أكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن الاحتلال الإسرائيلي "استمر في حفرياته أسفل وفي محيط المسجد الأقصى"، مبينة أن الحفريات "وصلت لعمق أساسات المسجد الأقصى في بعض المواقع"، وأضافت المؤسسة في تقرير إحصائي توثيقي حول الحفريات ومشاريع الاحتلال الإسرائيلي لتهويد أسفل ومحيط المسجد الأقصى المبارك، خلال عام 2014، حصل "عربي21" على نسخة منه "واصل الاحتلال تنفيذ المشاريع
التهويدية أسفل وفي محيط الأقصى، وصادق على مشاريع ستنفذ خلال العام الجاري"، متوقعة "زيادة وتيرة المشاريع التهويدية في محيط المسجد الأقصى".
منطقة الزاوية الجنوبية
وكشفت مؤسسة الأقصى قيام الاحتلال "بأعمال حفريات معمقة في منطقة الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى، على امتداد جدار حائط البراق، الأمر الذي أظهر حجارة عملاقة شكلت أساسات بناء المسجد الأقصى"، مؤكدة أن الاحتلال "واصل حفرياته أسفل هذه الأساسات".
وتابعت: "تفرع الاحتلال في حفرياته في شبكة الأنفاق في بلدة سلوان جنوبي الأقصى، واخترقت الأنفاق أسفل البلدة القديمة باتجاه باب الخليل، وبرزت في منطقة العين الفوقا في وسط بلدة سلوان".
هدم الجسر الخشبي الجديد
واشار التقرير أن أعمال الحفريات ازدادت عام 2014 في طريق باب المغاربة، وهي التي امتازت يبطئها وبالأدوات الخفيفة، وقال التقرير أن تلك الحفريات تأتي "للتهيئة لبناء جسر عسكري خشبي"، مبينة أن ما حصل بالفعل هو قرب انتهاء الاحتلال من بناء جسر خشبي جديد فوق طريق باب المغاربة، وأنه بسبب الضغط الأردني تم هدم الجسر الخشبي الجديد بتدخل من "نتنياهو"، بحسب تقرير مؤسسة الأقصى الذي كشف عن موقع لكنيس يهودي للنساء ضمن المكان الذي يحتوي على فراغات في طريق باب المغاربة.
وأفادت تقرير المؤسسة أنه يتم "استكمال الحفريات والمشاريع التهويدية أسفل وقف حمام العين بمحاذاة منطقة باب المطهرة، على بعد 20 مترا من الجهة الغربية للأقصى"، واضاف أنه أنهى أعمال تهويد المباني الإسلامية (خاصة المملوكية) والتي حولها "لقاعات تحت مسميات يهودية، ونظم فيها عدة احتفالات موسمية"، وتوقع التقرير: ان الافتتاح الرسمي لتلك القاعات سيكون في عام 2015، حيث تقدم الاحتلال بخطوات واسعة في المبنى التهويدي "بيت شطراوس" في حي المغاربة، وسيتمم مشروعه التهويدي خلال العام الجاري.
مقبرة عباسية.. وحي إسلامي كامل
وأوضحت المؤسسة أن المنطقة الأوسع والأعمق والأكثر حفرا هي "حفريات مدخل وادي حلوة (وصل عمق الحفريات بها 20 مترا، ودمر الاحتلال مساحة تقدر نحو 6000 متر)، حيث دمر خلالها الموجودات الأثرية من الفترات العربية والاسلامية المتعاقبة، والتي من بينها "تدمير مقبرة إسلامية عباسية، وحي إسلامي كامل"، وكشف مجددا أن وزير الاستيطان أوري أريئيل، وضع "حجر الأساس لـ"جوهرة إسرائيل" وهو كنيس عملاق في قلب البلدة القديمة بمدينة
القدس المحتلة، ويبعد قرابة 200 متر غربي الأقصى؛ وسيبنى الكنيس على خمس طوابق اثنين منها تحت الأرض، بارتفاع 24 متر عن مستوى الأرض.
"مبكى صغير".. وبيت الجوهر
وأضاف التقرير: أن الاحتلال ركز اهتمامه على موقع "رباط الكرد/حوش الشهابي"، وعقد العديد من الجلسات خاصة للجنة الداخلية في الكنيست هدفها "محاولة تكريس تهويده الموقع وتحويله لـ "مبكى صغير" مزعوم"، وصادقت لجان الاحتلال وأذرعه المختلفة بشكل شبه كامل على مشروعين تهويديين عملاقين حول الأقصى، وهما حسب المؤسسة "بيت الجوهر" في أقصى ساحة البراق من الجهة الغربية على مساحة بناء اجمالية تصل الى 2700 متر مربع، ويشمل خمس طوابق منها ثلاثة فوق الارض، وبين التقرير أن المشروع الثاني هو "مركز كيدم"، وهو "هيكل توراتي" جنوب الأقصى، وعلى أنقاض حفريات مدخل وادي حلوة، تصل مساحته الاجمالية قرابة 16 ألف متر مربع، مؤكدة أن العمل سيبدأ خلال عام 2015.
قبور وهمية
وأفادت مؤسسة الأقصى في تقريرها أن من أضخم المباني التهويدية التي يبني عليها الاحتلال تمرير مشاريعه ورواياته التلمودية فيها، هو "مجمع الآثار غربي القدس المحتلة"، على مساحة نحو 20 دونما، بتكلفة نحو 100 مليون دولار أمريكي، وقام الاحتلال عام 2014 بافتتاح نفق "قلعة النبع/العين" وسط سلوان بمنطقة العين الفوقا، بعد عمليات حفرت استمرت 15 عاما، حيث يتواصل البناء حسب تقرير مؤسسة الأقصى في "بيت النبع" في الموقع ذاته، في الوقت الذي استولى المستوطنون اليهود على عشرة أبنية في وقت واحد في بلدة سلوان بالقدس المحتلة.
وأكد التقرير استيلاء منظمة "عطيرت كوهنيم" على الطابق العلوي من مبنى البرد الواقع مقابل باب الساهرة وهو أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس المحتلة في شارع صلاح الدين، كاشفة شروع الاحتلال "بتشييد قبور وهمية على أرض وقف صلودحة جنوب الأقصى، وأخرى في منطقة وادي الربابة بسلوان، وذكر أن الاحتلال صادق على مشروع الحديقة التوراتية على أرض بلدتي العيسوية والطور، بمساحة 700 دونم.