في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير؛ يستذكر المصريون هتافاتهم في الشوارع والميادين بشعار "الشعب يريد
إسقاط النظام"، ويتساءلون: هل سقط النظام بالفعل؟ وهل نجحت
الثورة في تحقيق أهدافها؟ أم أن الداعين إلى إسقاطه هم من سقطوا اليوم في قبضة
الدولة العميقة، لتزج بهم خلف القضبان، في الوقت الذي يغدو فيه الرئيس المخلوع
حسني مبارك، ومعظم رموز نظامه أحرارا طلقاء؟
يرى منسق ائتلاف "حراك" الثوري الدكتور هاني جابر، أن المصريين خرجوا في 25 يناير لإسقاط النظام "ولكنه لم يسقط بسبب الثورة المضادة التي قادها الانقلاب العسكري في 3 تموز/ يوليو الماضي، بدعم من القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة".
وقال جابر لـ"عربي 21" إن فعاليات ذكرى الثورة لن تكون نهاية المطاف، "إنما هي بداية لإرهاصات قادمة ستسقط تحالف العسكر والقضاء والداخلية والإعلام".
وأمل في أن يكون هناك توافق حول أهداف الثورة "رغم اختلاف القوى الثورية"، مشيرا إلى أن "تغيير الأنظمة يتم من خلال توحيد العمل الميداني، والحراك الشعبي في الشارع".
بدوره؛ قال نقيب الصحفيين السابق ممدوح الولي، إن أهداف ثورة يناير لن تستكمل إلا بعودة المشهد السياسية إلى ما قبل الانقلاب.
وأضاف لـ"عربي21" أن "العدالة الاجتماعية ما زالت غائبة، والفجوة بين الأغنياء والفقراء تتسع يوما بعد يوم"، مشيرا إلى أن "كل وعود النظام الانقلابي بالتغيير؛ بقيت مجرد تصريحات في الهواء".
وانتقد الولي "سياسة الرأي الواحد التي تسيطر على المشهد السياسي"، منددا في الوقت ذاته بـ"ممارسات النظام القمعية، كاعتقال المعارضين، وكبت الحريات، ومصادرة الحقوق".
نظام مبارك لم يسقط
من جهته؛ أكد القيادي في جبهة طريق الثورة، خالد عبد الحميد، أن نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك لم يسقط منذ رُفع شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" في ميدان التحرير منذ أربع سنوات.
وقال لـ"عربي21" إن "الثورة المضادة أعادت النظام القديم من جديد، وهو الذي يحكم الآن"، موضحا أن "الثورة لم تكتمل بعد، ويجب على الثوار الصمود والمقاومة".
وبيّن أن
الحراك الثوري "لم ينتهِ ولم يتوقف"، مضيفا أنه "واهمٌ من يظن أن الأمور استقرت على ما هي عليه الآن، فالقهر سيولّد الانفجار في أي لحظة، ما دام النظام الحالي ينتهج نفس سياسات نظام مبارك، بل وأشد".
وطالب عبد الحميد بضرورة تكاتف القوى الثورية حول أهداف الثورة "من أجل انتزاع الحقوق والحريات المصادرة، ووقف الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها أحرار مصر وحرائرها".
أما عضو المكتب السياسي لحركة 6 إبريل/الجبهة الديمقراطية، حمدي قشطة؛ فذهب إلى القول بأن أهداف الثورة "لم يتحقق منها شيء، بل عدنا بالكرة إلى الخلف، وليس للأمام".
وأضاف لـ"عربي 21": "منذ 19 مارس/ آذار 2011 بدأت أولى خطوات الثورة المضادة التي استطاعت تفتيت المشهد الثوري بمساعدة الأحزاب السياسية المتصارعة على السلطة".
وأكد قشطة أن هناك "أملاً في التغيير من خلال العودة إلى شعارات الثورة الحقيقية، وتغليب مصلحة الشعب وليس الأحزاب"، مشيرا إلى أن "حالة الغليان الموجودة في الشارع بسبب السياسات القمعية، تحتم على الناس إيجاد بديل، ولا بديل سوى التغيير".
"انحراف" الثورة
من جانبه؛ قال عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية محمد عطية، إن أهداف ثورة يناير المتمثلة في "عيش، حرية، عدالة اجتماعية" لم يتحقق منها إلا النزر اليسير.
وأوضح لـ"عربي 21" أن رموز الثورة في السجون أو تحت الثرى، ومن تبقى منهم يكافح وسط ضغوط أمنية وسياسية تحول دون تحقيق أهداف الثورة، التي "انحرفت" عن الطريق، معللاً "انحرافها" بـ"غياب الرؤية السياسية، وتشتيت فكر الثوار وتبديد جهودهم، واحتكار المشهد على فئات قليلة".
وانتقد عطية "استمرار فرض الحلول الأمنية في التعامل مع الشعب، وعودة نظام حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق، وغموض الرؤية السياسية للبلاد".
وعزا القيادي في حركة الاشتراكيين الثوريين، محمود عزت، عدم تحقيق الثورة لأهدافها، إلى "سقوطها فريسة بين أحزاب انتهازية، وفلول نظام مبارك، والدولة العميقة".
تراجع مؤقت
وقال لـ"عربي21" إن تراجع الحراك الثوري لصالح الثورة المضادة "مؤقت"، لافتا إلى "التعامل الأمني العنيف مع المتظاهرين والمطالبين بالتغيير".
وطالب بضرورة "إيجاد بديل ثوري يجمع الناس ويعبّر عنهم للخروج من المأزق الراهن"، نافيا أن تكون البلاد قد وصلت إلى مرحلة استقرار "بسبب السياسات القمعية والأمنية، وتردي الوضع الاقتصادي للمصريين، والوصول بهم إلى مرحلة عنق الزجاجة"، على حد تعبيره.
من جهتها؛ قالت المنسق العام للتحالف الثوري لنساء مصر، منال خضر، إن الثورة المضادة اختطفت ثورة يناير التي كانت في طريقها لتحقيق أهدافها.
وأضافت لـ"عربي21": "في كل يوم تتكشف حقائق هؤلاء المتآمرين الخائنين لوطنهم وشعبهم، ولن يرتاح المصريون حتى يستردوا ثورتهم التي اختطفها العسكر".
واعتبر الناطق باسم حركة "طلاب ضد الانقلاب بالأزهر" محمود الأزهري، أن "الثورة لم تحقق شيئا من أهدافها بسبب الانقلاب العسكري الذي قاده الجيش ضد الرئيس الشرعي محمد مرسي".
وقال لـ"عربي21": "نحن الطلاب سنشارك بقوة من أجل استعادة مسار الثورة، سواء في الجامعات أم الميادين".
أما القيادي في تكتل القوى الثورية، المهندس عمرو علي؛ فقد أكد أن هناك مساعي جادة لتحقيق أهداف الثورة، "ولكنها تسير ببطء" كما قال.
وقال لـ"عربي 21" إن "الشعب بحاجة إلى تحقيق أهداف الثورة من خلال إقامة مشروعات قومية حقيقية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة والتفاعل مع المواطن"، رافضا النزول إلى الشارع مجددا من أجل تحقيق مطالب الثورة "حتى لا يستفيد من ذلك عناصر أخرى تتحين الفرص"، من غير أن يوضح من هم هؤلاء "العناصر".