أعلن مئات اللاجئين
الفلسطينيين الذين هُجّروا من مخيماتهم في
سوريا إلى مخيمات أخرى في
لبنان في اعتصام مفتوح أمام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للمطالبة بالمساواة مع اللاجئين السوريين في الحقوق، وفي مقدمتها الحماية وتسهيل
اللجوء.
وهتف اللاجئون في اعتصامهم "بالروح بالدم نفديك يا لجوء"، بدل الشعار المعهود الذي طالما رددوه حبا بفلسطين وتمسكا بالعودة إليها، مستدركين أن هذا الموقف مؤقت للتعبير عن الحالة الإنسانية المتفاقمة التي وصلوا إليها، بحيث أصبحت أوروبا بالنسبة لهم أقرب إلى فلسطين من الدول العربية التي تحرمهم من حقوقهم الإنسانية.
أوضاع مأساوية
وقال اللاجئون الفلسطينيون إنهم يعيشون ظروفا معيشية لا يتحملها بشر، فلا العودة إلى سوريا متاحة في ظل الحرب القائمة هناك والدمار الواسع الذي لحق بمخيماتهم، ولا الإقامة في لبنان ممكنة لهم في ظل فرض الحكومة هناك إجراءات تقيّد وجودهم وتمنع دخول المزيد منهم من سوريا، إضافة إلى أن السفر إلى بلاد أخرى غير متاح في ظل ما يقولون إنه تعاطٍ غير إنساني من الدول العربية، ما اضطر كثيرا منهم إلى ركوب قوارب الموت نحو أوروبا، بحسب تصريحاتهم.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين السوريين أن الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان وصلوا إلى نحو خمسة وأربعين ألف لاجئ، يعانون بحسب منظمات حقوقية من أوضاع إنسانية مأساوية، فاقمها إجراءات جديدة اتبعتها الوكالة تحت عنوان " عملية تقويم الحاجات"، تم بموجبها قطع المعونة الشهرية المقدمة لنحو 1100 عائلة، بناء على أسباب يعتبرها اللاجئون غير منطقية.
وتعددت أزماتهم في مختلف مجالات الحياة، بدءا من التعليم غير المتاح لأبناء اللاجئين الفلسطينيين أسوة باللاجئين السوريين، مرروا بحرمانهم من الرعاية الصحية اللازمة، وصولا لمنعهم من العمل لكسب الرزق تحت طائلة الملاحقة القانونية.
تجاهل دولي وتضييق عربي
اللاجئون، في بيان أعلن خلال الاعتصام، أكدوا على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه قضيتهم، في ظل ما قالوا إنه تجاهل من المؤسسات الدولية وتحديدا وكالة
الأونروا والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وفي هذا الشأن، قال عضو رابطة الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى لبنان أيهم ستيتان إن الاعتصام يأتي بعد أن نكثت المفوضية بوعودها بالرد عليهم، بعد أن تسلمت منهم في وقت سابق مطالبهم.
وأضاف ستيتان، في حديث لـ"عربي21"، إن الوقفة تأتي ردا على "التجاهل الدولي الممنهج والمتعمد لقضية اللاجئين النازحين من سوريا إلى لبنان، لا سيما في ظل المعاناة من المعوقات والتضييق التي تمارس ضدهم من قبل الحكومات العربية كافة، إضافة إلى كونهم فلسطينيين بلا وطن".
وختم البيان بالمطالبة بشمل الفلسطينيين اللاجئين من سوريا ببند الحماية غير الموجود لدى وكالة الأونروا، وهو الذي يعطي الفلسطيني القادم من سوريا صفة اللاجئ على الأراضي اللبنانية.
لا أفق قريب
وارتفع عدد ضحايا حوادث الغرق في البحر الأبيض المتوسط خلال محاولات الهجرة إلى أكثر من 100 ضحية، التي لا زال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا يقبلون عليها هربا من الموت وبحثا عن الزرق، إضافة لنحو 2400 ضحية جراء الحرب المستمرة في سوريا، بينهم 180 قضوا جوعا بسبب الحصار الذي فرض على المخيمات و300 ارتقوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري، وأمام هذه الأرقام يردّ المعتصمون في بيروت على دعوات لهم بالعودة إلى سوريا بأن ذلك "يحكم علينا بالقتل".