قذائف تنظيم الدولة تهجر أهالي عامرية الفلوجة من منازلهم

أجبرت صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون التي يستهدف بها مقاتلو تنظيم الدولة، وبكثافة، على مركز ناحية عامرية الفلوجة، المئات من سكان الناحية على النزوح قسرا إلى قرى البوعيسى ومنطقة الفحيلات التي نزحوا إليها، تاركين خلفهم منازلهم المدمرة، ومصادر رزقهم.

ووصف عامر أبو إيمان، أحد سكان ناحية عامرية الفلوجة والنازح إلى قرية الفحيلات، معاناتهم قائلاً: "إن قصف تنظيم الدولة المستمر ضاعف من معاناتنا، وهذا ما أجبرنا على ترك منازلنا، خاصة بعد تكثيفه من استهداف مركز الناحية بطريقة هستيرية، خلفت عشرات الضحايا بين الأهالي، فصواريخ الكاتيوشا تتساقط علينا مثل زخات المطر عقب كل هجوم يفشل فيه التنظيم من السيطرة على الناحية، لندفع نحن السكان الثمن".

ويوضح أبو إيمان لـ"عربي21" أن القرية التي نزح إليها مع عدد آخر من العائلات تتعرض أيضا لقصف عشوائي، لكن حجم الخسائر البشرية والمادية فيها تكون أقل في العادة، وذلك بسبب تباعد المنازل عن بعضها وخلو المنطقة من الكثافة السكانية.

وأضاف: "وضع العديد من هذه العائلات صعب جدا، إذ تعاني من شح المياه الصالحة للشرب، وانعدام التيار الكهربائي بشكل تام، ولا يعلمون متى يتوقف تنظيم الدولة عن استهداف منازلهم التي هجروها بليلة وضحاها، دون أن يحملوا أي شيء معهم سوى بعض الأشياء الثمينة وألبستهم".
 
ومنذ أن سيطر تنظيم الدولة قبل نحو عام على مدينة الفلوجة، وسيطرته كذلك على مساحات شاسعة من مركز محافظة الأنبار والرمادي، كانت ناحية عامرية الفلوجة التابعة للمدينة، محط أنظاره، ويحاول طيلة الفترة الماضية السيطرة عليها بشتى الوسائل، نظرا لكونها حلقة وصل ما بين محافظة الأنبار ومحافظات بغداد وبابل وكربلاء، وهو ما جعل منها ذات أهمية استراتيجية كبيرة، لذلك شنّ سلسلة هجمات بالسيارت المفخخة، والصواريخ الموجهة، وقذائف الهاون، مما أسفر عن تهجير معظم سكان الناحية، البالغ عددهم أكثر من 110 آلاف نسمة، ومنهم من بقي في العراء يعيش تحت خيمة صغيرة دون منزل، كحال أبي إيمان.
 
ومن جانبه يؤكد أبوصلاح الزوبعي (56 عاما)، أحد السكان النازحين من المجمع السكني باتجاه قرى البو عيسى، لـ"عربي21"، أن أوضاع الأهالي داخل الناحية صعبة للغاية، خاصة الأطفال الذين يعيشون في أجواء مرعبة من سماع أصوات قذائف الهاون وهي تسقط على المنازل، وفي الشوارع العامة، مبيناً أن القصف حول أغلب مناطق الناحية إلى دمار، مع تدمير للبنى التحتية، مما أدى لفقدان أهالي ناحية العامرية، خاصة النازحين، منازلهم، مما يجعل العودة إليها مستحيلة في الوقت الراهن.