أجمع معظم الناشطين
المصريين أن
تبرئة الرئيس المخلوع حسني
مبارك تعلن نهاية لثورة 25 يناير 2011. ولاحظ مراسل شبكة "سي إن إن" الأميركية إيان لي غياب الناشطين حول قاعة المحكمة، حيث اختار الكثيرون التعبير عن غضبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقارن لي بين محاكمته الأخيرة والأولى في 3 آب/ أغسطس 2011 عندما خرج الناس في حر الشمس وعطش رمضان لرؤية الرئيس المخلوع، فيما كان حضور الإعلام طاغيا، حيث كانت تريد أن تنقل صورة عن الرجل الذي حكم مصر لثلاثة عقود. واستمرت تلك
المحاكمة لمدة عام تخللتها شائعات وقصص حول صحة مبارك، وظهرت تقارير إعلامية عن وفاته ليكتشف لاحقا أنها كاذبة.
ويشير الكاتب إلى أن الشائعات كثرت وظهرت "نكتة" حولها، تقول إن طبيب مبارك زاره وقال له "يجب أن تتوقف عن الموت؛ لأنه ليس جيدا لصحتك".
يقول الكاتب إن السنة التي شهدت محاكمته برز فيها الإخوان المسلمون، الذين تسيدوا المشهد السياسي. فقد اجتاحت الجماعة، التي عانت سنين من القمع والاضطهاد من مبارك، الانتخابات البرلمانية ومن ثم الرئاسية، وانتهت وقائع محاكمة مبارك قبل شهر تقريبا من انتخاب محمد
مرسي رئيسا في 2 حزيران/ يونيو 2012.
ويبين التقرير أن بانتخاب مرسي توقف العالم عن مشاهدة أول ما أطلق عليها "محاكمة القرن" وأول رئيس عربي يقدم للمحاكمة بعد اندلاع الانتفاضات العربية. وفي تلك المحاكمة وجد القاضي أن مبارك ومساعديه مسؤولون عن مقتل المتظاهرين. وحكم عليهم بالسجن المؤبد أي 25 عاما، ما يعني أن مبارك، الذي كان عمره 84 عاما، لن يرى النور أبدا خارج زنزانته.
ويستدرك لي بأن المتهمين قدموا استئنافا ومن ثم أعيدت محاكمتهم في كانون الثاني/ يناير 2013، وبعد خمسين جلسة وصلت المحكمة لهذا الحكم الأخير.
ويذكر التقرير أن ما جرى يوم أمس هو نتاج للاضطرابات التي شهدتها مصر خلال العام الماضي، فقد قامت المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان بعد أن قالت إنه غير دستوري. وقام الجيش بالإطاحة بالرئيس مرسي في 3 تموز/ يوليو، وتبعت ذلك حملة ملاحقة وقمع لمؤيدي مرسي والإخوان المسلمين. وقامت قوات الأمن بإجبار المعتصمين في ساحة النهضة ورابعة العدوية في وسط القاهرة على إنهاء اعتصامهم ولكن بعد قتل أكثر من 1000 منهم. والآن يواجه مرسي محاكمة وتهما بقتل متظاهرين وعددا آخر من التهم، منها تهمة الخيانة العظمى.
ويلفت الكاتب إلى أنه من خلال كل هذا ظهر عبد الفتاح
السيسي، الذي كان مدير للمخابرات العسكرية في عهد مبارك، ورفعه مرسي لمنصب وزير دفاع لينقلب عليه ويحضر المستشار عدلي منصور ليكون الرئيس المؤقت مع أنه لم يكن حسب الكثيرين سوى واجهة استخدمها السيسي لتحقيق أهدافه.
ويختم لي تقريره بالقول "من حديثي مع مؤيدي مبارك ومعارضيه على حد سواء فقد اتفقوا على ان الثورة ماتت". ولكن الدراما لم تنته بعد، فالنيابة العامة ستقدم استئنافا، لكن مؤيدي مبارك يتوقعون خروجه من السجن قريبا.