ناقشت الصحف التركية في عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء، قضية
الانتخابات المقبلة والمقرر إجراؤها في السابع من حزيران/ يونيو المقبل، وطبيعة دور حزب
العدالة والتنمية الحاكم وأحزاب المعارضة التركية فيها. وأشار صحفي إلى وجود هيمنة رجالية على الانتخابات التركية في ظل زيادة التقديم للترشح من قبل النساء.
مستقبل تركيا بين المتديّنين والمهندسين
يقول الصحفي "أمره أك قوز" في مقال له بصحيفة "صباح": "كنت أكتب في فترةٍ ما أنه لا بدّ أن نربّي جيلاً من المهندسين بدلاً من جيل متديّن".
وعن السبب في ذلك، يرى الصحفي أن الناس يتمكنون من تعلّم دينهم عن طريق مصادر متعددة خارج المدرسة مثل العائلة والمسجد وكبار السن والدورات.
ويلفت الصحفي إلى أنه على سبيل المثال، في فترة الحزب الواحد، كانت هناك مفاهيمُ علمانية معادية للدين، فهل أثرت في شيء؟ كلا.
ويشير الصحفي إلى أنه من ناحية أخرى، فإن "من غير الممكن تعلم الهندسة أي (العلوم والتكنولوجيا) خارج المدرسة، ولهذا السبب فإنه يجب علينا أن نجعل من أغلب الموارد وسيلةً لتربية وإنشاء جيل من المهندسين".
ويقول الصحفي: "ذكّرتكم بالكتابات القديمة لأنني سعيد، فعندما كان يتحدث رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في مجلس الشورى للتجارة والصناعة التركية قال: لا يمكن إنقاذ مستقبل تركيا إلا بإنتاج التكنولوجيا، وأضاف: أي شخصٍ يأتي بمفهومٍ جديد، ومنتجٍ جديد، وتكنولوجيا جديدة في تركيا، له مكانة خاصة وسيتلقى منا الدعم والتحفيز اللازم".
ويقول الصحفي: "نعم هذا هو سباق العلوم والتكنولوجيا بين الدول، يصبح في حالة صعبة مع الوقت، والأموال التي تخصّصها الدول والشركات للبحث والتطوير تزداد يوماً بعد يوم".
بيان "العدالة والتنمية" الانتخابي: هذه إنجازاتنا
نشرت صحيفة "يني شفق" بيان حزب العدالة والتنمية الانتخابي الذي أعلنه زعيم الحزب أحمد داود أوغلو، ووردت في بند من بنود الإعلان، فقرة ذكر فيها إنجازات الحزب، مفادها أن "المبدأ الأساسي لحزب العدالة والتنمية هو إزالة جميع العوائق التي تقف في وجه حرية العقيدة والتعبير والتصرف".
وفي هذا الإطار، يلفت البيان إلى أن تركيا "شهدت "ثورة صامتة" في مجال الحريات والحقوق الأساسية للمواطنين، و"عليه فقد تم اتخاذ العديد من الخطوات وتحقيق العديد من الإصلاحات".
ويشير البيان إلى أنه في إطار تلك الخطوات، "قمنا بحل العديد من المشاكل المزمنة داخل تركيا، وقمنا بتطبيع الحياة السياسة والاجتماعية، علاوة على توسيع دائرة الحرية الإعلامية، وقمنا بوضع قاعدة تنص على أن حرية التعبير بغرض الانتقاد لا تعتبر إثما يُعاقب عليه".
ويلفت البيان إلى أن "الحزب قام باتخاذ العديد من الخطوات بشأن حقوق وحريات الإنسان، بالشكل الذي يكفلها له. وقمنا بإزالة المواد التي لها علاقة بالتعذيب، ولم يعد مفهوم التعذيب موجودا داخل تركيا، بالإضافة إلى زيادة حجم العقوبات تجاه من يقوم بهذا".
ويؤكد البيان على "إنهاء عصر جرائم الفاعل المجهول. وكذلك عصر العصابات والمافيا. قمنا بالاعتراف بحقوق المواطنين في الحصول على المعلومات التي يطلبونها".
ولفت البيان إلى أن الحزب "ساعد السيدات من المحجبات على العودة إلى وظائفهن التي طُردن منها خلال أزمة 28 شباط".
وذكر البيان أن الحزب قام "بإنشاء مؤسسة الحقوق الإنسانية التركية المستقلة إداريا وماليا، وإنشاء مؤسسة مراقبة على المال العام من أجل إيجاد الحلول للموظفين دون الحاجة إلى تحويل القضايا إلى المحكمة".
وقام الحزب باتخاذ العديد من الخطوات من أجل توسيع دائرة الحقوق الثقافية، وكذلك تطوير النظام التعليمي وتحويله إلى نظام اقتصادي تعددي.
وأشار البيان إلى السماح للقنوات ببث برامجها باللغات واللهجات المختلفة. وإلغاء الحظر على الأعمال الفنية ودور العرض والإذاعة السمعية والحملات الدعائية التي كانت تصدر باللغات واللهجات الأخرى.
ومن أهم الإنجازات التي قام بها الحزب، كما يذكر البيان، قيام الحزب باتخاذ خطوات جريئة بشأن المذاهب والعقائد الأخرى. ويظهر ذلك من خلال النظر إلى "المؤتمرات العلوية" التي تناقش فيها العقائد الإسلامية وغيرها بحرية أكثر.
و"جعل المساواة بين الرجل والمرأة في إطار دستوري. وتمت الموافقة على بروتكول الأمم المتحدة الذي ينص على معاقبة كل من يشرع في التجارة بالنساء والأطفال"، بحسب البيان.
