بعد ساعات من مجزرة
استاد الدفاع الجوي التي راح ضحيتها العشرات من مشجعي نادي الزمالك مساء الأحد، أصبح الجميع في
مصر يتحدثون عن أن هذه الأحداث تأتي في إطار
مؤامرة.
لكن طرفا الصراع في مصر - النظام ومعارضي الانقلاب - اختلفا كالعادة في رؤيتهم للمجزرة. فبينما قال معارضون إنها جاءت للتغطية على التسريبات الأخيرة للسيسي، قال مؤيديون للانقلاب إنها مؤامرة إخوانية لهدم الدولة وإحراج النظام.
وكانت اشتباكات بين قوات الشرطة وأعضاء رابطة ألتراس وايت نايتس قد أسفرت عن مقتل نحو 40 شخصا قبل مباراة الزمالك وإنبي، في كارثة جديدة تضرب الرياضة المصرية بعد ثلاث سنوات فقط من مجزرة بور سعيد التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي الأهلي.
للتغطية على التسريبات
وأكدت حركة شباب 6 أبريل، عبر صفحتها على "فيسبوك"، أن مجزرة الدفاع الجوي جاءت للتغطية على تسريبات العصابة الحاكمة - على حد قولها - التي أذاعتها قناة "مكملين" مساء السبت، وسببت حرجا بالغا للنظام الحاكم.
وأدانت جماعة الإخوان المسلمين الأحداث، وحملت قادة الانقلاب مسؤولية الدماء التي تسيل يوميا في مصر.
وقال محمد منتصر المتحدث باسم الجماعة إن "القتلة الانقلابيين ارتكبوا مجزرة جديدة في ستاد الدفاع الجوي"، مشيرا إلى أن "النظام يقتل جميع المصريين بدم بارد، لا يفرق بين متظاهر أو مشجع كرة، أو حتى المصريين البسطاء في طوابير الخبز والغاز".
وأكد منتصر - في بيان صحفي - أن هذه الدماء توحد الشعب ضد السفاحين الخائنين وتزيد المصريين تمسكا باقتلاع هذا الانقلاب الفاشي، مشددا على أن "الشعب سينتصر على إجرام الداخلية ومؤسسات الانقلاب، وسيعلق كل المتسببين في هذه المجازر على المشانق قصاصا لجميع شهداء الثورة".
ووصفت رابطة ألتراس "وايت نايتس" ما حدث في ملعب الدفاع الجوي بأنه قتل مع سبق الإصرار والترصد ومجزرة مدبرة أعدها الحقراء، متهمة رئيس نادي الزمالك بشراء التذاكر كلها قبل المباراة باتفاق مع وزارة الداخلية.
وتداول مشجعون تصريحات صحفية سابقة لرئيس نادي الزمالك قبل المباراة أكد فيها مرتضى منصور أن دخول الستاد سيكون مجانيا وبدون تذاكر، مؤكدين أن هناك فخا تم نصبه لأعضاء الألتراس بالاتفاق مع الداخلية.
مؤامرة على الدولة
في مقابل ذلك، يقول مؤيديون للانقلاب، إن المجزرة دبرتها جماعة الإخوان المسلمين لهدم الداخلية وإجهاض المؤتمر الاقتصادي المقرر في آذار/ مارس المقبل، وإفشال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاهرة التي تبدأ الاثنين.
وقال عزمي مجاهد، المتحدث باسم الاتحاد المصري لكرة القدم، إن "أحداث العنف التي وقعت مساء الأحد قبل مباراة الزمالك وإنبي، كان الهدف منها هدم جهاز الشرطة مرة أخرى وتشويه صورة مؤسسات الدولة كما حدث من قبل".
واتهم "مجاهد" وهو ضابط شرطة سابق، جماعة الإخوان المسلمين بالتورط في الأحداث، قائلًا: "الجماعة الإرهابية استخدمت عملاء ومأجورين لتنفيذ هذه الأحداث الدموية، وهذه الروابط هي فروع لـ 6 إبريل والإخوان، ويستهدفون ضرب استقرار البلاد في مقتل"، على حد قوله.
وقال مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، إن الألتراس هو الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية، مشددا على أن "الشرطة لم تطلق رصاصة واحدة على البلطجية والمشاغبين الذين حضروا لإفساد العرس الرياضي".
وأصدر النائب العام بلاغا بضبط وإحضار عدد من قيادات ألتراس "وايت نايتس" متهما إياهم بالتسبب في الاشتباكات التي أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين.
استقالة وزير الداخلية
وترددت صباح الاثنين أنباء عن تقديم اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، استقالته للرئيس عبد الفتاح السيسي، على خلفية مجزرة ستاد الدفاع الجوي مساء الأحد التي شهدت مقتل العشرات من مشجعي نادي الزمالك.
لكن وزارة الداخلية سارعت بنفي الخبر، وأكدت أن الوزير يواصل عمله بصورة طبيعية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وحذر المتحدث الإعلامي باسم الداخلية المواطنين من خطورة الانسياق وراء "هذه الشائعات" التي يرددها البعض لإثارة البلبة وتضليل الرأي العام، مؤكدا أن الوزير متواجد في مكتبه منذ صباح الاثنين لمتابعة الأوضاع الأمنية في البلاد ومراجعة خطة تأمين الرئيس الروسي لمصر.
وكان نشطاء وسياسيون وإعلاميون قد طالبوا عقب الكارثة الرياضية الجديدة، بإقالة وزير الداخلية وحملوا قوات الأمن مسؤولية سقوط الضحايا.
وشن الإعلامي إبراهيم عيسى هجوما حادا على وزارة الداخلية المسؤولة عن تأمين المباراة، مطالبا بإقالة الوزير وتعيينه وزيرا للحكم المحلي، فالرجلان غير مفيدين على الإطلاق، على حد قوله.
لكن السفير حسام القاويش، المتحدث باسم مجلس الوزراء، رفض اتهام الداخلية بالمسؤولية عن قتل مشجعي الزمالك، واصفا إياها بأنها تهم مُعلبة وجاهزة مسبقًا يتم إطلاقها عقب كل حادث.
وقال القاويش في مداخلة هاتفية مع قناة "صدى البلد": "الجماهير هي المسؤولة حيث إنهم لم يلتزموا بأي إجراءات أمنية أو الحصول على تذاكر"، مشيرا إلى أن "الطب الشرعي أكد أن سبب الوفاة هو الاختناق والتدافع".