرحلة الحالية، وهي مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ"
داعش"، رغم خبرته العسكرية في فيتنام.
يقول مارك تومبسون في مجلة "تايم" الأمريكية إن التغير المفاجئ بهرم القيادة وفريق أوباما للأمن القومي يأتي بعد رد الإدارة الأميركية البطيء على صعود تنظيم الدولة خلال العام الماضي وردها عليه بطريقة يقول العارفون داخل وزارة الدفاع إنها مترددة برغم حملة الغارات التي بدأت في آب/ أغسطس.
وتشير المجلة إلى أن حلفاء هاغل يقولون إنه قام بعمل جيد، ولكن البعض قال إن طريقة إدارته الضعيفة والمصادقة الباهتة على تعيينه في كانون الثاني/ يناير 2013 تركته عرضة للنقد ممن يريدون ردا عسكريا قويا وحاسما.
وتقول المجلة إن قرار البحث عن مسؤول مدني ليقود وزارة الدفاع خلفا له، جاء بعد عدة أسابيع من النقاشات بين كل من أوباما وهاغل، وبعد هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات النصفية.
وبحسب مسؤول بارز في الإدارة فقد بدأ" هاغل الجمهوري الوحيد في إدارة أوباما الديمقراطية يتحدث مع الرئيس عن رغبته بترك الإدارة، خاصة في المرحلة الانتقالية لما بعد الانتخابات النصفية". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من نشر خبر استقالته.
ويذكر التقرير أن هاغل (68 عاما) قد خدم جنديا في حرب فيتنام، وعمل نائبا عن ولاية نبراسكا ممثلا للحزب الجمهوري في الفترة ما بين 1996- 2008، وعندما تولى وزارة الدفاع، التي أجهدت بعد 12 عاما من الحرب وتواجه مشاكل تخفيض في الميزانية، تندلع الحرب من جديد في العراق وفي
سوريا.
وتفيد المجلة أن هاغل اختلف مع مجلس الأمن القومي حول اتجاه السياسة الخارجية، خاصة طريقة تعامل أوباما مع الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أعوام، والتي كانت بمثابة الحاضنة لتنظيم الدولة الإسلامية.
وكان هاغل قد أرسل إلى مستشارة الأمن القومي قبل فترة مذكرة من صفحتين طالبا توضيحات حول طريقة التعامل مع النظام السوري، وفق المجلة.
وينقل التقرير عن الضابط السابق والباحث رالف بيترز قوله "لقد تم اختيار
هيغل لليونته، ولكنه برز في النهاية رجلا مسؤولا يقول للرئيس ما لا يريد هذا سماعه".
وتذكر "تايم" أنه سيعلن الرئيس عن خلف لهيغل المتوقع له البقاء في منصبه لحين موافقة الكونغرس على خلفه. ومن الأسماء المرشحة للمنصب ميشيل فلورني، المساعدة السابقة لوزير الدفاع، التي قد تكون أول امرأة تتولى وزارة الدفاع، وقد يتولى المنصب أشتون كارتر، الذي كان رقم 2 في
البنتاغون، وربما يحظى به السناتور جاك ريد.
ويقول تومبسون كان واضحا عندما قدّم هاغل شهادته إلى جانب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أن الأخير كان محل اهتمام الأخبار، فيما ظل هاغل خارج الأضواء، خاصة عندما تحدث ديمبسي عن ضرورة التفكير في إرسال قوات برية لمواجهة "داعش".
ويوضح الكاتب أن رحيل هاغل المفاجئ يثير التكهنات، خاصة أنه لا هو ولا أي من المقربين إليه قدموا إشارات عن استعداده لمغادرة البنتاغون.
ويبين التقرير أن هاغل قد اعترف الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة ومؤسستها العسكرية تواجه تحديا أبعد من تهديد "داعش"، ويشمل التهديدات القادمة من روسيا وإيران. وأخبر مقدم البرامج "بي بي أس" تشارلي روز يوم الأربعاء "لو كانت لدينا السياسات الناجحة خلال السنوات الماضية لما كنا في هذا الوضع". وبعد يومين قرر الرئيس أوباما وهاغل أن الوقت قد حان كي يتنحى، ويترك منصبه في البنتاغون.
وتذهب المجلة إلى أنه رغم محاولة البيت الأبيض تصوير رحيل هاغل أنه جاء باختياره، إلا أن بعض شبكات الأخبار الأميركية رأت أنه "دُفع" للخروج من البنتاغون. وقالت "سي إن إن" إن نقاشات خلف الأضواء تمت بين الرئيس وهيغل بناء على طلب الأخير، وغطت عددا من القضايا المختلفة المتعلقة بالأمن القومي.
وتختم المجلة تقريرها بالإشارة إلى قول مسؤول إن الرئيس والوزير توصلا إلى الحاجة إلى وجهة مختلفة للقيادة وتغيير في النظام. وقال "من الخطأ النظر إلى القرار على أنه احتجاج أو خلاف حول السياسات". مضيفا أن السنوات المقبلة "تحتاج إلى تركيز من نوع مختلف".