تشكل وفاة الملوك والرؤساء حدثاً كبيراً في مختلف أنحاء العالم، حيث تقام لهم مراسم تشييع غير مألوفة، إلا أن الحال يختلف في
السعودية التي تنفرد عن غيرها من دول العالم بأنها تدفن ملوكها في قبور لا شواهد عليها ولا أبنية، كما أنها لا تعلن الحداد عند وفاتهم، حيث إن المذهب "الوهابي" الذي قامت عليه الدولة السعودية يحرم هذه المراسم ويعتبر أنها "بدعة" لا أصل لها في الدين الإسلامي.
وأعلن الديوان
الملكي السعودي أن صلاة الجنازة ستقام على جثمان الملك الراحل
عبد الله بن عبد العزيز بعد صلاة العصر، اليوم الجمعة الثالث والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2015، على أن الملك الجديد
سلمان بن عبد العزيز وولي عهده مقرن بن عبد العزيز سوف يستقبلان المواطنين الراغبين بالمبايعة في قصر الحكم بالرياض بعد الصلاة.
وبهذا الإعلان تكون السعودية قد أغلقت الباب أمام أي زائر من الخارج يمكن أن يأتي للمشاركة في تشييع الملك، كما ستتم الصلاة على جثمانه ويدفن في أحد قبور مدينة
الرياض، دون أي من المراسم والتقاليد الدبلوماسية المرعية في مختلف دول العالم.
ولا تجيز السعودية وضع الشواهد على القبور ولا البناء عليها، إذ إنها تأسست على فكرة الإمام محمد ابن عبد الوهاب الذي أمر بهدم القبور وتسويتها بالأرض، وأفتى بحرمة البناء عليها أو وضع الشواهد عليها، حتى وصل الى قبر رسول الله في المدينة المنورة فكاد أن يهدمه هو الآخر، لولا الخشية من الغضب في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وقال محلل سياسي سعودي لــ"عربي21" إن الرياض لن تعلن الحداد، لا لثلاثة أيام ولا لأربعين يوماً، ولن تنكس الأعلام، كما جرت العادة في مختلف دول العالم، مستدلاً على ذلك بما حدث عند
وفاة الملك فهد بن عبد العزيز قبل نحو عشر سنوات، عندما شيع إلى مثواه الأخير من أحد مساجد الرياض بعد أداء صلاة الجنازة على روحه من أحد مساجد الرياض.
ويشير المحلل إلى أن مخالفة البروتوكولات والتقاليد الدبلوماسية لا تتوقف فقط على التشييع، وإنما تمتد إلى فكرة المبايعة، وطريقة تنصيب الملك التالي التي ليس لها مثيل في أية دولة بالعالم.