وأنشأ الحزب لجنة تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة. وقام بإلغاء القيود المفروضة على الزي الخاص بالطالبات، وعلى النساء العاملات داخل المؤسسات المختلفة.
وقام الحزب بالعمل على تطوير دور المجتمع المدني داخل تركيا. كما أنه قام بتطوير التشريعات الخاصة بالأوقاف والجمعيات. والعمل على تحالف تلك المؤسسات مع مؤسسات المجتمع المدني.
أحزاب المعارضة وحزب الحكومة في تركيا.. الجميع يتأهب للانتخابات
نقلت صحيفة "يني شفق" في خبر لها عن الرئيس التركي السابق "عبد الله غول" تصريحه الذي جاء فيه أن الانتخابات التركية القادمة ستمكن لأحزاب المعارضة أن تشكل ثقلا كبيرا داخل المجلس، ويرى أن الحكومة التركية سوف تواصل مهامها بحزب واحد فقط.
وذكرت الصحيفة أن "غول" أشاد بالإصلاحات التركية على مدار 12 عاما، وقال في حديثه: "نعم وضع تركيا أفضل بكثير من العديد من الدول، ولكن كان بإمكاننا أن نرى تركيا أفضل من هذا". مشيرا إلى أنه "لا بد من بداية جديدة عقب الانتخابات القادمة، حيث إن الانتخابات فرصة من أجل إعادة الحسابات، وقد بقي أقل من شهرين على الانتخابات، والجميع يتأهب لها".
ويقول "غول": "نحن بالفعل لا ندري ما هو قرار الشعب في الانتخابات، ولكن رأيي الشخصي يقول إنه يمكن لأحزاب المعارضة أن تشكل ثقلا كبيرا داخل المجلس، وأرى أن الحكومة التركية سوف تواصل مهامها بحزب واحد فقط". مشيرا إلى أنه "بات من اللازم على تركيا أن تبدأ بداية جديدة عقب الانتخابات، واضعة نصب عينيها الأخطار القادمة، حيث إنه يمكن لها أن تعوض ما خسرته خلال السنوات الماضية فقط على هذا النحو. فإن كل ما حدث في السابق أنهك قواها، ولا مفر من بداية جديدة".
وذكرت الصحيفة أن "غول" أعرب عن أنه من اللازم أولا أن يتم تطبيع المناخ السياسي بالمنطقة، وإنهاء الاستقطاب الحادث. مشيرا إلى أن الأمر ليس صعبا.
ويرى "غول" أن الاستقرار سوف يستمر عقب الانتخابات المقبلة: "سوف نبدأ فترة جديدة. وأنا مفعم بالأمل. لا يمكننا أن نجزم بنتائج الانتخابات، ولكنني على ثقة كبيرة بأن استقرار تركيا سوف يستمر مهما كانت النتائج. كما أنه مما لا شك فيه أن الاستقرار لا يعتمد على الأغلبية بالمجلس بالكامل، ولكن الأغلبية شرط من أجل الاستقرار". وتمنى "غول" إنهاء أي خلاف أو أزمات قد حدثت في الماضي، وأن "يصبح وضع تركيا أفضل بكثير مما هو عليه".
وذكرت الصحيفة أن "غول" أوضح ضرورة المحافظة على هيبة الحملات الدعائية الخاصة بالأحزاب، على نهج ما يليق بتركيا. كما أنه "لا يجب نقل المشاكل التي حدثت خلال فترة ما قبل الانتخابات، إلى فترة ما بعد الانتخابات حتى لا تفسد الأهداف القادمة. فهذا شيء مهم للغاية، حيث إنه من عام 1950 والانتخابات داخل تركيا تُجرى على نسق سليم. حتى وإن حدثت بعض الأمور البسيطة، فهذا لم يؤثر مطلقا على شرعية الانتخابات لدينا. وأنا على ثقة كاملة في أن الانتخابات القادمة سوف تُجرى على النهج نفسه".
المرشحات للانتخابات التركية.. وهيمنة المرشحين
يلفت الصحفي "محمود أوفر" في مقال له بصحيفة "صباح" إلى أن هناك تساؤلات تُثار مع أول انتخابات عامة في تركيا الجديدة، وهل هذا الاختيار سيكون اختيار النساء أيضاً كما سيكون الحال في "تركيا الجديدة"؟
يرى الصحفي أنه حتى لو بدأت تظهر أهمية النساء في السياسة في الفترات الأخيرة، إلا أنها ليست بالمستوى المطلوب؛ فبنية الهيمنة الرجالية ما زالت تحافظ على سلطتها في السياسة، ونسبة النساء بين النواب الحاليين فقط 13 بالمئة تقريباً، ويدل هذا بكل وضوح على أن "العدالة غير موجودة في التمثيل".
ويلفت الصحفي إلى أنه "بالطبع ليس هذا في السياسة فقط، فهذه الحقيقة تواجهنا في مجالات كثيرة في الحياة، وإذا كانت تركيا ستنشأ من جديد، فيجب أن تتغير هذه الحقيقة، ولن يحصل هذا إلا بالسياسة. توجد متقدمات للترشيح بعدد كبير لأجل الانتخابات المقبلة، لدرجة لا يمكن مقارنتها بالماضي، وكما هي العادة فإن حزب العدالة والتنمية هو الأول في عدد المرشحات في هذا الصدد".
ويذكر الصحفي أنه تقدم لحزب العدالة والتنمية 6 آلاف و223 شخصاً للترشح، 984 منهم من النساء. وأنه تقدم لـحزب الشعب الجمهوري ألفان و822 شخصا، 649 منهم من النساء، أما النسبة الأقل فمن نصيب حزب الشعوب الديموقراطية، حيث تقدم 1501 شخص؛ 342 منهم من النساء.