قال دبلوماسي مصري بالقاهرة، إن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قد يزور المغرب، لوأد الأزمة الأخيرة بين البلدين.
وفي تصريحات لـ"الأناضول"، أوضح الدبلوماسي، الذي تحفظ على كشف هويته، أن "الوزير كلف السفير المصري في الرباط، أحمد إيهاب، ببذل الجهود والمساعي بالتعاون مع المسؤولين المغاربة لوأد الأزمة، وفي حال لم تتكلل تلك الجهود بالنجاح، فإن الوزير سيزور الرباط للقيام بهذه المهمة".
ومساء أمس، وصفت القناتان الأولى والثانية بالمغرب عبد الفتاح السيسي بـ "قائد الانقلاب" في مصر، والرئيس محمد مرسي بـ"الرئيس المنتخب"، وذلك للمرة الأولى، منذ الانقلاب على مرسي في الثالث من تموز/ يوليو 2013، إثر احتجاجات مناهضة له، في عملية يعتبرها أنصار مرسي "انقلاباً عسكرياً"، ويراها معارضون له "ثورة شعبية".
وقال دبلوماسي مغربي رفيع المستوى، في وقت سابق الجمعة، إن تقريراً التلفزيون يمثلان "رد فعل مغربي على ممارسات إعلامية مصرية متراكمة أساءت للرباط، وآن لها أن تنتهي".
ولم يستبعد الدبلوماسي المغربي، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، أن يكون للتقارب المصري الجزائري علاقة بالأزمة الأخيرة، قائلاً: هناك خصوم للبلدين يريدون لمصر أن تبقى معزولة، وبالنسبة للجزائر فبالطبع هي تريد للمغرب أن تنعزل دبلوماسياً، وتوتر العلاقات المغربية - المصرية قد يريحها حتى وإن لم تسع إليه".
ومتحفظاً في الرد، تابع قائلاً: "لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي إن كان للجزائر دور في ذلك التوتر، وهو الأمر الذي سيتضح مع الأيام .. لكننا نعرف في الوقت نفسه أن هناك مساعي جزائرية لإقامة علاقة قوية مع مصر على حساب الرباط".
كما قال مصدر مسؤول بالخارجية المغربية إن التنسيق المصري الجزائري لدعم "البوليساريو"، وهجوم الإعلام المصري المستمر على الرباط سببا تغيير خطاب التلفزيون المغربي تجاه نظام السيسي.
المسؤول المغربي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أوضح أن زيارة وفد مصري خلال الأسبوع الماضي للعاصمة الجزائرية، من أجل حضور مؤتمر دولي داعم لجبهة "البوليساريو"، أغضب الرباط.
وأضاف أن سبب التغير الحاصل في موقف الإعلام العمومي المغربي "يرجع، أيضاً، لهجوم الإعلام المصري المستمر تجاه الرباط، الذي تجاوز الحدود، وهم الشعب المغربي ومسؤوليه".
وتشهد العلاقات الجزائرية- المغربية توترت متقطعة في ظل الخلاف حول قضية الصحراء، حيث تتهم المغرب الجارة الجزائر بدعم "البوليساريو" في هذا النزاع.
اتهامات للإخوان
وقال مصدر دبلوماسي مصري إن "سبب الأزمة يرجع إلى محاولات قيادات من جماعة إخوان مصر تحريض إخوان المغرب، على افتعال أزمة مع مصر، لاسيما عقب المصالحة المصرية القطرية؛ وذلك بغرض إفساد العلاقات بين مصر والمغرب، والحصول على مأوى في الرباط كبديل عن الدوحة".
وشهدت العلاقات بين القاهرة والدوحة مؤخراً تقارباً ملموساً تمثل في استقبال عبدالفتاح السيسي مبعوثاً لأمير قطر تميم بن حمد آل الثاني، وتبع ذلك إغلاق قناة "الجزيرة مباشر مصر" مؤقتاً، التي يتهمها المسؤولون المصريون بـ"التحريض" ضد النظام المصري.
وكان العاهل المغربي الملك، محمد السادس، هنأ السيسي بعد إعلانه فائزاً بالانتخابات الرئاسية في يوم 3 حزيران/ يونيو 2014، قائلاً: "أغتنم هذه المناسبة التاريخية لأشيد بالثقة التي حظيتم بها من لدن الشعب المصري الشقيق في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه الحديث، لقيادته إلى تحقيق ما يصبو إليه من ترسيخ لروح الوئام والطمأنينة، وتقدم وازدهار، في ظل الأمن والاستقرار".
ومطلع تموز/ يوليو الماضي، أثارت المذيعة المصرية، أماني الخياط، على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، حالة من الغضب بين المغربيين، بانتقادها دور المغرب في القضية الفلسطينية، وقالت إن أهم دعائم اقتصاد المملكة من "الدعارة"، وأن البلاد لديها ترتيب متقدم بين الدول المصابة بمرض الإيدز، وتهكمت بأن ذلك يتم تحت حكم "الإسلاميين".
وقدمت الإعلامية المصرية اعتذاراً للشعب المغربي، عقب يوم من بيان للخارجية المصرية قالت فيه إن "تصريحات الإعلامية المسيئة للمغرب لا تمثل إلا صاحبها".
إسلاميو المغرب ينفون
من جهته قال قيادي بحزب "العدالة والتنمية" الإسلامي
المغربي، إنه "لا وجود لتنظيم الإخوان المسلمين بالرباط، حتى يتم الاتصال بهم، لافتعال أزمة بين
مصر والمغرب".
وأضاف خالد الرحموني، القيادي بحزب العدالة والتنمية: "حكاية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وهم يسكن في أوهام الانقلابين ومحاولة إقحام الإخوان المسلمين في التقرير التلفزيوني الرسمي المغربي استمرار لخطاب الشيطنة والاغتيال المعنوي للإخوان بعد الاغتيال المادي لهم من طرف الانقلابين في مصر".
ومضى الرحموني بالقول: التصريحات التي تقول بتدخل الإخوان المسلمين لافتعال أزمة بين المغرب ومصر عار عن الصحة والمسؤولية، وكل ما في الأمر أن التقريرين وصفا جزءا مما وقع في مصر بالضبط.
وأشار إلى أن العلاقات بين الدول لا تصنعها تقارير إعلامية، أو حتى علاقات بين أحزاب وتنظيمات، بل لها أعرافها وتقاليدها.
وأكد القيادي بـ"العدالة والتنمية" على أن "المغرب طوال تاريخيه عرف استقلالا تنظيما ليس فقط عن الإخوان المسلمين في مصر فقط، بل عن كل الحركات السياسية الأخرى.
وأردف أنه لا علاقة تنظيمية للإخوان المسلمين بحزب العدالة والتنمية المغربي أو حركة التوحيد والإصلاح، بل كل ما هناك أن الحركة الإسلامية في المغرب استفادت مما أنتجه الإخوان في مرحلة من المراحل، بل كانت لها مواقف نقدية مبكرة منه".
إقرأ أيضا حول الموضوع
الهجوم المغربي على السيسي تم بتوجيه .. ولكن لماذا؟
قناتان مغربيتان تصفان السيسي بقائد الانقلاب - فيديو