أعلنت دول الخليج في ختام قمتها الـ35 في الدوحة، مساء الثلاثاء، دعمها لبرنامج الرئيس
المصري عبد الفتاح السيسي وخارطة الطريق، بحسب البيان الختامي للقمة.
وتناول البيان عددا من القضايا العربية والإقليمية، إذ طالب "بإجراء مصالحة وطنية فورية في ليبيا"، وأكد على "ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية، وفقا لجنيف 1"، بحسب البيان.
وفيما يخص إيران، أكد القادة المجتمعون على أهمية العلاقات مع إيران "على أسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها"، في وقت جددوا به "نبذهم للإرهاب بكافة صوره وأشكاله أيا كانت أسبابه"، في إشارة إلى الدولة الإسلامية التي تشارك أربع من دول الخليج في تحالف تقوده أمريكا، ويوجه ضربات جوية ضد "الدولة".
وكانت قد انطلقت في العاصمة
القطرية الدوحة، مساء الثلاثاء، أعمال
القمة الخليجية الـ35، حيث تصدرت ملفات أمنية وسياسية واقتصادية إقليمية ودولية جدول أعمال المشاركين، بمشاركة ثلاثة من قادة دول الخليج الست.
قطر: في ظل التحديات لا يجوز أن ننشغل بخلافات جانبية
وقال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في كلمه له خلال الافتتاح إن "الاتحاد الخليجي هو الطريق لتحقيق الاتحاد العربي"، مشيرا إلى أنه "إزاء التحديات والمخاطر التي تحيط بنا من كل جانب لا يجوز لنا أن ننشغل بخلافات جانبية حول التفاصيل، خصوصا أنها تنطلق في ظل ظروف دولية وإقليمية بالغة التعقيد".
وأضاف أمير قطر في كلمته " لا شك ان الاتحاد الخليجي الذي تضمنته مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ( عام 2011) سيظل هدفا ساميا ومنه إلى الاتحاد العربي "، مبينا أن "الايمان بهذا الهدف والاصرار على تحقيقه يتطلبان منا ان ندرك أن خير سبيل لتحويله إلى واقع هو التحرك بخطوات تدريجية قائمة على تكامل المصالح الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية والثقافية بين شعوبنا".
وأعرب آل ثاني عن أمله أن "تؤسس هذه القمة لانطلاقة جديدة في العلاقات الخليجية عبر تعزيز روح التآخي والتضامن" مشددا على ضرورة عدم تأثير خلافات خليجية على علاقات الشعوب، بقوله "تعملنا التجارب الأخيرة ألا نسرع في تحويل الخلاف في الاجتهادات السياسية وفي تقدير الموقف السياسي والتي قد تنشأ حتى بين القادة، إلى خلافات تمس قطاعات ااجتماعية واقتصادية وإعلامية وغيرها".
وأردف الأمير في كلمته: "لقد آن الآون أن يحدد مجلس التعاون دوره وموقع في الخارطة السياسية للإقليم بناء على مكانة دول الاستراتجية ومقدراتها ومصالحها المشتركة، فالدول الكبر لاتنتظر ولا تصغي للمناشدات الاخلاقية ، وهي كما يبدو تتعامل بلغة المصالح فقط، ومع من يثبت قوته على الأرض".
دعم البرنامج المصري وخارطة الطريق
وأكدت دول مجلس التعاون الخليجي جميعها دعمها لمصر ولرئيسها عبدالفتاح السيسي، في خطوة تؤشر لانضمام قطر إلى باقي دول المجلس في دعم الإدارة المصرية الحالية.
وأكد البيان الختامي "مساندة دول المجلس الكاملة ووقوفها التام مع مصر حكومة وشعبا في ما يحقق استقرارها وازدهارها".
كما شدد البيان الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني في ختام القمة أن المجلس "جدد مواقفه الثابتة في دعم جمهورية مصر العربية وبرنامج الرئيس عبدالفتاح السسيي المتمثل بخارطة الطريق".
الكويت يدعو لتأسيس لجنة لدراسة "الاتحاد"
ودعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية بوصفه رئيس الدورة السابقة، إلى تشكيل لجنة رفيعة المستوى "تتولى استكمال دراسة موضوع الاتحاد من مختلف جوانبه "، مشيرا إلى أنه " يتوجب" على دول الخليج العمل "على خلق أساس صلب يمهد للدخول إلى مرحلة الاتحاد"
وأشار أمير الكويت في كلمته إلى الخلافات الخليجية التي حدث خلال العام الجاري، مشيرا إلى أن الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي ومطلوب، متابعا بقوله "إننا نؤمن أن الاختلاف في وجهات النظر وتباينها أمر طبيعي بل ومطلوب، ولا يدعو إلى الجزع، على ألا نصل بذلك إلى مرحلة الخلاف والتشاحن والقطيعة، التي ستقود بلا شك إلى إضعافنا وتراجع قدراتنا في الحفاظ على ما تحقق لنا من إنجازات".
