ازدحم عام
2014 بأحداث مهمة كثيرة لاقت تفاعلا كبيرا بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن بعض الأحداث تميزت عن غيرها من ناحية سرعة انتشارها، واستمرارية الحديث عنها لفترة طويلة.
موقع "
تويتر" سهّل على المغردين نشر قضاياهم على أوسع نطاق من خلال ميزة "
الهاشتاغ" التي تمكن مستخدمي الموقع من رؤية تغريداتهم من قبل عدد غير محدود من المستخدمين.
"عربي21" رصدت أبرز وأقوى الهاشتاغات العربية خلال العام المنصرم 2014، من حيث تنوع المشاركة فيه من مختلف الدول والفئات والتوجهات، ويأتي على رأسها هاشتاج "انتخبوا --"، الذي اعتبر أقوى هجوم من المواطنين العرب على الرئيس عبدالفتاح
السيسي.
"انتخبوا --" الذي تربع على "الترند" العالمي لأسابيع طويلة لم يقتصر على تغريدات نشطاء ومفكرين، وعلماء دين فقط، بل امتد إلى بعض الشعراء لنظم القصائد عنه، كما أن الهاشتاغ شكل فرصة عمل مثيرة لمنتجي الأفلام القصيرة.
ثاني الهاشتاغات القوية التي رصدها "عربي21" كان هاشتاغ "غزة تحت القصف"، حيث شارك مئات الآلاف من المغردين العرب في الهاشتاغ معربين عن تعاطفهم ودعمهم التام لأهل غزة الذين كانوا يواجهون قصفاً صهيونياً عنيفاً أدى لارتقاء أكثر من ألفي شهيد، بالإضافة لصمودهم في وجه الحصار الإسرائيلي المصري المفروض عليهم منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي بداية تموز/ يوليو 2013.
هاشتاغ" غزة تحت القصف" تبعه هاشتاغان لقيا تفاعلاً كبيراً على "تويتر"، حيث إن آلاف النشطاء أعربوا من خلال هاشتاغ "غزة تنتصر" وهاشتاغ "كلنا حماس"، عن الفرحة العارمة بانتصار المقاومة في غزة على الاحتلال الإسرائيلي، كما أنهم أعلنوا انحيازهم إلى صف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بعض الصحف والقنوات العربية، التي حاولت شيطنة "حماس" وربطها بـ"الإرهاب"، وكانت غالب تلك الصحف والقنوات مصرية.
وفي خضم أحداث حرب غزة وما تبعها من تداعيات، أنشأ الأكاديمي السعودي أحمد راشد سعيد هاشتاغ "أذناب الصهاينة"، ردا على الكتاب العرب المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي في حربه ضد المقاومة الفلسطينية في غزة.
"أذناب الصهاينة" كان من أكثر الهاشتاغات فائدةً بحسب العديد من النشطاء، بحيث كان له الفضل في جمع جل الكتاب "المتصهينين" في مكان واحد.
ابن سعيد وبالرغم من عدم تخطي متابعيه حاجز النصف مليون، إلا أنه صنف من أكثر المغردين العرب تأثيرا في "تويتر"، ولعل الهاشتاغات التي يقوم بإنشائها في كل فترة خير دليل على ذلك، حيث انتشر هاشتاغ "تفكيك الخطاب المتصهين" بشكل لافت وواسع في موقع التواصل الاجتماعي الأشهر حاليا بين نخبة المثقفين، والكتاب العرب.
وبالانتقال إلى الشأن السوري والعراقي، نجد أن الجيش الإلكتروني للدولة الإسلامية في العراق والشام اكتسح "تويتر" بشكل واضح، حيث تقوم الحسابات الشهيرة التابعة للتنظيم بإنشاء هاشتاغات كل فترة تشهد مشاركة كثيفة من قبل "الأنصار"، وتنجح في الانتشار بشكل واسع، رغم عدم بقائها لفترة طويلة.
ويبقى هاشتاغ "الدولة الإسلامية" هو الأكثر نشاطا لأنصار التنظيم، بحيث لا تكاد تخلو تغريدة من أنصار التنظيم دون حشو الهاشتاغ بها، وإن لم يكن للتغريدة علاقة بـ"الدولة".
بدوره كان للداعية السعودي محمد
العريفي نصيب من أبرز الهاشتاغات في العام الماضي، حيث كان اعتقاله موضع اهتمام كبير من ملايين المغردين العرب والمسلمين.
الداعية سلمان العودة كان له الدور الأكبر في انتشار قضية العريفي بشكل واسع، فبعد أسابيع من التكتم على أنباء اعتقاله من قبل ذويه والمقربين منه، أنشأ العودة هاشتاغ "العريفي خلف القضبان"، ليقطع الشك باليقين، ويفتح جبهة تغريدات لم تتوقف لأكثر من شهر، وبالتحديد لحين الإفراج عنه نهاية العام الماضي.
آخر الهاشتاغات البارزة في العام الماضي، كان بطله الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي وقع أسيرا في يد الدولة الإسلامية في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
جماهير أردنية أنشأت هاشتاغ "كلنا معاذ" ردا على أسر الكساسبة، إلا أن أنصار الدولة الإسلامية قاموا بـ"غزوة" إلكترونية على الهاشتاغ مكنتهم من السيطرة عليه، حيث يتفاجأ المغرد فور دخوله للهاشتاغ بطغيان تغريدات أنصار الدولة عليه، نظرا لكثافة تغريداتهم مقارنة بالأردنيين.