دعا رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الدرزية في لبنان، الشيخ
علي زين الدين، دروز
سوريا إلى ألا يكونوا "ألعوبة بيد أحد من أجل تحقيق أحلام وأوهام"، لكنه حثهم في المقابل على "صد" من اعتدى عليهم.
وجاء في نداء وجهه زين الدين "إلى أهالي جبل العرب في سوريا": "أنتم أحفاد سلمان والمقداد وأبي ذر، أنتم من نصر الإسلام والحق منذ فجر التاريخ، هذا التاريخ المشرف (..) فلا تسمحوا لأحد أن يستعبدكم أو يبني أمجادا على تاريخكم وأمجادكم، قدموا أرواحكم قرابين للدفاع عن أرضكم ومقدساتكم، استعدوا وتوحدوا فلديكم الكثير من الأبطال الشرفاء الذين شهد لهم تاريخ سوريا ولبنان".
وحث زين الدين
الدروز في سوريا على الانضمام "تحت لواء أبناء جلدتكم الشرفاء، ولا تكونوا ألعوبة بيد أحد من أجل تحقيق أحلام وأوهام، ولا تنغروا بحفنة من المال ولا تكونوا شعلة نار لبلوغ الأغراض".
وأضاف: "عليكم الانتماء أولا وأخيرا للوطن، فالوطن هو وطنكم وأهله هم أهلكم، حافظوا على الوحدة الوطنية، فمن أخطأ معكم سامحوه ومن اعتدى عليكم صدوه".
وقال زين الدين إن "ما يجري في هذا الشرق عيب وعار"، وخاطب الدروز قائلا: "جنبوا أنفسكم ما أمكن، وقفوا صفا واحدا في وجه من يعتدي عليكم وعلى وطنكم، مشيرا إلى أنه "عرض عليكم في الماضي إغراءات وامتيازات فرفضتم.. اصبروا وصابروا والله ورسوله معكم وهو أكرم الأكرمين".
ويأتي هذا النداء بينما لجأت قوات النظام السوري المنسحبة من بلدات درعا التي سيطر عليها الثوار، وخصوصا بصرى الشام، إلى السويداءـ كما صدرت الشهر الماضي مواقف مستنكرة لمساعي النظام السوري لتشكيل ميلشيات درزية في
السويداء بحجة مواجهة ثوار درعا، وهو ما اعتبر تهديدا للتعايش بين أبناء المحافظتين.
وفي شباط/ فبراير الماضي، فرض مشايخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء "البعد الديني" على الشيخ الدرزي وحيد البلعوس (أبو فهد)، بسبب مهاجمته بشار الأسد وأجهزته الأمنية. وقال المشايخ الدروز في بيان إن "هناك ثوابت لا نسمح بالمساس بها أو التعرض لها بالسوء: الوطن وقائد الوطن، والدولة ومؤسساتها، والجيش العربي السوري حامي حمى الأوطان، والثوابت الوطنية، والعيش المشترك، والسلم الأهلي".
وكان زين الدين قد دعا دروز سوريا في آذار/ مارس الماضي لكي لا يرضوا أن يكونوا "وقودا للفتن والمخططات المشبوهة، ولا أدوات في يد المتحكمين المتسلطين، الذين إذا ما استمروا على ما هم عليه، فإنهم سيدمرون كل شيء وسيحصدون لعنة التاريخ وغضب الخالق، والانهيار الكامل للأنظمة والأوطان، وسيندمون حين لا ينفع الندم".
وفي كانون الثاني/ يناير، حث زين الدين الدروز في جبل السماق ريف إدلب (شمال غرب سوريا)، الواقع تحت سيطرة الثوار على أن يتمسكوا بوجودهم في المنطقة، داعيا في الآن نفسه "من حمل لواء الثورة ضد الظلم والاستبداد، أن يتعاملوا مع أهل جبل السماق كما تعامل أهل الجبل (السويداء) معهم"، مضيفا: "نأمل منهم ألا يتعاطوا مع أهلنا كما تعاطى معهم من انتفضوا عليه" في إشارة إلى النظام السوري.
وسبق أن حذر الزعيم الدرزي اللبناني، وليد جنبلاط، دروز سوريا من القتال إلى جانب النظام السوري، والسقوط في ما سماه "الفخ" الذي نصبه النظام لـ"الانجرار إلى ملعب العنف والقتل والدماء والبراميل المتفجرة".