برز انقسام لأول مرة بين الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان وحكومته بشأن عملية السلام الهادفة إلى إنهاء التمرد الذي يشنه المسلحون
الأكراد منذ عقود.
وطلب مسؤول بارز من أردوغان التوقف عن التدخل وإطلاق التصريحات العاطفية، إلا أن الرئيس رد أنه لا يعتزم التوقف عن التدخل في السياسة.
وفي تصريحات نشرتها الصحف الموالية لأردوغان الأحد، قال الرئيس إن الاتفاق الذي عقد بين
الحكومة ونواب موالين للأكراد قبل ثلاثة أسابيع لإعلان دعوة لإلقاء السلاح كان غير مناسب.
وقال نائب رئيس الوزراء بولنت
أرينج إن “تصريحات أردوغان لا تعجبي، وأنا لست سعيداً بذلك، هي تصريحات عاطفية وهي آراؤه الشخصية”.
وأضاف أرينج، المتحدث الرسمي باسم الحكومة، أن “عملية السلام تجريها الحكومة، والحكومة هي المسؤولة عن هذه القضية”.
واعتبرت تصريحاته انتقاداً شديداً لأردوغان، وذكر موقع “تي 24″ الإخباري أن
الخلاف بات يشكل أخطر أزمة داخلية خلال أكثر من 12 عاماً من حكم حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ.
ورد أردوغان بالقول في وقت متأخر السبت “أنا أتشاور مع شعبي في كل قضية. أنا الرئيس″.
إلا أن أرينج حذر في تصريحات جديدة الأحد قائلاً: “نحن نحب رئيسنا ونعترف بنقاط قوته، ونقدر الخدمة التي قدمها. ولكن ينبغي ألا ننسى أن هناك حكومة في هذا البلد”.
وينبع الخلاف من خطة الحكومة تشكيل لجنة مراقبة للإشراف على عملية إنهاء النزاع المستمر منذ عقود مع حزب العمال الكردستاني.
من ناحية أخرى، أعرب الرئيس عن غضبه بسبب الظهور العلني المشترك في قصر دولماباهشي — مكتب رئيس الوزراء في اسطنبول – في 28 شباط/فبراير، لكل من نائب رئيس الوزراء يالجين أكدوغان ونواب موالين للأكراد.
وتلا سيري سوريا أوندير، النائب عن حزب الشعب الديمقراطي الموالي للأكراد، رسالة في الاجتماع وجهها زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله اوجلان، يدعو فيها الحزب إلى إلقاء السلاح.
وقال أردوغان: “لا أجد الاجتماع الذي جرى هناك صائباً. ولا اعتقد أن صورة نائب رئيس الوزراء وهو يقف بجانب فصيل برلماني أمر مناسب”.
وأصدر أوجلان السبت بياناً جديداً لمناسبة رأس السنة الكردية دعا فيه إلى إنهاء التمرد، إلا أنه لم يحدد جدولاً زمنياً واضحاً لنزع سلاح حزب العمال الكردستاني.
وبدأت تظهر على داود أوغلو علامات طموح بأن يرسخ مكانته كرئيس للوزراء، رغم توقع بعض المراقبين أن يكون دمية في يد أردوغان.
والسبت، ألقى داود أوغلو كلمة اتسمت بالحماسة أمام تجمع كبير في قاعة للرياضة في اسطنبول أعلن خلالها أنه مع عملية السلام حان الوقت “لدفن ثقافة الكراهية إلى الأبد”.
ومنذ آب/أغسطس، حول أردوغان منصب الرئيس الشرفي إلى أقوى منصب في
تركيا، ويسعى إلى تعديل الدستور لتعزيز صلاحياته.