وبين الصباح أن " الحديث عن الاتحاد بين دول مجلس التعاون وحتميته والذي يمثل هدفا وأملا يتطلع إليه أبناء دول الخليج، يأتي انسجاما مع نظامنا الأساسي وتفعيلا لقرارات عملنا المشترك" داعيا لتحقيق هذا الهدف إلى "تشكيل لجنة رفيعة المستوى تضم خبراء واختصايين ومن ذوي الخبرة تتولى استكمال دراسة موضوع الاتحاد من مختلف جوانبه بكل تأني وروية وترفع رؤيتها ومقترحاتها بالصيغة المثلى للاتحاد إلى المجلس الوزراء ومن ثم للمجلس الأعلى".
حماس تدعو دول الخليج للعمل على رفع الحصار
بدورها، طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، القمة الخليجية بالعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان صحفي،إن على الدول المجتمعة في القمة الخليجية، أن "تعمل على رفع الحصار الخانق على قطاع غزة، والضغط على مصر، من أجل فتح معبر رفح، المنفذ الوحيد لقرابة مليوني مواطن، إلى العالم الخارجي".
ودعت الحركة، القمة الخليجية إلى دعم قطاع غزة، والعمل على رفع الحصار، وفتح معبر رفح البري، وتسريع عملية إعادة إعمار ما خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، مثمنة الدور الخليجي في دعم القضية الفلسطينية.
إقرار إطلاق "الإنتربول الخليجي" والقوة البحرية المشتركة
وأقر قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم إنشاء جهاز شرطة موحد يكون بمثابة إنتربول خليجي مقره أبوظبي، كما أقروا إنشاء قوة بحرية مشتركة.
وأكد البيان الختامي للقمة أن قادة مجلس التعاون الخليجي أقروا قرار وزراء الداخلية في هذا الشأن الشهر الماضي ورحبوا "بما تحقق من إنجازات في المجال الأمني، بما في ذلك بدء عمل جهاز الشرطة الخليجية من مقره في مدينة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة".
كما أكد البيان موافقة المجلس الأعلى الذي يضم قادة دول المجلس الست على إنشاء قوة بحرية مشتركة، بقوله إن "المجلس الأعلى اطلع على قرارات وتوصيات مجلس الدفاع المشترك في دورته الـ13 ووافق على إنشاء قوة الواجب البحري الموحدة 81"، دون إشارة إلى مقر هذه القوة، لكن من المتوقع أن تدار من البحرين.
إلا أن القمة لم تقر بشكل نهائي إنشاء القيادة العسكرية الموحدة، إذ اكتفى البيان الختامي بالإشارة إلى أن المجلس الأعلى "عبر عن ارتياحه وتقديره للإنجازات والخطوات التي تحققت لبناء القيادة العسكرية الموحدة، ووجه بتكثيف الجهود وتسريعها لتحقيق التكامل الدفاعي المنشود بين دول المجلس".
مكافحة الإرهاب والتعاون في مواجهة تراجع أسعار الخام
ودعت دول مجلس التعاون الخليجي في قمتها إلى مواجهة الإرهاب، ومعالجة أسباب التطرف في العالم العربي، إضافة إلى التعاون الاقتصادي لمواجهة تداعيات تراجع أسعار الخام الذي يقضم مداخيل دول المجموعة الغنية بالنفط.
ودعا أمير قطر إلى مواجهة الإرهاب والتطرف، فيما اعتبر أمير الكويت أن تراجع اسعار النفط بات يؤثر على اقتصادات دول المجموعة.
وقال الشيخ تميم في افتتاح القمة التي تنعقد في ظل مشاركة معظم دول مجلس التعاون الخليجي في الحرب على الدولة الإسلامية في العراق وسوريا أن "ظاهرة الإرهاب التي يشهدها عالمنا المعاصر ومنطقتنا العربية على نحو خاص" تتطلب اتخاذ "كافة التدابير اللازمة لمواجهتها واستئصال جذورها وعلاج أسبابها الحقيقية السياسية والاجتماعية والاقتصادية"، مضيفا أن "لا مجال أمامنا إلا مواجهة الإرهاب".
واستدرك الأمير بقوله إنه "لا بد أن تبذل جهود لتجنيب المجتمعات العربية آفة التطرف والإرهاب بالوقاية قبل العلاج، فالشباب الذين ينجذبون إليه لا يولدون متطرفين، ولا الإرهاب صفة تميز دينا بعينه أو حضارة بعينها".
من جهته، دعا أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي ترأست بلاده العمل الخليجي خلال السنة الماضية، إلى التعاون الاقتصادي في مواجهة تداعيات انخفاض اسعار النفط.
وقال الشيخ الصباح ان انخفاض اسعار النفط بنسبة 40% منذ حزيران/ يونيو الماضي بات "يؤثر على مداخيل دولنا وبرامجنا التنموية"، مضيفا أننا "مدعوون اليوم إلى تعزيز مسيرة عملنا الاقتصادي المشترك والتاكيد على ضرورة تنفيذ مجموعة من القرارات الهامة، كالاتفاقية الاقتصادية بين دول المجلس، لنتمكن من مواجهة آثار التحديات بما يمكننا من الصمود في مواجهة أي تطورات سلبية يمكن أن تطرا على واقعنا الاقتصادي".