مقالات مختارة

زلة لسان كيري.. واسم الدلع "مستقبل إسرائيل"

أسامة الرنتيسي
1300x600
1300x600
كتب أسامة الرنتيسي: لا يصدق الإنسان العربي أن الأخطاء التي يقع فيها المسؤولون الأمريكيون ويعتبرونها زلة لسان، هي فعلاً كذلك، بل هو مقتنع أنها تعبر عن عقل وضمير المسؤول الأمريكي، خاصة إذا كانت الزلة لمصلحة إسرائيل.

في المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي اجتهدت مصر لإقامته في شرم الشيخ، الجمعة، من أجل مستقبل مصر، كاد الخطأ الكارثي لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خلال كلمته ــ حينما قال إنه "لا بد أن نسعى جميعا لأجل مستقبل إسرائيل" قبل أن يتراجع سريعًا ويصوب الخطأ قاصدًا مصر ــ أن يفسد على المصريين فرحتهم.

أخطاء المسؤولين الأمريكيين كارثية بالفعل، فالرئيس الأمريكي باراك أوباما وقعت منه زلة لسان؛ ففي زيارته إلى روسيا، عندما كان فلاديمير بوتين، رئيسًا للوزراء، وصف "أوباما" بوتين، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الروسي، بأنه رئيس البلاد، ما أعطى انطباعا على نطاق واسع أن بوتين ما زال يحكم روسيا.

أما صاحب الزلّات التي لا تعد ولا تحصى؛ فهو نائب الرئيس جو بايدن، حيث وصف منصب نائب رئيس اتحاد الطلبة في إحدى الجامعات الأمريكية بـالحقير والتافه.

كما زل لسان بايدن يوما واتهم تركيا بأنها مسؤولة عن ظهور داعش، قبل أن يعتذر هاتفيًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ولم تسلم الإمارات والسعودية من زلات بايدن، واتهامهما بتمويل الإرهاب، وأن همهما الوحيد خلال تمويل الجماعات المتطرفة كان إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

لو كانت زلة لسان كيري لمصلحة مستقبل أمريكا، لكان من الممكن تبريرها، واعتبار المصلحة الأمريكية في سلم أولويات كيري، وتضغط على تفكيره وكلماته، أمّا أن تكون لمصلحة مستقبل إسرائيل، فإطلاقها لا يمكن أن يفسر حسن نية.

المواطن البسيط عندما يخطئ في لفظ أحرف الدلع لزوجته، وبدلا من أن يقول لها يا سوسو يقول فوفو مثلا، فإنه يدفع الثمن غاليا، فهل يفكر أحدٌ في أن يفرض ثمنا على كيري لأنه أخطأ في اسم الدلع "مستقبل إسرائيل".

(عن العرب اليوم الأردنية- الأحد 15 آذار/ مارس 2015)
التعليقات (0)