قال ناشطون ومصادر طبية من مدينة
الموصل إن المدينة تمرّ بأزمة خانقة، بسبب قطع حكومة بغداد حصة المحافظة من الموازنة المالية والأدوية والمستلزمات الطبية بعد سيطرة
تنظيم الدولة عليها، فيما اشتكى سكان المدينة، وخصوصا ممن هم بحاجة إلى عمليات جراحية وأصحاب الأمراض المزمنة، من تدهور حالتهم الصحية، بسبب شح
الأدوية والمضادات الحيوية.
وحذرت المصادر من أن مدينة الموصل مقبلة على كارثة حقيقية، ما لم يتم إرسال حصة المدينة، مبينين أنه تم تسجيل مستويات مرتفعة في نسبة الوفيات للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والمرضى المحتاجين لعمليات جراحية.
وفي حديث خاص لـ"عربي21"، قال أحد أطباء مشفى في مدينة الموصل، فضل عدم ذكر اسمه، إن الواقع الصحي الذي تمر به المدينة صعب جدا، حيث تعاني المستشفيات من قلة المستلزمات الأساسية، وأهمها مواد التخدير، والأدوية الخاصة لأصحاب الأمراض المزمنة.
وأضاف قائلا: "لقد قمنا بتأجيل الكثير من العمليات الجراحية للمواطنين، واقتصرت العمليات على الأوضاع الحرجة والطارئة فقط بسبب قلة مادة التخدير".
وأشار إلى أن دائرة صحة نينوى قد بعثت الكثير من نداءات الاستغاثة إلى بغداد من أجل إرسال حصة المحافظة من الأدوية، ولكن تم رفضها من قبل وزارة الصحة، بحجة أنهم يقومون بعلاج وإجراء عمليات لجرحى تنظيم الدولة الذين يصابون في المعارك، على حد تعبيره.
وبيّن الطبيب أن عدة حالات وفاة حصلت في المستشفيات لمصابين بأمراض مزمنة، أو ممن هم بحاجة إلى عمليات جراحية، لكنهم توفوا بسبب نقص الأدوية ومواد التخدير، وأشار إلى أن نسبة الوفيات سترتفع ما لم ترسل حكومة بغداد معونات طبية عاجلة، وقال إن المدينة على وشك كارثة صحية خطيرة.
وتحدث المواطن سلام صالح قائلا لـ"عربي21": "إنني أجريت عملية لزراعة الكلى قبل عام، وكنت قد أخذ حصتي الشهرية من العلاج في المستشفى، ولكني فوجئت بقطع حكومة بغداد حصتنا من العلاج، ما اضطرنا لشراء الدواء من السوق السوداء بسعر مرتفع، هذا إن وجد، فسعر الشريط الواحد يتجاوز 100 دولار، وهذا لا يكفي لسد الحاجة لفترة أسبوع واحد".
وقال المواطن أبو عبد الرحمن لـ"عربي21": "نمر اليوم بأسوأ أزمة صحية تعصف بالمدينة، فقد أصبحت المستشفيات شبه خالية من الأدوية والمستلزمات الطبية، كما تم فرض حصار من قبل حكومة بغداد على المدينة، حيث قامت بمنع دخول الأدوية إلى المدينة.
وأضاف قائلا: "حكومة كردستان رفضت استقبال المرضى الذين هم بحاجة لعمليات جراحية، ونرجو من النواب والوزراء السنة النظر إلى حالنا، والضغط على الحكومة لإرسال مواد طبية وصحية عاجلة إلى المدينة"، حسب تعبيره.