دعت جماعة
الإخوان المسلمين في
سوريا أبناء الطائفة "العلوية" إلى إعلان العصيان المدني، وترك الجيش السوري والكف عن مساندة
النظام بقيادة بشار
الأسد، والانضمام إلى جمهور الشعب السوري الذي انتفض في وجه الظلم، والإجرام، وفق قولها.
وأوضحت الجماعة خلال بيان أصدرته مساء الجمعة بمناسبة "يوم الجلاء" وحمل عنوان "سجن العلويين.. وما تزال المفاتيح بأيديكم"، أن دعوتها "العلويين" لترك النظام تأتي انطلاقا من الدعوة الواقعية المستشرفة، التي تسير عليها الجماعة منذ تأسيسها قبل عقود من الزمن.
وأضاف البيان: "إنّنا في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا ندرك أنّ هذه الفاجعة يصطلي بجحيمها القاتل والمقتول، والجاني والمجنيّ عليه، مع يقيننا أنّهم ليسوا سواء؛ فليس من العدل والإنصاف أن يسوّيَ الإنسان بين مصاب الباغي الصائل، الذي يقتل الناس ظلما وعدوانا، وبين مصاب الحرّ الشريف، المدافع عن دم أو عرض أو حق مسلوب، أو رغبة في عيش كريم يعمّ خيره كلّ أبناء الوطن".
وذكّر البيان أبناء الطائفة "العلوية" بالإحصائيات الرسمية التي تبرهن على استغلالهم من بشار الأسد، والتضحية بهم من أجل البقاء على سدة الحكم، حيث تشير الأرقام إلى مقتل 73 ألف مقاتل علوي منذ انطلاق الثورة قبل أربعة أعوام.
وأكدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا أنها تقدر المواقف التي اتخذها عدد غير قليل من "العلويين، والمسيحيين، والدرز، والإسماعيليين، والأكراد، والتركمان" باصطفافهم إلى جانب الشعب السوري ضد نظام الأسد، بخلاف السواد الأعظم من طوائفهم التي تساند النظام.
وعاد البيان لتوجيه رسائل شديدة اللهجة لـ"العلويين" حيث جاء فيه: "إنّ المخاوف والهواجس والأخطار التي يعبّر عنها تساؤل (إلى متى سيستمرّ
العلويون في دفن رؤوسهم في الرمال، وهم يشاهدون أبناءهم في صناديق الموت.؟!) كما يعبّر عنها ذلك المواطن السوري بقوله: (نحن ننزفُ بصمت.. آن لهذا الموت بين شبابنا أن يتوقف.) إنّ هذه المخاوفَ والأخطار التي تتهدّد الوطن أرضا وإنسانا.. أصبحتْ بفعل (الشرّير) وكيده ومكره، حقيقة واقعة، لا يستطيع أحد أن ينكرَها".
ورحبت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا بأي مبادرة من الطائفة "العلوية" تعلن من خلالها رفضَها لـ"الشرير"، في إشارة إلى بشار الأسد، ولمشروعه، وخياراته، وأدواته، وانحيازها للمشروع الوطني السياسي والثوري، بكل أبعاده الوطنية".
وتابع البيان: "وأن تبادرَ إلى إعلان العصيان المدنيّ، فلم يكن أبناءُ الطائفة قطّ خوَلا عند بيت الأسد، ولا خزانا بشريا لتحقيق مآربهم. وأول هذا العصيان، هو الامتناع عن الالتحاق في سلك القتلة وعن الانضمام إلى عصابات المجرمين".