علقت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في تقرير أعدته إريكا سلومون، على سيطرة
تنظيم الدولة في العراق والشام على أجزاء من مخيم
اليرموك الفلسطيني، بقولها إن حضوره في جنوب العاصمة دمشق يمثل تهديدا على نظام الرئيس بشار
الأسد، الذي يحاول سحق ثورة ضد حكمه، مضى عليها أكثر من أربعة أعوام.
ويشير التقرير إلى أن مقاتلي التنظيم قد سيطروا على أجزاء من المخيم الذي كان يعيش فيه قبل الانتفاضة أكثر من 150 ألف نسمة، ولم يتبق فيه سوى 18 ألفا، ولا يبعد سوى نصف ساعة عن مركز العاصمة السورية.
وتنقل الصحيفة ما قاله مسؤول العلاقات الدولية في حركة
حماس أسامة حمدان، الذي تحدث عن مداهمة تنظيم الدولة للمخيم، والمواجهة التي يلقونها، مشيرا إلى غموض الوضع. ودعا حمدان إلى توحيد القوى الفلسطينية من أجل مواجهة تنظيم الدولة، ورفع المعاناة عن الفلسطينيين.
ويذكر التقرير أن المخيم يعاني من أكثر المواجهات التي شهدتها الثورة السورية، وعاش حصارا طويلا مضى عليه أكثر من عامين، حيث منع النظام السوري مرور المواد الغذائية والدواء للمحتاجين داخله.
ودعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" الأطراف المتقاتلة كلها إلى حماية المدنيين، ومن بينهم 3500 طفل. وقالت الوكالة: "تطالب الأونروا بوقف القتال والعودة إلى الظروف التي تساعد وتسمح لموظفيها بمساعدة المدنيين في مخيم اليرموك".
وتقول الصحيفة إن مخيم اليرموك تحول بالنسبة للسوريين والفلسطينيين إلى رمز للمعاناة في الحرب الأهلية. ويظهر فيه وضعا معقدا وغامضا للثورة، ففيه تواجه جماعة مؤيدة لحركة حماس على ما يبدو، وهي كتائب أكناف بيت المقدس، مقاتلين من تنظيم الدولة متحالفين مع تنظيم فلسطيني آخر قريب من النظام.
وينقل التقرير عن ناشط سوري قوله: "إنه ليس واضحا إن كانت القوات الموالية للأسد هي من تقوم بضرب المقاتلين الموالين لحركة حماس أم تنظيم الدولة".
وتبين الصحيفة أن تنظيم الدولة، الذي يلقى معارضة من النظام والمعارضة السورية، يواجه ضغطا من الجوانب كلها، فهو يعاني من ملاحقة الغارات الجوية الأمريكية، التي تحاول إضعاف سيطرته على ثلث
سوريا تقريبا. ولكن عناصر قريبة من تنظيم الدولة تحركت في مناطق تابعة للحكومة، وتسكنها الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الأسد، وقام التنظيم بذبح وحرق 30 شخصا من قرية المبعوجة القريبة من حماة، وسط سوريا.
ويورد التقرير تغريدة كتبها أحد مؤيدي تنظيم الدولة على تويتر، ومفادها: "عاد اليرموك إلى حياض الإسلام، وسنرفع الضيم عن المظلومين"، و "سنحول دمشق إلى جحيم".
وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مؤيدي تنظيم الدولة يزعمون أنهم يسيطرون على نسبة 70% من المخيم، وقاموا بإرسال قواتهم نحو حي الحجر الأسود القريب. ولكن الناشط عبد الرحمن يقول: "لن يتمكن تنظيم الدولة من السيطرة على اليرموك بسهولة، فحماس لا تزال قوية فيه". ويقول ناشطون إن الكثير من سكان المخيم فروا منه في الأشهر الماضية، بحسب الصحيفة.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن العضو المستقل في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أسعد عبدالرحمن يقول إن "معظم سكان اليرموك أصبحوا نازحين داخليين في سوريا أو في الخارج، وبشكل كامل ذهبوا إلى لبنان، حيث يعيشون مع أقاربهم في المخيمات، وأقول إن المخيم أصبح خاليا بنسبة 90%".