السيسي وداخليته في دائرة الهجوم من حلفاء 30 يونيو

حفلت الصحف المصري الصادرة الثلاثاء 27 كانون الثاني/ يناير 2015 بهجوم مفاجئ من قبل صحفيين وسياسيين وكتاب، محسوبين ضمن تحالف 30 يونيو الذي جاء بالانقلاب، على الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير داخليته اللواء محمد إبراهيم، بشأن مقتل القيادية اليسارية بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي شيماء الصباغ، حتى وصل الأمر إلى اشتراط ثمانية أحزاب، إقالة الوزير، كي تشارك في الانتخابات المزمعة.
 
في الوقت نفسه، استمرت تلك الصحف في دعايتها السبلية بحق جماعة "الإخوان المسلمين" بتحميلها، وعناصرها، مسؤولية عمليات التخريب المستمرة بحق عدد من الخدمات ومؤسسات الدولة، فضلا عما شهدته منطقة المطرية بالعاصمة من مواجهة عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين السلميين، وذلك في إطار خطة "التنفير الممنهج" من الإخوان، خوفا من عودتهم -غير المستبعدة- إلى الحكم.
 
وأبرزت الصحف استمرار "الإرهاب"، وتواصل "التخريب"، في وقت تم فيه تنفيذ خطة "الخروج "الآمن" لنجلي مبارك (علاء وجمال) من سجن طرة، واستمر تصاعد سعر الدولار أمام الجنيه، وبدأ وفد عسكري أمريكي زيارة للقاهرة لبحث تأمين الملاحة ومحاربة الإرهاب، وغيرها من القضايا والاهتمامات.
 
وزير الداخلية يكذب ولا يتجمل
 
البداية من جريدة "التحرير" التي يرأس "مجلس تحريرها" إبراهيم عيسى، أحد أبرز الأذرع الإعلامية لنظام السيسي، وصدرت بمانشيت يُكذب وزير الداخلية في ما يتعلق فقط بروايته في المؤتمر الصحفي الذي عقده الاثنين حول مقتل شيماء الصباغ، ونفيه تورط الوزارة في ذلك.
 
فقد نقلت التحرير عن إبراهيم قوله: "لو قاتل شيماء الصباغ مننا هاسلمه بإيدي".
 
وفي المقابل نقلت تعليق الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بالقول: الكل شاهد جنوده يطلقون النار.
 
فيما قال مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي: الأمن قتل شيماء.
 
ومن جهتهم، قال سياسيون: وزير الداخلية يكذب ولا يتجمل، وهو ما فضلت "التحرير" أن تجعله أول مانشيت لها فوق "الترويسة".
 
وفي السياق نفسه، قالت المصري اليوم: 8 أحزاب تشترط إقالة وزير الداخلية للمشاركة في الانتخابات.
 
ونقلت الصحيفة وصف الزاهد للداخلية بأنها "تحولت إلى داعش".
 
وفجرت مفاجأة بالقول: التقرير الطبي لشيماء سري جدا.. ومصادر: الرصاصة القاتلة مطابقة لذخيرة الشرطة.
 
وفي هذا الاتجاه قالت الشروق: المتهمون في مسيرة طلعت حرب للنيابة: الشرطة قتلت شيماء.
 
أبو الغار يطالب السيسي بالاعتذار
 
استمرارا لهذا "التبعثر" في تحالف 30 يونيو، خاطب أبو الغار السيسي –بحسب ما ذكرت جريدة "الشروق"- بالقول: "أشكوك لنفسك".
 
وأضاف أبو الغار: لم أنم لقتل شيماء.. وأطالبك بالاعتذار والمساءلة والعقاب وتعديل قانون التظاهر.
 
ودخل الروائي علاء الأسواني على الخط، بحوار أجرته معه "الشروق" أيضا.. وخرج به عن صمته في الذكرى الرابعة للثورة -بحسب "الشروق"- التي نقلت قوله: لا كرامة لمعارض في مصر الآن.
 
وأضاف الأسواني: نظام مبارك يحاول الاستيلاء على 30 يونيو. وتابع: اتهامات العمالة على الفضائيات توزع مثل الشيكولاتة.
 
وكانت الصحف المصرية أبرزت في مانشيتاتها الثلاثاء تصريحات وزير الداخلية في المؤتمر الصحفي.
 
فقالت الأهرام: وزير الداخلية: الإرهابيون استهدفوا المناطق السكنية المكتظة.
 
وقالت الشروق: الداخلية: لن نتستر على قاتل شيماء.
 
وقالت الوطن: وزير الداخلية: إذا ثبت خطأ ضابط في مقتل شيماء.. سأقدمه للنيابة..
تقارير "هيومان رايتس" غير محايدة.. وضبطنا 516 إخوانيا و89 قطعة سلاح و512 طلقة في "ذكرى يناير".
 
وتناولت الأهرام الموضوع من زاوية أخرى، فقالت: النائب العام يأمر بتفريغ تسجيلات ثلاث كاميرا لتحديد الجاني في حادث شيماء الصباغ.
 
