هناك
خطر حقيقى يواجه
الفضائيات، وهناك احتمال كبير لانفجار شامل يقضى على «فقاعة الفضائيات» التي انتفخت بصورة مبالغ فيها منذ 25 يناير 2011 وتضخمت أكثر وأكثر بعد 30 يونيو.
هذا الخطر لا يقتصر على الفضائيات فقط ولكنه يطال أيضا وبصورة ربما أكثر صناعة الصحف القومية والخاصة والمستقلة.
المشكلة فى الصحف القومية أكثر فداحة لكن الحكومة لاتزال تدعمها من جيب دافع الضرائب بصورة أو بأخرى، ولو أن هناك محاسبة حقيقية لتم إغلاق 75% من هذه المؤسسات الخاسرة. وبالتالى فإن يوم الحساب الحقيقى مؤجل فى الصحف القومية حتى تستقر الأوضاع السياسية، وهو الأمر الذى ينطبق على التليفزيون الحكومى «ماسبيرو» أيضا، وقبل ايام رأينا تحركا شجاعا من المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء لهيكل هذا المبنى الذى لو انصلح حاله لربما تغيرت خريطة الإعلام في مصر.
الصحف المستقلة الأساسية الكبرى وهي المصري اليوم والشروق والوطن واليوم السابع لا تعانى من فقاعة، فكل صحيفة لها شخصيتها المستقلة إلى حد كبير وقادرة على تقديم وجبات صحفية مختلفة، لكن مشكلتها الكبرى هى انكماش سوق الإعلان بصورة وصلت إلى تشكيل تهديد خطر حقيقي على مستقبل بعض هذه الصحف.
هذا الانكماش ليس متعلقا بمصر فقط بل بالمنطقة التى قلت حصتها فى السوق العالمية للإعلان.
الخطر لم يعد مقتصرا على فضائية دون أخرى أو صحيفة دون أخرى، ولكن درجة الشكوى تختلف، وإذا كان البعض «يكح تراب» كما قال لي سائق بإحدى الفضائيات فإن غالبية الصحف المستقلة صارت تقسط الراتب للزملاء على دفعات تصل إلى ثلاث أو أربع دفعات، وسعيد الحظ من يتقاضى رابته في الأسبوعين الأولين للشهر والبعض صار راتبه يتأخر شهورا.
سوق الإعلان صارت مختلة ومشوهة، والمشكلة الاقتصادية التى تضرب قطاعات كثيرة كان أول ضحاياها ميزانيات الإعلان والدعاية. في الماضي كان البعض يدفع من جيبة الخاص أو لحمه الحي بحثا عن النفوذ أو تعظيم النفوذ أو الحصول على منصب وجاه الآن لم يعد فى مقدور أحد أن يظل يدفع من جيبه الخاص إلى ما لا نهاية.
بعض رجال الأعمال مالكو الصحف، اخبر رؤساء التحرير بأن «حنفية الميزانية المفتوحة» قد توقفت، وان عليهم ان يتكيفوا مع الأوضاع الجديدة وان يتقشفوا أكثر عبر خفض الميزانيات سواء بتقليص النفقات أو التخلص من بعض العمالة.
اسوأ قرار تتخذه إدارة أو رئيس تحرير هو ان يخبر زملاءه سواء كانوا محررين أو عاملين بأن خدمتهم قد انتهت. لكن يبدو -انه إذا استمرت الأمور بهذه الوتيرة- فإن هذا التوجه سيكون إجراء لا مفر منه. وبالفعل فإن بعض الصحف طبقته بصورة أو بأخرى خلال الشهور الماضية. الصحف تواجه منافسة جبارة ليس فقط من الفضائيات لكن من المواقع الإلكترونية الناهضة وبالتالى فإن الصحفيين الورقيين لم يعد أمامهم سوى البحث عن تطوير المحتوى الورقى قبل ان يواجهوا خطر الاندثار الفعلى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
ظنى الشخصى ان
الصحافة الورقية المصرية -ورغم كل العقبات- قادرة على تقديم وجبة مختلفة خصوصا ان غالبية الفضائيات تقتات ليس فقط على أخبارها بل وعلى صحفييها أيضا.
(نقلا عن صحيفة الشروق)