ما هو بديل الإسلام المعتدل في الوطن العربي والخارج؟ - عربي21
حذر خبراء وأكاديميون بريطانيون وعرب من خطورة التضييق على الإسلام السياسي والحركات الإسلامية التي تتبنى مبادئ العمل الديمقراطي، معتبرين ذلك خدمة مجانية للتنظيمات المتشددة والعنيفة.
وناقش مؤتمر نظمته مؤسسة قرطبة لحوار الحضارات، وحضره أكاديميون بريطانيون وسياسيون من داخل وخارج بريطانيا، مفهوم الإسلام والديمقراطية، وأكدوا ألا تعارض بين المفهومين، محذرين من فهم مغلوط تتبناه التنظيمات العنيفة التي لا تقر أصلاً بالديمقراطية.
وفي كلمة له أمام المؤتمر قال الدكتور عزام التميمي رئيس معهد الفكر السياسي ببريطانيا، إن الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية تتبنى المفهوم الديمقراطي، وإن من يحاصرها ويحاربها يفتح بشكل أو بآخر الباب واسعاً للحركات المتطرفة كتنظيم الدولة. وبين التميمي أنه يعيش منذ عشرات السنين ببريطانيا وأسهم أكثر من مرة بطلب حكومي في حل كثير من المشكلات التي واجهت الحكومة البريطانية مع المتطرفين، كاستحواذ بعض الجماعات المتطرفة على مساجد مسلمي بريطانيا، مما يعني أن الإخوان المسلمين دوماً كانوا مسهمين في بناء هذه المجتمعات وتقديم رؤية معتدلة للإسلام، وأنهم جزء لا يتجزأ من بنية هذه المجتمعات وعمود أساسي لاستقرارها.
وحول محاولة بعض اللوبيات وسم حماس والإخوان بالإرهاب مدعومين من بعض الدول الخليجية، شدد التميمي على أن الأصل هو وصف دولة الاحتلال الإسرائيلي بالإرهاب وليس حركة حماس التي تقاوم الاحتلال، ووصف التميمي الانقلاب بمصر بأنه الإرهاب عينه، مستهجناً تعامل بعض الدول الغربية معه وعدم الإقرار بأنه انقلاب عسكري على شرعية منتخبة.
وفي حديث لـ"عربي21" تعقيباً على أسباب تصاعد الإسلاموفوبيا قالت الوزير البريطانية السابقة كلير شورت إن الحكومة البريطانية لا تقوم بدورها في مواجهة الإسلاموفوبيا كما تواجه "العداء للسامية" على سبيل المثال، وحملت شورت بعض وسائل الإعلام والسياسيين مسؤولية إذكاء هذه الكراهية ضد المسلمين، واعتبرت أن استمرار الضغط على الإسلام السياسي وفصائله التي تؤمن بالعمل الديمقراطي السلمي، سيزيد من شعبية داعش، مستغربة حديث الغرب عن عزمه مواجهة التطرف فيما هو بهذا الضغط يصنع المتطرفين.
واستعرض البروفيسور ياسين أقطاي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي التجربة الديمقراطية التركية في ورقة قدمها في إحدى جلسات المؤتمر، وقال أقطاي إن حزبه يفخر بأنه لا يوجد معتقلون سياسيون بتركيا في عهده، كما أن هناك مئات القنوات التلفزيونية التي تعمل في تركيا وأكثر من 70% منها معارضة إلا أنه لا يتم اعتقال أي من الصحفيين بسبب رأيه، فيما بالمقابل بحسب أٌقطاي فإن هناك عشرات الصحفيين المعتقلين بمصر، إضافة لعشرات الآلاف من المعارضين.
وشهد المؤتمر حضوراً واسعاً، عكس الاهتمام الغربي خاصة من الشق الأكاديمي بمحاولة فهم ظاهرة الإسلام السياسي، والفرق بينها وبين الإسلام الجهادي، ويأتي هذا الاهتمام في الوقت الذي يقاتل قرابة 5000 آلاف مواطن غربي من أصول إسلامية مع تنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي حير الخبراء ومراكز البحث في العالم الغربي، ودفعهم للبحث عن أسباب هذه الظاهرة.
وفرق البروفيسور جيفري هانز الأستاذ بجامعة لندن، في ورقة بحثية عرضها أمام المؤتمر بين الحركات الإسلامية التي تقبل وتقر بمبادئ الديمقراطية كالإخوان المسلمين، وبين من يكفر جملة وتفصيلاً بها كتنظيم الدولة والجماعات الجهادية الأخرى. وبحسب جفري فإنه رغم أن الإخوان لم يمارسوا الديمقراطية بالشكل المثالي، إلا أنه يحسب لهم الدخول على سكة العمل الديمقراطي، ووصولهم للحكم بطريقة ديمقراطية، فيما الآخرون يرفضون هذه المبادئ، داعياً إلى التمييز بين هذه الجماعات وعدم وضعها في سلة واحدة؛ لأن هذا من شأنه إذكاء التطرف.
ويعد هذا المؤتمر جزءاً من حلقات نقاش وبحث تحاول تقديم فهم أعمق للحركات الإسلامية، التي تتبنى العمل الديمقراطي كحركة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي، الذي عزله الجيش بانقلاب عسكري في العام 2013، كما أن هذا المؤتمر يقدم بحسب منظميه فرصة للغرب للتعرف عن قرب على رؤية الإسلام السياسي وفهمه للديمقراطية، مع تعاظم الاهتمام الغربي بهذه الظاهرة الإسلامية عقب تصدر الحركات الإسلامية السياسية للمشهد بعيد انتفاضات الربيع العربي.