اعتبر الرئيس المنتهية ولايته منصف المرزوقي ومدير حملته عدنان منصر؛ أنّ ما تمّ الإعلان عنه مساء الثلاثاء في لقاء جماهيري "حراك شعب المواطنين"، وليس حركة سياسية جديدة، أو كما تمّ تداوله حركة "شعب المواطنين".
وقال منصر في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عقب اللقاء الجماهيري، إنّ "الاسم ليس نهائيا والشكل كذلك، لأنه لا شكل حتّى الآن".
وأضاف "المرزوقي أطلق الفكرة فقط، والقيادات الحزبية التي اجتمعت حوله والمبادرات المواطنية المختلفة التي أفرزها حراك الانتخابات هي من سيقرّر كل شيء، مؤكّدا أنّ "المهمّ تأطير هذه الطاقة الموجودة في الشارع ودفعها للتنظيم في أطر سلمية، فيما عدا ذلك فإن هذه الطاقة قد تصبح عنيفة، وبلادنا لا قبل لها بأي عنف ولا باستمرار التوتر"، بحسب تعبيره.
شعب المواطنين
وكان المرزوقي، المرشّح الخاسر في الانتخابات الرئاسية التي جرت في تونس يوم 21 كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري، أعلن مساء الثلاثاء عن إطلاق حركة "شعب المواطنين، موجّها الدعوة إلى "كلّ الديمقراطيين والوطنيين الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والكرامة والتنمية وكلّ من ينبذ الجهويّة أن يلتحقوا بالحركة"، بحسب تعبيره.
وكتب المرزوقي مساء الثلاثاء على صفحته الرسمية على "فيسبوك" أنّ "ما أبهرني إبان الحملة الانتخابية الرئاسية سرعة التنظيم التلقائي لأناس من مختلف المشارب السياسية والعقائدية تجنّدوا لمناصرة حملتي بحماس وتفاني وتضحيات أبكتني أحيانا".
طاقة سمّاها الحراك
وأضاف المرزوقي على صفحته "كلّهم جمعتهم إرادة واحدة، الدفاع عن مكاسب الثورة وعن المشروع الديمقراطي والتصدي لعودة المنظومة القديمة التي كان من الواضح أنها تستعمل آلة التجمع المنحلّ نظريا بكل ما عرف عنها من أساليب الترغيب والترهيب مدعومة بآلة دعائية رهيبة وبحجم غير معروف من المال السياسي المحلي والأجنبي".
وتابع بقوله "هذه الطاقة هي التي أسميها الحراك وله خصائص جديدة على مجتمعنا لا بدّ من التركيز عليها" مؤكّدا أنه (الحراك) "انطلق من خارج ومن فوق الأطر التقليدية ومتجاوزا التقسيمات السياسية والعقائدية الموجودة على الساحة".
وأشار إلى أن الحراك "جمع اليساري الذي يضع القضية الاجتماعية فوق كل الأحقاد الايدولوجية ويرفض الاصطفاف وراء رأس المال المشبوه انطلاقا من هذه الأحقاد ...والحداثي الذي يضع كرامة المواطنين والحريات الفردية والاجتماعية فوق المفهوم القمعي والمتخلف لهيبة الدولة أو المفهوم السطحي للحداثة بما هي لباس وتقاليد وكره للهوية العربية الإسلامية ...والقومي الذي يضع الوفاء لحقوق الإنسان والشعوب والأمة فوق الوفاء لأنظمة فاسدة استبدادية وإن ادّعت القومية والممانعة...والإسلامي الذي يعتبر أنه يجب القطع مع المنظومة القديمة لا محاولة ترويضها".
المرزوقي: لم يعد أيّ مطامح سياسية
ورأى المرزوقي أن "هذا الحراك أظهر إمكانية، وبالتالي ضرورة تلاقي أناس فرقت بينهم أيدولوجيات متباينة ويمكن أن تجمعهم نفس القيم لأنّه انطلق تلقائيا غير منتظر إذنا مني أو من سواي والظاهرة في كل الحالات تتجاوز شخصي بكثير ومن ثم فأنا الذي في خدمتها لتحقيق مطامحها وليس هي التي في خدمتي لتحقيق مطامحي".
وأشار إلى أنه "لم يعد لي أي مطامح سياسية سوى رؤية توسع رقعة شعب المواطنين وتحقيق آماله في الحرية والتنمية"، بحسب تعبيره.
وخلص المرزوقي بالقول "مما يعني أنني لا أخلق حركة سياسية جديدة وإنما أقبل أن أواكب ظاهرة فاجأتني بعمقها وشمولها وأتشرّف بأنني عنصر فاعل فيها".
وختم قائلا إن "هذا الأمر يتطلب كثيرا من المشاورات على كل الأصعدة وأخذ كل الوقت لبلورة أحسن الخيارات التنظيمية والبرامج العملية للتحضير لكل الاستحقاقات السياسية المقبلة سواء تعلّق الأمر بمنع التغوّل والدفاع عن الحقوق والحريات التي اكتسبناها بفضل دماء شهدائنا الأبرار ...أو مواصلة بناء النظام الديمقراطي عبر التقدم بقوة للانتخابات البلدية المقبلة".
الكفّ عن التحريض
ودعا المرزوقي في بيان نشره عقب التصريح بالنتائج الرسمية الاثنين إلى "نبذ العنف والدفع للحفاظ على السلم الاجتماعي والكفّ عن أي أشكال التحريض والتشنيج خاصة في هذا الظرف الحساس"، وذلك بعد اندلاع احتجاجات في مناطق مختلفة من تونس حيث تعرّضت مراكز أمنية وبعض مقرّات حزب نداء تونس إلى الحرق.
من جهته، توقّع عبد الفتاح مورو نائب رئيس النهضة، في تصريح صحفي الاثنين، حدوث شرخ بحركة النهضة و "ربّما ينفصل جزء من قاعدتها أو شبابها عقابا لها على اختيارها لأن جزء منهم ناقم على عدم تأييدها للمرزوقي"، بحسب تعبيره.
وأضاف مورو أنه "يتوقع أن ينشئ المرزوقي حزبا بقاعدة الشباب، الذين سينسحبون من النهضة ممن أيّدوه، فهم ناقمون على المجتمع لاختياره وعلى النهضة لعدم تأييدها له".