غادرت عشرات الأسر في
الغوطة الشرقية التي تحاصرها قوات النظام السوري، لا سيما من مدينة
دوما وبلدة
زبدين، وتوجهت إلى دمشق بعدما سمحت لها قوات النظام بالمرور عبر الحواجز العسكرية.
وكانت محاولة سابقة الأربعاء الماضي قد انتهت بمقتل وإصابة عشرات المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، بعدما تعرضوا لإطلاق نار من جانب قوات بشار الأسد لدى خروجهم من بلدة زبدين.
وأعاد السكان الكرّة الاثنين، حيث تمكنت نحو 25 عائلة من المرور عبر حاجز حتيتة الجرش ووصلت إلى دمشق.
والثلاثاء، خرجت أكثر من 30 عائلة من مدينة دوما، وتوجهت إلى مقر للإيواء يخضع لسيطرة النظام في ضاحية قدسيا في دمشق.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة قامت بتأمين خروج عشرات العائلات من مدينة دوما وبلدة زبدين بالغوطة الشرقية"، ضمن "مبادرة المصالحة الوطنية، بالتعاون مع لجان شعبية من داخل مدينة دوما".
وتتكون هذه الأسر من أطفال ونساء وكبار السن "وبينهم العديد من المسلحين الذين سلموا أنفسهم للجهات المختصة ليصار إلى تسوية أوضاعهم" بحسب الوكالة.
ويتبع النظام السوري سياسة
الحصار المطبق على المناطق الخارجة عن سيطرته للضغط على الأهالي والمقاتلين، وبعد مرور نحو سنتين على حصار بعض البلدات والمدن اضطر السكان لعقد اتفاقات تحت مسمى "هدنة" أو "المصالحة الوطنية". وتتم العملية عبر شخصيات موالية للنظام من أهل المنطقة تتواصل مع السكان لإقناعهم بالاتفاق مع النظام، سواء للخروج من المناطق المحاصرة أو السماح للنظام السوري بالعودة للمنطقة.
وقالت "سانا" إن قوات النظام سمحت في التاسع من الشهر الجاري بخروج 76 عائلة، ضمت 322 شخصا، من دوما، "بينهم عشرون مسلحا سلموا أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة" حسب قول الوكالة.
وأكد ناشط من دوما عرف عن نفسه باسم سعيد البطل، لوكالة فرانس برس في بيروت عبر الإنترنت، عمليات الإجلاء، إلا أنه حذر من "أن الكثير من المحاصرين يخشون تجنيدهم في صفوف الميليشيات الموالية للنظام أو تعرضهم لمكائد".
وأشار الناشط إلى أن "قسما من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم منذ نحو شهر ونصف الشهر ما يزال موقوفا حتى الآن"، مضيفا: "تسري شائعات مفادها أن الخارجين (من الذكور) سيتم تجنيدهم".
وتعاني دوما وغيرها من مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات الأسد منذ أكثر من سنة من نقص شديد في المواد الغذائية والأساسية والطبية. وتوفي العشرات في هذه المنطقة خلال الأشهر الأخيرة جوعا، أو بسبب عدم توفر الأدوية اللازمة.