شيطنة الإخوان واتهامهم بالإرهاب
 
في المقابل، استمرت الصحف في أسلوبها الممنهج للنيل من جماعة الإخوان المسلمين، بالتضخيم في الحوادث، وخطاب العنف والإرهاب والتخريب، ونسبته إلى الإخوان، كي ينزعوا عن الجماعة دثار التعاطف الشعبي المتزايد معها.
 
فنشرت المصري اليوم صورة بعرض ثلاثة أرباع أعلى الصفحة الأولى (6 أعمدة). وقالت: "الإخوان يضرمون النيران في عربات المترو للمرة الثانية بمنطقة القباري" (بالإسكندرية).
 
ومع الصور، قالت المصري اليوم (في المانشيت): الداخلية تستعرض.. والإرهاب يواصل التخريب.. الوزير: لا اعتداء على المنشآت بعد اليوم.. ولولا الشرطة لما شاهدنا هذا الهدوء.
 
وبعد أن أوردت الصحيفة تصريحات الوزير قالت إنه "ميدانيا: بينما عاد الهدوء إلى منطقة وسط البلد، استمرت أعمال العنف في القاهرة، والمحافظات".
 
في السياق نفسه، قالت الأهرام في المانشيت أيضا: "الإخوان يتاجرون بدماء المصريين"..
 
ومع المانشيت نشرت الأهرام -مثل "المصري اليوم- صورة بعرض خمسة أعمدة أعلى الصفحة الأولى لـ"آثار الحريق واضحة على قطار شبين الكوم"، على حد قولها.
 
وفي التفاصيل، قالت الأهرام: "حاولت عناصر الجماعة الإرهابية أمس القيام بعدة أعمال عنف منها إلقاء زجاجات مولوتوف على قطار شبين الكوم بالمنوفية، مما أدى إلى اندلاع حريق به، وإصابة 29 راكبا بحالات اختناق وكدمات متفرقة، إلى جانب زرع عبوات ناسفة بعدة أماكن أمام محكمة مدينة نصر وحي الوراق وسانت فاتيما واستهداف أبراج الكهرباء في عدة محافظات".
 
وفضلت "الوطن" أن تنتقل إلى منطقة "المطرية" المشتعلة، وأن تكون كما قالت في أول مانشيت أعلى الترويسة: "الوطن" شاهدة عيان على معركة الدم بين ميليشيات الجماعة وقوات الأمن، على حد تعبيرها.
 
وأضافت "الوطن": المطرية: 18 ساعة في منطقة الموت.. الإخوان اعتلوا أسطح العمارات بـ"الخرطوش والقنابل".. ومصدر أمني: أغلبهم من محافظات أخرى.. والداخلية تجهز "خطة التطهير".
 
ومن جهتها، تساءلت التحرير: لماذا العنف في المطرية؟ وأضافت: "التحرير" تحقق من داخل "كتلة اللهب الإخوانية"، على حد قولها.
 
ونفت التحرير عن محللين قولهم إن الإخوان انتشروا بالمطرية، مستغلين قر الأهالي، وإن المطرية تضم عشرات الكوادر الإخوانية، وإن انتشار الزوايا أحد الأسباب.
 
وغير بعيد، قالت الوطن:  الجيش يلقي القبض على أحد متهمي "كرم القواديس".. تفحم 4 تكفيريين بالشيخ زويد.. ومقتل إرهابي في هجوم على قسم الشرطة.
 
خروج "آمن" لعلاء وجمال مبارك
 
من هذا الزخم ننتقل إلى عودة دولة مبارك، بإطلاق سراح نجليه "علاء وجمال" سرا، فقالت "التحرير: "في ظل حالة التوتر الأمني الذي تمر به البلاد، والصخب السياسي على خلفية احتفالات ذكرى 25 يناير، نفذت مصلحة السجون أمس الاثنين قرار إخلاء سبيل علاء وجمال مبارك، نجلي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في ظل تعتيم شبه كامل".
 
وأضافت التحرير أن "عملية إخلاء سبيل نجلي الرئيس السابق تمت منتصف ليل 26 يناير الجاري، حيث لعبت الظروف التي تمر بها البلاد حاليا دورا محوريا في عملية الإفراج، التي تمت بعيدا عن أعين الإعلام والرأي العام، التي انشغلت بأحداث ذكرى  الثورة"، على حد تعبيرها.
 
وأشارت "التحرير" أيضا إلى أن عملية الإفراج عنهما تمت دون العرض على مديرية الأمن التابع لها المتهمان، أو قسم الشرطة المختص، بعدما تسلمت مصلحة السجون أول من أمس قرار صحة الإفراج تنفيذا لقرر محكمة الجنايات.
 
وفي العناوين، قالت التحرير: "تنفيذ خطة "الخروج الآمن" لعلاء وجمال مبارك من طرة".
 
وأضافت: إخلاء سبيلهما منتصف ليلة ذكرى ثورة يناير دون العرض على مديرية الأمن.
 
