ارتفعت حدة المواجهات العسكرية المباشرة بين قوات النظام السوري وفصائل الثوار في مدينة
داريا، في
الغوطة الغربية بريف دمشق، حيث نجحت الكتائب الإسلامية والجيش الحر من صد هجوم بري على المدينة من الجهة الشمالية الشرقية المتاخمة لمدينة معضمية الشام.
وأكد "أبو جمال"، عضو المكتب الإعلامي للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" مصرع 21 جنديا من قوات النظام السوري، من الفرقة الرابعة، الحرس الجمهوري والمخابرات الجوية، كما أصيب ثمانية آخرون.
وجاء احتدام
المعارك بين الجانبين على أثر تمكن قوات النظام من تفجير مبنى يتحصن بداخله عدد من عناصر الثوار، ما أدى إلى مقتل ثمانية مقاتلين على الفور وأصيب آخرون، نتيجة تدمير البناء بشكل كامل. ومن بين القتلى ستة من "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، وقتيلان من "لواء شهداء الإسلام"، قضوا جميعهم خلال تفجير البناء الذي كانوا يتحصنوا بداخله.
تلا عملية التفجير إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة من قوات النظام إلى المنطقة، في مسعى منها لتحقيق تقدم بري، إلا أنها فوجئت بمقاومة عنيفة من الثوار، لتتكبد خسائر كبيرة، كما أكد المصدر نجاح الثوار في أسر عدد من جنود النظام خلال المعارك.
واستمرت الاشتباكات لساعات طويلة، قبل أن تتراجع حدتها مع استعادة الثوار عددا من المواقع العسكرية المهمة التي خسروها خلال الأسبوع الفائت، وانسحاب قوات النظام إلى الخطوط الخلفية، تاركة وراءها جثث عدد من القتلى الذين سقطوا خلال المعارك.
وبذلك تكون بذلك معارك مدينة داريا قد دخلت يومها العاشر على التوالي، وليرتفع عدد قتلى النظام إلى أكثر من 30 قتيلا وعشرات الجرحى، كما ودّعت المدينة عددا من المدنيين الذين قضوا خلال القصف العنيف الذي تتعرض له بالأسلحة الثقيلة بشكل شبه يومي.
وتأتي هذه المعارك في ظل تجميد المفاوضات بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق هدنة بينهما، على غرار ما حصل في الجارة القريبة للمدينة، وهي مدينة معضمية الشام في الغوطة الغربية من دمشق.