قال رجل الأعمال
المصري نجيب
ساويرس إنه مستعد لاستثمار 500 مليون دولار في مصر، وإنه يعمل على تنويع أنشطة شركته العاملة بقطاع
الاتصالات، بحيث تدخل أيضاً في مجالات البنية التحتية والطاقة والنقل، وهي قطاعات بحاجة إلى تمويل كبير في مصر.
ووصف الملياردير المنتمي إلى عائلة قبطية كبيرة مؤتمر
الاستثمار المنعقد في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر بالناجح، لكنه قال إن على الحكومة أن تتابع سير العمل مع المستثمرين.
وقال ساويرس (60 عاماً) وهو رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا "نعلم جميعاً أنه فور وصول القرار إلى موظفينا ذائعي الصيت والمبجلين، فإنك لا ترى إلا علامة واحدة: توقف عندك. إنهم بحاجة إلى من يستحثهم ووزير الاستثمار يقوم بذلك."
وقال إن على الحكومة أن تشكل لجنة للنهوض ببرامج الاستثمار والمساعدة في إنعاش الاقتصاد المصري، الذي عانى تحت وطأة القلاقل السياسية على مدى أربع سنوات منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بحكم حسني مبارك.
وقال ساويرس "نصيحتي... أن ينشئ رئيس الوزراء مكتباً صغيراً برئاسة وزير الاستثمار لمواصلة الحوار مع المستثمرين الذين التزموا بمشاريع خلال هذا المؤتمر."
واتفقت مصر على استثمارات بمليارات الدولارات مع شركات عالمية كبرى مثل جنرال إلكتريك وبي.بي وايني خلال المؤتمر الذي تختتم أعماله يوم الأحد.
وتعهدت دول خليجية حليفة بتقديم 12.5 مليار دولار في صورة استثمارات ومساعدات وودائع بالبنك المركزي.
وقال ساويرس إن أوراسكوم للاتصالات ستدخل في قطاعات جديدة مثل البنية التحتية واللوجستيات ومشاريع الطاقة إلى جانب نشاطها الرئيسي.
وبين "سأتوسع بقوة في استثماراتي هنا. لدينا الآن 500 مليون دولار جاهزة. اليوم وقعنا على 100 مليون دولار من تلك الخمسمئة.
"نحن الشركة الأولى والشركة المصرية الوحيدة حتى الآن التي توقع اليوم على مشروع طاقة شمسية بقدرة 50 ميجاوات."
وقال "مستعدون لمضاهاة استثماراتنا في مصر في تونس؛ لأنها مستقرة ولأن الإسلاميين هناك أكثر حكمة من نظرائهم هنا."
وقال إنه يعارض المصالحة مع الإخوان ووجه للجماعة الاتهامات نفسها التي توجهها لها الحكومة بتنفيذ تفجيرات، أودت بحياة المئات منذ أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي إثر احتجاجات حاشدة في منتصف 2013.
وطالبهم بنبذ العنف قائلاً "عندها سيجدون ليبراليين من أمثالنا يدافعون عن حقوقهم .. عن حقهم في الوجود وحقهم في تشكيل حزب سياسي."
لكن ساويرس قال إنه لا يستطيع التسامح مع العنف.
وأضاف "أتذكر المسيح عندما كان على الصليب وقال ‘سامحوهم‘. حسناً.. لكنه المسيح. أنا لا أستطيع عمل ذلك."
وبدا عليه التأثر عندما تذكر التسجيل المصور الذي يظهر قيام مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية بذبح 21 مسيحياً مصرياً في ليبيا الشهر الماضي.
وقال "تريد أن تقول لي أن أعطي هؤلاء خدي الأيسر لهؤلاء الناس. سأبحث عنهم وأعثر عليهم. هذا هو حلمي: أن أعثر عليهم.
"أنا من الصعيد. في الصعيد إذا قتلت أحداً من أقاربي أقتل عشرة من أقاربك ... إنها مسألة ثأر."
وقال ساويرس إن المصريين نحوا جانباً بواعث القلق بشأن حقوق الإنسان وهو ما وصفه بالوضع "غير المثالي" للتركيز على الاقتصاد، لكنه شدد على أنهم لم يتخلوا عن الآمال التي بعثتها انتفاضة 2011.
وقال مؤسس حزب المصريين الأحرار ذي التوجه الليبرالي "سنرضخ لإرادة الناس في أن نبدأ ببناء البلد، لكن فور أن يقف البلد على قدميه فلن نقبل بأقل من (مجتمع) ديمقراطي ليبرالي حقيقي وشامل."
ومتناولًا إحدى القضايا الأشد حساسية في مصر، أبدى ساويرس إصراراً على أن الجيش يجب ألا يضطلع بأي دور في الاقتصاد.
ويقال إن الجيش يسيطر على ما يصل إلى 40 بالمئة من الاقتصاد.
وقال ساويرس "يشتت هذا الانتباه عن الدور الرئيسي لأننا نتعرض لتهديدات كبيرة. لن يعجبهم ما أقوله الآن لكنه رأيي، "الجيش يجب أن يركز على مهمة واحدة فقط وهي الدفاع عن مصر. هل للجيوش في أي مكان آخر في العالم أعمال تجارية؟"