ومن جهتها، قالت الوطن: علاء وجمال من السجن إلى القبر ثم المستشفى.. الكسب غير المشروع يتلقى تقارير تضخم ثروات "آل مبارك" خلال أسابيع.
 
وقالت الوطن: "كشفت مصادر مقربة من عائلة الرئيس الأسبق حسني مبارك أن نجليه علاء وجمال اللذين غادرا سجن مزرعة طرة فجر أمس زارا قبر محمد علاء مبارك قبل التوجه لزيارة والدهما في العاشرة صباح الثلاثاء، بصحبة والدتهما سوزان ثابت، وزوجتيهما هادي راسخ وخديجة الجمال، وأقاموا احتفالا صغيرا داخل المستشفى".
 
ومن جهتها، قالت الشروق: تأكيدا لانفراد "الشروق": إخلاء سبيل علاء وجمال مبارك.. نجلا الرئيس الأسبق يزوران والدهما لمدة 40 دقيقة.. ورفض مذكرتين للطعن على براءة مبارك.
 
الجنيه يواصل انخفاضه أمام الدولار
 
بعيدا عن الأحداث السياسية، وفي الشق الاقتصادي؛ أبرزت صحف الثلاثاء "مواصلة الجنيه المصري انخفاضه أمام الدولار في عطاء البنك المركزي أمس، ليفقد 4 قروش، ويرتفع الدولار إلى 7.43 جنيه، ليستمر انخفاض الجنيه لليوم السادس على التوالي"، بحسب الأهرام.
 
ونقلت الشروق عن محللين ومصرفيين أن خطوة البنك المركزي بخفض الجنيه تهدف إلى جذب الاستثمارات، متوقعين أن يوقف مؤتمر مارس المقبل نزيف الجنيه، على حد قولهم.
 
فقالت الأهرام: الدولار يرتفع رسميا ويتراجع في السوق الموازية.
 
وقالت الشروق: الجنيه يستأنف رحلة الهبوط.. ويخسر 4 قروش جديدة أمام الدولار.
 
وقالت الوطن: للمرة الأولى.. الزيادة الرسمية للدولار تتفوق على السوق السوداء.
 
وقالت التحرير: الجنيه يتراجع خطوة خامسة إلى الخلف أمام الدولار.. الحكومة تتجاهل مناقشة الأزمة.. والعملة الخضراء تصل إلى 7.99 جنيه في السوق السوداء.
 
وفد عسكري أمريكي بالقاهرة
 
قالت المصري اليوم: وفد عسكري أمريكي يبحث بالقاهرة تأمين الملاحة ومحاربة الإرهاب.
 
وأشارت "المصري اليوم" إلى أن الوفد وصل أمس برئاسة نائب قائد القيادة المركزية البحرية الأمريكية العميد بحري جيمس لوبلين، قادما من أبو ظبي.
 
وأضافت أن الوفد سيبحث التطورات الأخيرة في اليمن، وتأثيرها على حركة الملاحة في البحر الأحمر، وبحر العرب، ودعم التعاون بين مصر والولايات المتحدة لتوفير التأمين اللازم لحركة الملاحة الدولية في جنوب البحر الأحمر، ومكافحة الإرهاب، وفق قولها.
 
قصة سائق التاكسي
 
قالت الوطن: "الوطن" رصدت مـأساة محمود.. فطلب محلب البحث عنه.. قصة صورة "جابت تاكسي".
 
وأبرزت الوطن صورة سائق التاكسي محمود محمد عبد المتعال، وهو يقبل رأس رئيس الوزرء إبراهيم محلب بعد تعويضه بتاكسي جديد، مشيرة إلى احتراق سيارته خلال الاشتباكات التي شهدتها منطقة المطرية أمس الأول بين الأمن وعناصر تنظيم الإخوان، على حد تعبيرها.
 
انفرادات.. ومعالجات
 
من الأخبار المهمة التي تناولتها صحف الثلاثاء، قالت الأهرام: الهنيدي: التصور النهائي لقانون الاستثمار نهاية الأسبوع.
 
وقالت الأهرام أيضا: معرض الكتاب يبدأ غدا تحت شعار "ثقافة التجديد".
 
 وقالت الأهرام كذلك: الرئيس يشارك في اجتماعات القمة الإفريقية بأديس أبابا (تبدأ يوم الخميس المقبل).
 
وقالت الأهرام: عبدالعزيز: محافظون من الشباب.. فيما قالت الوطن (في المانشيت):  الحكومة للشباب: خطة قومية للتدريب والتشغيل.
 
وقالت المصري اليوم: 94 ألف متابع محلي و790 أجنبيا لمراقبة انتخابات النواب (بحسب إعلان اللجنة العليا للانتخابات).
 
وقالت الشروق: الأمور المستعجلة: لا نختص باعتبار حماس والأولتراس منظمتين إرهابيتين.
 
وأخيرا، قالت الشروق:  مستشار الرئيس (الدكتور هاني الكاتب): مصر تفقد 305 أفدنة من الأرض الزراعية كل ساعة.