شجب تقرير جديد، وقعت عليه أكثر من 40 منظمة خيرية، غياب الدعم الدولي من أجل
إعمار قطاع
غزة، بعد
الحرب الأخيرة التي شنتها عليه
إسرائيل. ولم يصل من الدعم الدولي، الذي تعهدت به الدول المانحة وقيمته 3.5 مليار دولار، إلا القليل.
ويكشف التقرير المعنون بـ "تشكيل طريق جديد: تجاوز الجمود في غزة"، الذي نشرته مجلة "نيوزويك"، عن أنه لم تتم إعادة بناء ولا بيت من البيوت التي دمرتها إسرائيل، وعددها 19 ألف بيت، وتركت حوالي 100 ألف فلسطيني بلا مسكن.
ويضيف التقرير، الذي اطلعت عليه
"عربي21"، أن نسبة 26.8% من الدعم الدولي، الذي تعهدت به الدول المانحة قبل ستة أشهر، وصلت فقط إلى القطاع، الذي يعاني من حصار إسرائيلي متواصل منذ عام 2007.
وتذكر المجلة أنه بسبب القيود التي تضعها إسرائيل على حركة السكان والبضائع ومواد البناء، فإن عملية إعادة إعمار البيوت، حتى في حالة وصول المساعدات المالية التي تعهدت بها الدول المانحة، ستكون صعبة. حيث ترفض إسرائيل السماح بإدخال مواد البناء؛ خشية أن تستخدمها حركتا
حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما من الفصائل المقاتلة لأغراض عسكرية، كما تزعم السلطات الإسرائيلية.
وتنقل المجلة عن مديرة منظمة "أوكسفام" ويني بيانيما، قولها إن "الخطابات التي قدمت فيها الوعود في مؤتمر المانحين تحولت إلى كلمات فارغة، ولم يتم إلا بناء القليل من البيوت، ولم يتم اتفاق دائم لوقف إطلاق النار ولم يتم وضع خطة لإلغاء الحصار". وتضيف أن "المجتمع الدولي يسير بأعين مفتوحة نحو نزاع يمكن تجنبه، من خلال التمسك بالوضع القائم الذي قالت الدول إنها تريد تغييره".
وتقول المجلة إنه بسبب نقص الدعم الذي تم تقديمه من الدول المانحة، فإن غالبية العيادات والمستشفيات التي دمرت أثناء حرب الـ 51 يوما، وعددها 81، لم تحصل على تمويل من أجل إعادة بنائها وتشغيلها من جديد. ولهذا دعت بعض المنظمات الدولية إلى رفع الحظر عن إرسال التمويل والمواد اللازمة لإعادة إعمار القطاع الصحي.
وتنقل "نيوزويك" ما كتبه المدير التنفيذي لمنظمة العون الطبي الفلسطيني "ماب" توني لورينس، في التقرير: "يغلق العالم سمعه وبصره عن نداءات أهل غزة الذين هم بحاجة ماسة للعون". ويضيف أن "إعادة الإعمار لا يمكنها أن تتم دون تمويل، والمال وحدة لا يكفي، فبوجود الحصار فإننا نعيد إعمار حياة البؤس والفقر واليأس".
وتبين المجلة أنه قد قتل في حرب صيف عام 2014 أكثر من 2100 فلسطيني، بينهم 1585 مدنيا، وهناك ما لا يقل عن 530 طفلا، بحسب الإحصائيات التي قدمتها الأمم المتحدة والفلسطينيون.
وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أنه كشف في الشهر الماضي عن محاولات تقوم بها قطر للتوسط في هدنة طويلة بين حماس وإسرائيل. فقد قام ممثل قطر في غزة برحلات مكوكية ولقاءات بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، بحسب ما ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل".