شنت قوى سياسية من تياري الرابع عشر والثامن من آذار،
حملة إعلامية شرسة على النائب من تيار المستقبل خالد
الضاهر، وصلت لحد مطالبته بالاستقالة ومحاكمته بتهمة إثارة النعرات الطائفية.
وجاءت الحملة على خلفية تصريحات للضاهر طالب خلالها التعامل بالمثل مع تماثيل ورموز مسيحية في المناطق
اللبنانية، بعد محاولة السلطات اللبنانية إزالة
مجسم كبير للفظ الجلالة من ساحة النور، على مدخل مدينة
طرابلس شمالي البلاد، وذلك في إطار الحملة التي بدأتها السلطات لإزالة الشعارات والرموز الحزبية كإحدى مخرجات الحوار بين تيار المستقبل وحزب
الله.
وكان النائب الضاهر طالب بإزالة تماثيل للسيد المسيح في منطقة زوق مصبح وغيرها من التماثيل المسيحية من باب المعاملة بالمثل، وذلك خلال اعتصام شارك فيه ممثلون عن تيارات إسلامية مختلفة في طرابلس، مُنعت خلاله قوى الأمن اللبناني من إزالة عبارة "قلعة المسلمين طرابلس ترحب بكم"، التي يعلوها مجسم كبير للفظ الجلالة بعد منتصف ليل السبت الماضي.
ليست شعارا حزبيا
وأيدت قوى إسلامية مختلفة النائب الضاهر في رفضه إزالة الشعار، حيث اعتبرت الجماعة الإسلامية في تصريح صادر عن مكتبها الإعلامي أن "لفظ الجلالة ليس شعارا حزبيا أو سياسيا"، واعتبرت الخطوة "محاولة للنيل من مشاعر المسلمين ومعتقداتهم، والتدخل في شؤونهم الخاصة، من خلال محاولة الخلط بين الشعارات السياسية الحزبية والزعامية والرايات الدينية".
فيما عبرت هيئة العلماء المسلمين عن رفضها لما قالت إنها "مقارنة الشعارات الدينية التي تنم عن معتقدات الطوائف وثوابتها، بالشعارات الحزبية والميليشاوية التي تؤدي إلى الفتنة والتصادم والعداوات".
ورأت الهيئة في بيان صادر عنها وصل "عربي21" نسخة عنه أن "ما جرى في ساحة عبد الحميد كرامي (النور) من إزالة لعبارات دينية، إنما هو أمر خطير كاد يجر البلد إلى فتنة عمياء".
شعار "قلعة المسلمين طرابلس"
ونفي أمين سر الهيئة الشيخ صلاح الدين ميقاتي لـ"عربي21" ما تناقلته وسائل إعلام من أن اتفاقا تم بين وزير الداخلية ومفتي الجمهورية والهيئة على استبدال شعار "قلعة المسلمين طرابلس" بشعار "ادخلوها بسلام آمنين".
وأضاف ميقاتي أن الهيئة لا تمانع في أي يجري حوار حول الموضوع "فصدورنا مفتوحة للجميع، غير أن الأمور الكبيرة والأساسية التي تهم مدينة طرابلس وسبل النهوض بها خدماتيا واقتصاديا أهم من هذا الموضوع".
ويتخوف مراقبون من أن تشكّل هذه الحادثة أزمة بين المسيحيين والمسلمين في لبنان، لا سيما بعد ردة الفعل العنيفة لممثلي التيارات السياسية المسيحية على تصريحات الضاهر، والتي أكد في وقت لاحق أنها اجتزئت من سياقها.
حملة شرسة ومعارضة شديدة
تصريحات النائب الضاهر قوبلت باعتراضات من التيار الذي ينتمي له، حيث اعتبرها زميله في الكتلة النائب عاطف مجدلاني "مرفوضة وفق كل المعايير، وهي لا تعبر بطبيعة الحال سوى عن أفكار من أطلقها"، بينما شجبها النائب في الكتلة جان اوغاسابيان واعتبرها "إساءة غير مبررة ولا تعبر عن تيار المستقبل".
على الجانب الآخر، هاجم ممثلون عن مسيحيي فريق الثامن من آذار النائب الضاهر، حيث طالبه عضو "تكتل التغيير والإصلاح" النائب آلان عون بتحمل مسؤولياته والاستقالة، معتبرا كلامه "لا يمثل اللبنانيين، وتصرف متهور وغير مسؤول وإلى حد ما جنوني"، فيما أكد النائب في ذات الكتلة إميل رحمة أن الضاهر "لم يعد نائبا ولا شخصية لبنانية، بل أصبح شخصية أخرى مع مجموعات أخرى شاردة بالجرود والوديان"، في إشارة الى مسلحي جبهة النصرة التي يقاتلها الجيش اللبناني وحزب الله.
يذكر أن السلطات اللبنانية بدأت حملة إزالة الشعارات الحزبية نهاية الأسبوع الماضي بعد اتفاق حزب الله وتيار المستقبل على الخطوة كسبيل لتخفيف الاحتقان الطائفي المتصاعد في البلاد، وانطلقت الحملة من بعض أحياء بيروت فيما شكك ناشطون في انسحابها على كل المناطق اللبنانية.